القصة الكاملة لاحداث معسكر اللاجئين باوغندا.. ثلاثة أيام من الرعب في بيالي: هجوم بالسواطير على لاجئين سودانيين يشعل معسكرات أوغندا

شهد معسكر اللاجئين السودانيين بمنطقة بيالي في كرياندقو شمال أوغندا، ليلة من الرعب والدماء، بعد هجوم مباغت نفذته مجموعة من لاجئي جنوب السودان قدرت بنحو ثلاثين شخصاً استخدموا فيه السواطير والأسلحة البيضاء والعصي وأسفر عن مقتل لاجئ سوداني يدعى كباشي إدريس كافي، وإصابة ما لا يقل عن 18 آخرين بجروح متفاوتة بينهم خمس حالات خطيرة نقلت إلى مستشفى “قولو” لتلقي العلاج.
الهجوم الذي وصفه حسين تيمان رئيس مجمع اللاجئين السودانيين بـ”المرتب والخطير” وقع في توقيت ليلي ما زاد من تعقيد جهود الإنقاذ والإسعاف وأدى إلى إخلاء عدد كبير من الأسر السودانية نحو مناطق أكثر أمناً داخل المعسكر.
ورغم تدخل الشرطة الأوغندية ومحاولاتها تفريق المعتدين باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص التحذيري إلا أن شهود عيان أكدوا أن قوات الأمن بدت عاجزة عن السيطرة الكاملة على الوضع وسط استمرار المناوشات وتجدد الهجمات في اليوم التالي.
وأكد محمد حامد مدير اللجنة الأمنية في كلستر (B) أن الهجوم أسفر عن مقتل اللاجئ السوداني بالسواطير بينما ناشدت السلطات المحلية المجتمعين السوداني والجنوبي بضرورة التزام الهدوء وضبط النفس والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة في وقت بدأت فيه الشرطة عمليات اعتقال شملت عدداً من المشتبه بهم من المهاجمين.
وذكرت مصادر من داخل المخيم أن الأسر السودانية لجأت إلى المساجد وبعض الكلسترات (مثل G وC وB وسط)، لتأمين الأطفال والنساء بينما بدأت حملات عاجلة للتبرع بالدم وسط نقص حاد في الكوادر والمستلزمات الطبية.
وفي أول تعليق رسمي أصدرت السفارة السودانية في كمبالا بياناً أعربت فيه عن قلقها العميق من الأحداث مطالبة السلطات الأوغندية باتخاذ التدابير اللازمة لحماية اللاجئين ومؤكدة أنها تتابع الملف مع المسؤولين الأوغنديين لمعالجة أسبابه الجذرية.
من جانبها أصدرت جمعية نساء سودانيات للسلام والتنمية بيانا شديد اللهجة أدانت فيه الهجمات الدامية مشددة على ضرورة ضبط النفس وحثت المنظمات الدولية على التدخل الفوري لمنع تفاقم العنف وذكرت بأن السودان وجنوب السودان كانا يوما دولة واحدة وأن هذه الفتن لا تشبه شعبيهما.
أما اتحاد أصحاب الأعمال السودانيين في أوغندا فقد اعتبر أن الهجوم يمثل “انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وطالب بتحقيق عاجل وتوفير الحماية الفورية للاجئين السودانيين داعيا أعضاءه والمؤسسات الطبية لتقديم الدعم العاجل للجرحى.
وفي تطور مهم وصلت تعزيزات من الجيش الأوغندي إلى مخيم كرياندقو مساء السبت فيما أفاد رئيس مجتمع اللاجئين السودانيين بأن وحدات إضافية من الجيش وصلت صباح الأحد لتعزيز السيطرة على الأوضاع.
كما أصدرت منظمة بوادي للسلام والتنمية بيانا شديد اللهجة طالبت فيه بإعلان حالة طوارئ أمنية داخل المعسكر وفتح تحقيق شامل في ملابسات الهجمات معربة عن تعازيها لأسرة الضحية وداعية إلى تحرك إنساني عاجل من قبل المنظمات الحقوقية لحماية اللاجئين.
الوقائع تشير إلى أن الهجوم لم يكن صدفة بل بحسب شهود ورئيس مجمع اللاجئين السودانيين كان معداً له الأمر الذي يثير تساؤلات خطيرة حول مستوى التنسيق الأمني داخل معسكرات اللاجئين وحدود التعايش السلمي بين المجتمعات المختلفة.
تبقى الأوضاع في بيالي قابلة للانفجار في أي لحظة ما لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة لحماية اللاجئين ومنع تكرار مثل هذه الجرائم وفي ظل النزوح القسري الذي يعاني منه السودانيون جراء الحرب في بلادهم، تبدو تلك الهجمات بمثابة طعنة في خاصرة الإنسانية.
انعقاد الاجتماع الأول للجان المشتركة لإزالة الأثر البيئي بأسواق التعدين بنهر النيل
انعقد بمكتب الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، بولاية نهر النيل، وبرئاسة د. نزار …