نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب: الوطن الذي يئن تحت الركام: هل يسمع أحد صراخ السودان؟

وسط الركام والدخان، وبين الجثث التي لا تجد قبوراً، يسير السودان في دربٍ يزداد ظلاماً. حرب لا تعرف الرحمة، اندلعت في قلوب المدن، وشظاياها لا تميز بين طفل وأم، بين شيخ وفتاة، بين بيت آمن وأحلام نائمة.
البلاد تشهد نزوح داخلي وخارجي، والمشهد لا يُحتمل. الموت أصبح يومياً، والدم لا يجف من الشوارع.الناس يهربون من منازلهم، لا لأنهم يريدون الرحيل، بل لأن البقاء صار أقرب للموت من النجاة. النازحون يكدّسون الذكريات على ظهورهم، ويحملون أسماء موتاهم دون أن يعرفوا متى يدفنونهم، أو إن كانت هناك قبور أساساً.مليشيات تتجول وكأنها حُرّة في الأرض، تزرع الرعب وتحصّد الأرواح، بينما العالم ينظر بصمت، ومنظمات حقوق الإنسان تسجّل ملاحظاتها بلا موقف.
الألم في السودان لا يُقاس بالأرقام، بل بالوجوه التي تحاول التمسك بالحياة، وبالأمهات اللاتي يدفنّ أبناءهنَّ دون مراسم، والأطفال الذين صاروا رجالاً قبل أن يفهموا معنى الطفولة.ليس هناك كهرباء، لا ماء، لا دواء لكن الناس يقاتلون بالصبر، بالدعاء، بالبقاء في وطنٍ أصبح أقرب إلى غرفة عزاء جماعية.بسبب التدخلات الخارجية والمليشيا تنفذ هذه الأجندات.
هل يسمع أحد هذا الصراخ؟
هل يرى العالم أن السودان لا يحارب فقط البنادق، بل يُقاوم الصمت، والتجاهل، والخذلان؟إن كنا نحن نكتب، فهناك من ينزف دون أن يصرخ، ومن يموت دون أن يُذكر اسمه في تقرير.
السودان لا يريد أن يُرثى، بل أن يُنقذ.أن يعود وطناً لا ساحة معركة، وصوتاً لا صدى نحيب. وإلى حين ذلك يبقى صراخ السودان في صدر من لم تتبلّد مشاعره بعد.حفظ الله السودان وشعبه.
meehad74@gmail.com
الهندي عزالدين التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية
ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …