هنيئا لك بها ياهنية عادل عسوم

لانزكيك على الله فهو الحسيب، لقد بذلت الوسع، والعمر، والعافية، والأبناء، والأحفاد في سبيل القضية…
وعهدناك تقول في خطاباتك بأن الشهادة بغية الصادقين من أهل الإيمان بالله الواحد الأحد، وقلت بأنها يكفيها شرفا أن نبينا صلى الله عليه وسلم تمناها قبل أن يموت شهيدا في سبيل الله، روى الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ، لاَ يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي، أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ، أَوْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، وَلَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَل).
لقد كنت تستلهم في ثنايا خطاباتك سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وستبقى موثقة تستهدي بها الأجيال على توالي الأيام والسنوات والعقود، فما كان حديثك كحديثنا، بل كان أطلاقا لمباني ومعاني سيرة أشرف خلق الله، وستظل خطاباتك ديباجة للعز والفخار لأمة نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا…
حدثتنا عن السيوف الأربعون التي يقف من خلفها إبليس اللعين، وهي قصة ما كان لنا أن نقرأها كسواها من القصص والحكايات نمر عليها مرور الكرام، فإن القوم هم القوم كأنهم قريش، والحق هو الحق مرماه لن يطيش…
ولإن كان الخارج من بين انصال تلك السيوف هو المعصوم والمتبوع صلى الله عليه وسلم؛ فإن من يحملونها باقون ومعهم إبليس الذي قال بأنه بالمرصاد لكل رموز الحق والوضاءة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولإن خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين السيوف الأربعون ليواصل الصدع بمنهج الله؛ فإن الكيد باق، وستظل السيوف مشهرة يظن أهلها أنهم قادرون على اسكات الحق ووأد القضايا، وقد نالت السيوف من قبلك من أطهار لانزكيهم على الله فهو حسيبهم، منهم الشيخ أحمد ياسين، والدكتور الرنتيسي، ونالت من قيادات أخرى كثر؛ لكنهم ما أسكتوا صوت القضية، وهاهم جند الله يزدادون قوة وقدرة على مجابهة هذا الصلف والبغي والظلم كل عام، ولعمري ان قام هؤلاء القادة من مراقدهم لفرحوا وباركوا الكثير الذي تم انجازه حتى الآن…
طبت حيا وطبت ميتا ياهنية، لقد نالت منك السيوف الأربعون في الثانية صباحا، وماعلم هؤلاء الجهلة الأوغاد بأنك واصلت نومتك الصغرى لتلحق بذاك الصالح الآتي من أقصى المدينة، وهو الذي ما أن نالت منه السيوف الأربعون كان لسان حاله:
{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27)}.
قال (يا ليت قومي يعلمون بماغفر لي ربي) في دار غير الدار وحال غير الحال!
قالها وهو يدلف إلى الجنة، خرجت منه العبارة بعد أن قتله أصحاب السيوف الأربعون فنال الشهادة، وقد كان -رحمكما الله- بذات شجاعتك فما كان يخش في الله لومة لائم.
ومافتئ قول ربنا يترى فينا بأن:
{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} 23 الأحزاب.
انه المنهج الذي تربي عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعله الله باقيا لتتعلم منه الأمة أسباب النصر والهزيمة، ولتزيد من طاعة لله، وليزداد في الناس التوكل عليه، فيكشف الله عن جوانب من حكمته فيما وقع من أحداث عديدة في ثنايا السيرة المشرفة، ويختم كل ذلك بآية عظيمة يقول فيها جل في علاه:
{…ويتخذ منكم شهداء…} آل عمران 140.
ياااااه
لعمري إنه تعبير عجيب عن معنى عميق بكون الشهداء مختارون!!! إنهم أناس يختارهم الله من بين المجاهدين ويتخذهم لنفسه سبحانه، ورد في صحيح مسلم أن ابن عباس رضي الله عنه سئل عن الآية الكريمة: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}، فقال: (أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي، ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا، ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب! نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا؛ حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا).
فلعمري ما هي خسارة أن يستشهد في سبيل الله من يستشهد، إنما هو اختيار وانتقاء وتكريم واختصاص، وقد علم الله تعالى بأنهم آمنوا به حقا وتجردوا له وأعزوه حتى أرخصوا كل شيء دونه، أرخصوا وقتهم، وأرخصوا صحتهم، بل وأولادهم وأحفادهم فما شغلوهم عن القضية…
وتأتي من بعد آية سورة آل عمران هذه آيات أخر كأني بها لم تنزل الا في حق أهل هذا القطاع!!!
يقول الله تعالى عن ذات الذين اختارهم شهداء:
{وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ يُرۡزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦوَيَسۡتَبۡشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمۡ يَلۡحَقُواْ بِهِم مِّنۡ خَلۡفِهِمۡ أَلَّا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ (170) يَسۡتَبۡشِرُونَ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ (171)}
ياااااه
لقد سمعنا العديد من قصص أهل الشهداء جاءهم الى من استشهدوا -مابين صحو ونوم- فرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بهم!
حكى بذلك الأطفال والأرامل والأيتام والشيوخ والأمهات والأخوة!!!
أهنأ في مرقدك ياهنية، فإن القضية التي اصطفاك الله دونها لن تسقط رايتها بحول الله، ولإن ارتقيت إلى الله دون أن تعرف نتائج الصراع مع هؤلاء الصهاينة فإنك ياعزيزنا غرست ومن معك الفسائل، وانت أدرى بأن انتصار الحق يقتضى استشهاد البعض ليصبحون جسرا تعبر عليه القضايا الوضيئة إلى مشارف النصر والتمكين بإذن الله، وقد سبقك إلى ذلك من أحببتهم وعملت معهم من المجاهدين،
ووعد ربنا جل في علاه بأن:
{فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ} الزخرف42
اللهم ياقادر، نصرك العاجل لأهلنا في القطاع والضفة، اللهم ياقهار أكتب الهزيمة والذل والعار على الصهاينة الغاصبين ومن عاونهم وساندهم، واجعل تدميرهم في تدبيرهم.
اللهم واجعل جندا من عندك (مسومين) يحاربون مع هؤلاء الثلة المباركة، انك ياربنا ولي ذلك والقادر عليه.
adilassoom@gmail.com
وزير التربية يقف على إجراءات امتحانات الشهادة الثانوية
عطبرة : 5minute-news وقف وزير التعليم والتربية الوطنية د. التهامي الزين حجر صباح اليوم علي…