‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: السودان بين مطرقة التآمر وسندان التقسيم
مقالات - ‫‫‫‏‫4 ساعات مضت‬

نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: السودان بين مطرقة التآمر وسندان التقسيم

منذ عقود، والسودان يقف على حافة الخطر، يتأرجح بين أطماع الخارج وتخبط الداخل، بين مؤامرات تُحاك في الظلام ومقاومة شعبية تبحث عن النور. لم تكن الحرب التي اندلعت في أبريل ٢٠٢٣م مجرد تمرد مسلح، بل كانت انفجاراً لمخطط طويل الأمد، بدأ منذ عام ١٩٨١م، حين بدأت بعض الدوائر الغربية والإقليمية تتحدث عن تقسيم السودان إلى دويلات ضعيفة، لا حول لها ولا قوة، تُدار بالوكالة وتُحكم بالدم.

 

السودان، الذي كان يوماً قلب أفريقيا النابض، أصبح ساحة لتصفية الحسابات، ومسرحاً لصراع المصالح، حيث تتداخل الأجندات وتتشابك الخيوط. مليشيات مدعومة من الخارج، مرتزقة عابرون للقارات، تمويل مشبوه، وتواطؤ دولي مريب، كلها أدوات تُستخدم لتفكيك الدولة السودانية، وتمزيق نسيجها الاجتماعي ،وتحويلها إلى فسيفساء من الكيانات المتناحرة.

 

لكن الأخطر من ذلك هو أن هذا المخطط لا يستهدف الأرض، بل يستهدف الهوية، والانتماء، والذاكرة الجمعية. يريدون للسودان أن ينسى تاريخه،أن يتخلى عن وحدته أن يرضى بالانقسام كقدر محتوم. يريدون أن يُمحى من الخارطة السياسية كدولة ذات سيادة، وأن يُعاد تشكيله وفق مصالحهم، لا وفق إرادة شعبه.

 

ومع كل طلقة تُطلق، وكل مدينة تُحاصر، وكل مدرسة تُهدم، يقترب السودان أكثر من الهاوية. ومع ذلك، لا يزال هناك بصيص أمل، لا يزال هناك شعب يرفض الانكسار، وجيش يقاتل من أجل البقاء ومثقفون يكتبون من أجل الحقيقة،وشباب يحلمون بوطن لا يُقسم ولا يُباع.

 

المرحلة القادمة ستكون حاسمة. إما أن ينتصر السودان لوحدته، ويُسقط مشاريع التقسيم، أو أن يُترك فريسة سهلة لأطماع الخارج المطلوب اليوم ليس وقف الحرب، بل كشف المؤامرةوتفكيك أدواتها وبناء مشروع وطني جامع يُعيد للسودان هيبته ومكانته.

 

السودان لا يستحق أن يُقسم بل يستحق أن يُحترم. لا يستحق أن يُنهب، بل أن يُنهض. لا يستحق أن يُحكم بالدم، بل أن يُدار بالحكمة. إنها لحظة الحقيقة، فإما أن نكتب تاريخاً جديداً، أو نُمحى من صفحات التاريخ.حفظ الله السودان وشعبه من كل فتنة ومن كل طامع في أرضه وكرامته.

‫شاهد أيضًا‬

اوشيك تغادر القاهرة بعد نجاح مشاركتها في ملتقى السياحة العلاجية

اختتمت الامين العام لمجلس السياحة والاستثمار والبيئة بولاية البحر الأحمر، الوزيرة د. سامية…