أصل_القضية من سلسلة الجسر والمورد محمدأحمدأبوبكر–باحث بمركز الخبراءالعرب الميثاق الوطني الجديد…المواطن أولا ثم أولا ثم أولا! (٣-٣)

“الدول لا تُبنى على دستور فقط… بل على عقد وطني مكتوب في ضمير الأمة.
فحين يسقط الحبر من الورق، يبقى أثره في الوعي… أو لا يبقى شيء.”
الخرائط التي تمزّقت،
والمؤسسات التي انهارت،
والثقة التي تسللت منها الخيبات،
كلها تقول للسودان جملة واحدة: ابدأ من جديد… ولكن هذه المرة، افعلها صح.
فالعودة لا تكون إلى الوراء… بل إلى الأمام،
إلى عقد وطني جديد، نكتبه لا بالحبر فقط، بل بالوعي، والشجاعة، والإرادة.
✳️ بند أول: حرب لا هوادة فيها على الفساد والمحسوبية!
ما من دولة نهضت، وهي تُدار كما تُدار الغنائم…
وما من وطن نجا، فيما فساده أقوى من عدوه!
ولذلك، فإن أول بند في هذا العقد الجديد يجب أن يكون:
🟥 إعلان حرب شاملة على الفساد والمحسوبية…
لا بالشعارات، بل بالمساءلة، بالعزل، بالقضاء، بالشفافية.
▪️ من أين لك هذا؟ تصبح قاعدة لا تهمة
▪️ الكفاءة قبل الولاء، والمحاسبة قبل المكافأة
▪️ لا حصانة لمفسد، ولا ترقية لمن لم يخدم إلا مصالحه
فهذه ليست معركة أخلاق… بل معركة وجود.
فمن لم يهزم الفساد… لن يبني وطنًا، بل سيُبنى عليه وطن الفاسدين!
✳️ بند ثانٍ: وأد السلحفائية البيروقراطية!
الخراب الإداري في السودان ليس في القوانين فقط،
بل في العقلية التي تُدير الدولة بسرعة النملة، وسط حرائق الزمن.
▪️ أورنيك لا يتحرك إلا بتوصية
▪️ توقيع لا يمر إلا إذا “في زول”
▪️ استثمار يتعطّل في دهاليز الرُخص والرسوم والطلبات العبثية
والنتيجة: المواطن يغرق في نهر الإجراءات،
والدولة تخسر كل يوم فرصة، وكل عام طاقة.
في العقد الوطني الجديد:
✴️ نحتاج لإدارة رشيقة… لا دولة متضخّمة بلا عضلات
✴️ نحتاج لخدمة مدنية تعطيك حقك دون وساطة
✴️ ونظام رقمي، لا دفتري، يُنجزك في دقائق لا شهور!
✳️ بند ثالث: دعم الشباب والمرأة… لا تزيين الهامش
في قلب السودان، شبابٌ يُريد أن يُصنع، لا أن يُستهلك.
وشاباتٌ يردن وطنًا يتّسعن فيه، لا يُقصين منه.
فالعقد الجديد يجب أن يُعيد تعريف الدولة بأنها ليست “فوق” الشعب، بل من الشعب ولأجله.
▪️ منح تمويلية جادة لا مسرحيات مؤتمرات
▪️ إدماج حقيقي في القرار لا مشاركة رمزية
▪️ مشاريع إنتاجية تُلائم العصر، لا وظائف انتظار حتى يموت الطموح
إنهم ليسوا “احتياطي الأمل”، بل هم الركيزة التي يُبنى عليها السودان الجديد.
✳️ بند رابع: المواطن أولًا… ثم أولًا… ثم أولًا!
إذا لم يكن الإنسان السوداني هو نقطة البدء والختام، فكل ما يُبنى فوقه وهم.
لا معنى لبترول لا يُدفئ بيته،
ولا ذهب لا يعالج أطفاله،
ولا جيوش لا تحمي حياته.
المواطن ليس عالة… بل هو الوطن نفسه في هيئة إنسان.
▪️ في العقد الجديد، لا أحد فوق المواطن
▪️ لا مشروع يمرّ دون رضاه
▪️ ولا مسؤول ينجو إن خانه
فقد آن للسودان أن يعترف:
أن الإنسان هو المورد الأغلى،
وأن من يحتقر شعبه، يحتقر تاريخه، ويمهد لسقوطه.
✴️ رؤية الجسر والمورد:
> “العقد الوطني لا يُكتب في قاعات التفاوض، بل يُوقّع على صدور الشعب بالعدل،
ويُختم في وعيه بالثقة،
ويُنفذ في حياته بالخدمة.”
أصل القضية،،،
لا نحتاج اليوم إلى وثيقة جديدة… بل إلى نية جديدة، وأولويات جديدة، وشجاعة لا تتلعثم.
نحتاج إلى دولة تقرأ الناس… لا تقرأ عليهم.
وتخاطبهم كما هم… لا كما تتخيلهم.
✒️ فلنكتب هذا العقد معا…
كلنا طرف فيه.
وكل بندٍ يُخالفه، هو طعنة في خاصرة السودان.
خاطرة عادل عسوم
انسربت ساعات الليل الطويل، وإذا بالكون في مخاض، إنه مخاض فجر جديد، وإذا بشبح الشمس تتلصص م…