‫الرئيسية‬ مقالات “الأعيسر… مواطن شجاع لا يكفي أن يكون وزير إعلام!” كتب : حمد يوسف حمد 
مقالات - ‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

“الأعيسر… مواطن شجاع لا يكفي أن يكون وزير إعلام!” كتب : حمد يوسف حمد 

في خضم أزمة وطنية مركبة، وفي زمن تتطلب فيه الحقائب الوزارية رجال دولة ذوي خبرة ومؤسساتية، طالعنا من جديد بتعين خالد الأعيسر وزيرًا للإعلام والثقافة والسياحة. نعم، هو مواطن سوداني شجاع، له مواقفه الجريئة، وصوته العالي في بعض المنابر… ولكن، هل الشجاعة وحدها تكفي لتكون رجل دولة؟ وهل الحماسة تصلح بديلاً عن الخبرة؟

الإعلام ليس منبرًا بل مؤسسة

 

وزارة الإعلام ليست مكبر صوت تُرفع به الشعارات، ولا منصة تدار من “تويتر” أو “فيسبوك”. هي مؤسسة معقدة، تحتاج من يعرف جيدًا:

 

كيف تُدار ملفات الإعلام العام والخاص.

 

كيف يُعاد هيكلة التلفزيون القومي المنهار.

 

كيف تُضبط فوضى القنوات والإذاعات والمواقع في بلد منهك سياسيًا.

 

والسؤال الجوهري هنا: هل يملك الأعيسر هذه الأدوات؟ هل أدار من قبل مؤسسة إعلامية وطنية؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه ترضية سياسية أو شُهرة إلكترونية تُترجم إلى منصب وزاري؟

 

الثقافة تحتاج أكثر من الخطابة

 

وإذا تركنا الإعلام وانتقلنا للثقافة، فالوزارة المعنية ليست فقط برعاية الأمسيات والمنتديات، بل بتأسيس مشروع ثقافي وطني جامع، يعكس تنوع السودان الثقافي والإثني، ويُعيد دور المسرح، والسينما، والمكتبات، والمؤسسات التربوية. فهل يملك الوزير الجديد رؤية شاملة أم فقط نوايا حسنة؟ والنوايا الحسنة، كما تعلمون، لا تُبني بها الوزارات.

 

والسياحة؟… حدث ولا حرج!

 

هل يدرك وزيرنا أن السياحة في السودان ليست مجرد لوحات على جدران المتاحف، بل ثروة قومية نائمة؟ هل يملك ملفًا تفصيليًا عن المواقع الأثرية المنسية؟ وهل زار يومًا مدينة نبتة أو جبل البركل أو سواكن؟ أم أنها مجرد بند ثالث أُلصق بالوزارة لتكملة اسم طويل في بطاقة العمل؟

 

اخر الكلام …

 

خالد الأعيسر رجل وطني، لا نشك في صدقه، ولا شجاعته، ولكننا هنا نتحدث عن إدارة دولة لا عن إدارة صفحات فيسبوك. نريد وزيرًا لا يخاف، نعم، ولكن نريده أيضًا أن يعرف، ويفكر، ويخطط، ويقود المؤسسات لا الشعارات.

 

فالوزارة ليست منصة رأي، بل منظومة إدارة وطن.

‫شاهد أيضًا‬

حديث الساعة بقلم: إلهام سالم منصور شباب السودان الإسلامي… الماضي يعود من جديد

ما أشبه الليلة بالبارحة! ها هو التاريخ يعيد نفسه في أجمل صوره، وها هم شباب السودان الإسلام…