حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام _رؤي وآراء حول صناعة السلام (2_5)

قال تعالي:
( وأطيعوا الله و رسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وأصبروا إن الله مع الصابرين ) الأنفال 《46》
تمھيد_ مقالات ذات صلة.
(لقد تحدثت في مقالات سابقة عن دور الثقافة في تشكيل الھوية وماينقصنا في ھذا المجال وكذلك عن فلسفة التفاوض و الممارسة السياسية التي ھي أول عتبات السلام واليوم نتحدث عن صناعة السلام كإستراتيجية حتمية لبناء الدولة.)
إن صناعة السلام من الداخل تختلف كثيرا عن السلام الذي يفرض علينا من الخارج وھذا لايعني رفضنا للسلام كمبدأ ولكن ماھي الشروط؟ والإستراتيجيات التي يراھا الغير وفي كثير من الأحيان تحمل تلك الشروط كثيرا من الرؤي التي قد لا تتوافق ومصالحنا وھويتنا ودساتيرنا بل وقد يعمد الراعي للسلام والداعي إليھ من الخارج للھيمنة علي المشھد السوداني برمتھ فيكون السلام علينا وبالا فيصبح أنكأ من الحرب التي نعيشھا الأن.
ولنتمكن من فرض رؤيتنا وسيادتنا فلا بد لنا من صناعة السلام من الداخل والذي ليس فيھ تفاوض مع العدو الذي يحمل السلاح ضد الدولة وقد سبق ان أبدينا رؤيتنا في فلسفة التفاوض مع أؤلئك المارقين والمتمردين علي الدولة فذلك التفاوض لھ حديث وشأن آخر متعدد المسارات العسكري منھا والمدني .
ولكني اتحدث عن صناعة السلام في الداخل ومن الداخل كإستراتيجية دولة وتقوية الجبھة الداخلية لمواجھة كل التحديات الماثلة والمتوقعة ومن ضمنھا فيما بعد رؤية القضاء علي التمرد وھذا الرأى يجب ان يكون رأي أمة بالإجماع ويصل ذلك الرأي لكل العالم وليكن الخيار ساعتھا خيار أمة ومطلب شعب لا فئة بعينھا إنما إجماع .
فالقرارات المصيرية لابد ان تنبع من صميم الشعب لاقرارات فوقية فتصبح ھشة لا تقوي علي الصمود وساعتھا سنعود الي المربع الأول من جديد. ونعيش في دوامات من الإنقسام والحروب فلا نعرف أستقرارا ولا إعمارا .. (وكأنك يا ابوزيد ماغزيت ).
لذلك علينا لم الشمل ورتق النسيج الإجتماعي وتجفيف مصادر العدو من العناصر البشرية في الداخل وغيرھا من مصادر الدعم اللوجيستي والعمل علي حللة القضايا المرتبطة بالمواطن في مناطق تجنيد العدو بالجلوس مع القيادات في الإدارات الأھلية والنأي عن الحلول المؤقتة بالمشاركة في السلطة وتحديد المھام ودعم صناعة السلام من الداخل.
وھنا يبرز دور الإعلام الوطني الموجه بكل احترافية لتوضيد دعائم السلام والبعد عن المھاترات والنظرة الحزبية الضيقة التي قد تقوض عملية صناعة السلام.
ولتقوية الجبھة الداخلية الأثر الكبير في صناعة السلام في مراحلھ المتقدمة فمشوار الميل يبدأ بخطوة .
وترتيب البيت السوداني من الداخل والإلتفاف حول الوطن والقضية والجيش إنما يعبر عن وعي أمة وعزيمة شعب يستطيع أن يجبر الغير علي إحترامھ فالأمم منذ فجر التأريخ لا تعترف الا بالقوي ولا تكترث للضعيف .
فيجب أن نعلن عن ھويتنا بيان بالعمل لا بالھتافات والتسويف .ولننبذ كل الولاءات الحزبية والقبيلية والجھوية الضيقة فالوطن يسع الجميع .
نعم يسع الجميع لا بالجلوس في قارعة الطريق والإنتقاد والصدام إنما بالمشاركة في البناء والتعمير وعلي الدولة ان تكفل للجميع حق المواطنة تحت مظلة القانون والتشريع .
إذا الشعب أراد الحياة يوما فلا بد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر .
فأكسروا قيود الشك وأزعوا بذور الثقة في ھذا الوطن لكيلا يضام .
حفظ الله السودان وجيشھ
وشعبھ الطيب الصبور الھمام .
ودمتم سالمين ولوطني سلام.
13/6/2025
وزير التربية يقف على إجراءات امتحانات الشهادة الثانوية
عطبرة : 5minute-news وقف وزير التعليم والتربية الوطنية د. التهامي الزين حجر صباح اليوم علي…