نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب :السياسي السوداني بين ضيق الأفق وسُمو المسؤولية:أزمة قيادة دمرت الوطن

في مشهد سياسي تعصف به الأزمات، أن الطبقةالسياسية السودانية عاجزة عن التفكير خارج دائرة المصالح الآنية، والأسوأ أنها أحياناً تتبنّى سلوكاً أقرب إلى الهدم منه إلى البناء. أن ما يحدث ليس مجرد خلافات سياسية، بل صراع تتداخل فيه الانفعالات الحادةوالحسابات الشخصية،لتطغى على الاعتبارات الوطنية والمصلحة العامة.
تُظهر بعض النماذج السياسية سلوكاً انتقامياً يتجاوز حدود المنطق؛ فبدلاً من السعي إلى التنافس الشريف، نجدها تفضل خسارة البلاد على نجاح الخصم، حتى لو كان هذا الخصم يقدّم طرحاً إصلاحياً يصب في مصلحة الشعب.السياسي الحاقد لا يتوانى عن تشويه الآخر، ونصب فخاخ التهم الجاهزة له، غير عابئ بتداعيات هذا السلوك على الوطن وأبنائه.
ثمة مؤشرات على استعداد بعضهم لعقد تحالفات مع أطراف مشبوهة، فقط لهزيمة خصم سياسي، دون النظر إلى الكُلفة الوطنية والأخلاقية.هذه العقليات ترى السياسة ساحة صراع بلا ضوابط، حيث تُهدر المبادئ وتُهمّش القيم في سبيل تصفية الخصومة.
الأخطر من ذلك أن معظم السياسيين يسلكون مسلكاً يضر بأمن الدولة مباشرةحين يكشفون عن مكامن الضعف أمام خصوم خارجيين، وهو سلوك لا يمكن وصفه سوى بأنه يُفرّط في الوطن من أجل حسابات شخصية ضيّقة.
في المشهد السوداني، نادراً ما نرى سياسياً يعترف بخطئه أو يراجع مواقفه، بل قد يسير في طريق الهلاك السياسي حتى نهايته، غير مبالٍ بحجم الخسارة التي يُلحقها بالوطن.هذه الحالة من الجمود والتعنت تمثل عائقاً حقيقياً أمام بناء دولة مدنية، رشيدة، ومستقرة.
لا شك أن مستقبل السودان مرهون بظهور قيادات تتحلى بالحكمة،وتؤمن بأن السياسة فن خدمة الناس، لا ساحة لتصفية الحسابات. فالوطن لا ينهض إلابالعقول المتجردة من الأنانية، القادرة على تجاوز الخلافات الشخصية، ووضع مصلحة الأمة فوق كل اعتبارحفظ الله السودان وشعبه من كل فتنة ومن كل طامع في أرضه وكرامته. meehad74@gmail.com
وا أسفاي عادل عسوم
إنها من ماتعات الزمن الجميل… كلماتها معجونة بطين جروف الشمال، اذ خرجت كلماتها مغناة …