صفوة القول شهداء (حلة حامد) .. استمرار مشروع الإبادة والتهجير ..!! بابكر يحيى

(حلة حامد ) قرية صغيرة من قرى منطقة أم قرفه بمحلية بارا ولاية شمال كردفان ؛ تعرض سكانها أمس الأول إلى هجوم عنيف من قبل الجنجويد وقتلوا فيها ما يزيد عن خمسين شخصا ؛ بعد أن أحرقوها بالكامل وهجروا من تبقى من سكانها ..!!
بعض المواطنين ماتوا حرقا نتيجة لكثافة النيران الناتج عن استخدام المدافع الثقيلة على مباني القرية التي غالبيتها من (القش ) .. والبعض الآخر مات نتيجة للقذائف المباشرة على صدورهم العارية فقد واجهوا الموت بكل ثبات وكانوا راكزين كما الجبال ؛ ونالوا شرف الشهادة تاركين من خلفهم تاريخاً يتحدث عن بسالة وعزة وكرامة .. لهم الرحمة والقبول جميعا ..
هجوم الجنجويد كان فقط بسبب النهب والسلب، – وليتهم كانوا يريدون نهب أشياء ثمينة (كالذهب والسيارات الفارهة ) .. ليتهم كانوا يستهدفون بنكا معبأ بالدولارات والدراهم ؛ لكنهم وللأسف كانوا يريدون فقط نهب دكاكين القرية والتي فيها قليل من (الدقيق والسكر والبصل وشيء من الشاي والسكر) .. يا لدناءة مطالبهم !!
من أجل ذلك أبادوا سكان القرية جميعا .. من أجل ذلك أحرقوا بأكملها وتركوها رمادا .. من أجل ذلك قتلوا كل هذه الأنفس ورملوا النساء ويتموا الأطفال ؛ وأشاعوا الحزن في كل مناطق دارحامد – لكنهم وبالمقابل أشعلوا ثورة سيتجرعون سمها في مقبل الأيام ..!!
تعاملت المليشيا مع سكان القرية كما كانت تتعامل مع سلاح المدرعات والقيادة العامة وسلاح الإشارة وسلاح المهندسين ؛ أمطرتهم بنيران الثنائي والرباعي والهاون والآربي جي – تعاملت معهم وكأنهم فرقة من الفرق العسكرية ؛ بينما كان سكان القرى يحملون (السيوف والعكاكيز وبعض الكلاشات ) ؛ لكنهم أذاقوها بأسا شديدا – فمن مات منهم مضى إلى الله شهيدا ومن عاش منهم عاش بعزة وكرامة وإباء ..!!
تخيلوا معي أن سكان هذه القرية لا يتجاوز عددهم السبعين أو الستين أسرة – استشهد منهم حوالي خمسون شخصا في يوم واحد ؛ وما تبقى غالبيتهم جرحى – تخيلوا معي ما هو عمق هذا الجراح ؟ كم حجم الحزن الذي أشاعه هؤلاء بين الناس ؟ ويبقى هناك سؤال بارز لماذا تريد المليشيا إبادة كل السكان الذين هم في المناطق التي تنتشر فيها ؟!!
صفوة القول
سكان حلة حامد واجهوا الموت بصدر رحب وسجلوا أسماءهم شهداء عند مليك مقتدر وغادروا الفانية مخلفين من خلفهم تاريخاً تنناقله الأجيال عن رجال أبطال رفضوا أن يستسلموا وما ضعفوا وما استكانوا ،وما انكسروا لجنجويد دارفور وعربان الصحراء ومرتزقة الجنوب .. وكان شعار أهلهم من بعدهم هو (إن البكاء على الفوارس عار ) – وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
ماذا يجري داخل حركة مناوي !! ابشر الماحي الصائم
اصبحت حركة تحرير السودان التي يتزعمها المارشال مني اركو مناوي، منذ انحيازها للصف الوطني بع…