‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: خيانة الوطن لا تُغتفر
مقالات - ‫‫‫‏‫8 ساعات مضت‬

نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: خيانة الوطن لا تُغتفر

في قلب المعركة التي يخوضها السودان دفاعاً عن الأرض والكرامة، ينهض جرح جديد أشد فتكاً من رصاص العدوخيانة الداخل.لم تعد الخيانة اليوم فكرة رمزية أو اتهاماً فضفاضاً، بل تحولت إلى فعل موثّق له ضحاياه ومقابره وشهادته الحية. من دلّ العدو على مواقع القوات المسلحة من رسم إحداثيات القصف، من أرشد المليشيات إلى منازل أفراد القوات النظامية، لم يكن صاحب رأي ولا صاحب اجتهاد، بل خائن بالصوت والصورة، خائن دمّر، وأزهق، ومهّدللموت أن يدخل المنازل بلا استئذان.

في زمن الحرب، لا تُبرر الطعنات، ولا تُجمّل الخيانات. هل نحتاج إلى محاكم مطوّلةأو إلى مرافعات ناعمة؟ كلا الجريمة واضحة وفاعلها ليس له وجود بيننا بعد اليوم. لأن هذه الجريمة لم تكن ضد فرد أو مؤسسة، بل ضد وطن يُستهدف، وجيش يُحاصر، وشعب يُقصف. السكوت عن الخائن مشاركة في الجريمة، والتساهل معه خيانة موازية لا تقل خطراً عن الفعل الأصلي.

الوطنيون يقاتلون من أجل قضية عادلة، من أجل شعب نُهبت ثرواته وانتهكت حرائره، وسُفك دمه. أما من تواطأ على هذا الشعب، فلن يلبس ثوب الخطأ، بل يُعرّف بصفته الحقيقية عميل يستحق العقاب، لأن الخيانة لا تُعد رأياً في زمن الدم، بل خنجراً في خاصرة الوطن.

اليوم،لانكتب بمداد الصحافة بل بمداد الحقيقة. السودان لا يرحم من خانه، والشعب لا ينسى من دلّ عليه، والجيش لا يغفر من تسبب في سقوط أبنائه. إنها لحظة مواجهة، لحظة عدالة، لحظة تطهير.

في وطنٍ يتلوّى تحت وطأة النار والخيانة، لا تنزف الأرض وحدها، بل تنزف القلوب التي صدّقت، واحتضنت، وحلمت بالسلام. القلب السوداني لم ينكسر من الحرب، بل من الغدر الذي جاء من داخل الأسوار. من دلّ العدو على أبنائه، لم يطعن جسداً، بل خنق حلماً، وأطفأ ضوءاً في عيون الأمهات، وسرق الأمان من صدور الأطفال.

الدماء التي تسيل ليست أرقاماً، بل حكايات حياة أُجهضت بفعل خيانة، وأرواح رحلت قبل أن تقول كلمتها.هذا القلب الذي ينزف لا يطلب انتقاماً، بل يصرخ من أجل عدالة لا تعرف التردد، من أجل وطن لا يساوم على دمه، ولا يغفر من باعه في لحظة ضعف.

والآن، كل جرح يصرخ، كل شهيد يكتب اسمه في ذاكرة الوطن، وكل خائن يخطّ نهايته بنفسه. فالذين خانوا لا يملكون مكاناً بين من حلموا، وقاتلوا، واستشهدوا من أجل أن يبقى السودان حياً… حراً… عزيزاً.

meehad74@gmail.com

‫شاهد أيضًا‬

خاطرة عادل عسوم

انسربت ساعات الليل الطويل، وإذا بالكون في مخاض، إنه مخاض فجر جديد، وإذا بشبح الشمس تتلصص م…