‫الرئيسية‬ مقالات أصل_القضية من سلسلة الجسر والمورد السودان : دقة في التوقيت ، وتوقيع في الظل محمدأحمدأبوبكر–باحث بمركزالخبراءالعرب
مقالات - ‫‫‫‏‫4 ساعات مضت‬

أصل_القضية من سلسلة الجسر والمورد السودان : دقة في التوقيت ، وتوقيع في الظل محمدأحمدأبوبكر–باحث بمركزالخبراءالعرب

في واحدة من أكثر الضربات دقة وتعقيدا، لم يكن إسقاط الطائرة التي حملت مرتزقة كولومبيين وشخصيات إماراتية داخل الأجواء السودانية مجرّد فعل عسكري… بل كان تعبيرا عن نضوج استخباراتي نادر، غيّر قواعد اللعبة وأربك الفاعلين في الظل.

 

الطائرة التي دمرها سلاح الجو السوداني، بحسب تقارير إعلامية متقاطعة، لم تكن فقط في مهمة دعم لقوات الدعم السريع، بل كانت تحمل خيوطا لعملية واسعة تهدف إلى كبح تقدّم الجيش السوداني نحو دارفور، وزرع عناصر أجنبية لتنفيذ عمليات نوعية تمهّد لإعادة ترتيب السيطرة على الأرض.

 

لكن الضربة هذه المرة لم تأت من فوهة بندقية فقط، بل من عقل استخباراتي اختار لحظة التصفية بعناية. اختار أن يجعل من سقوط الطائرة سقوطا رمزيا لمرحلة كاملة من التدخلات، ورسالة مباشرة مفادها:

“نحن نراكم… ونعرف متى نوقفكم.”

 

اختراق هادئ… لكنه حاسم:

وفقا للقراءة التحليلية للحدث، فإن ما وقع يدخل ضمن ما يُعرف في علم الاستخبارات بـ “الاختراق الصامت” أو “التعطيل الاستباقي”، وهو أن تنجح الدولة في كشف وتعطيل عملية كاملة قبل أن تبدأ، ودون أن تُظهر أوراقها علنا.

 

السودان لم ينتظر تنفيذ العملية ليُحقق فيها لاحقا.

 

بل رصد، واخترق، وتابع… ثم ضرب.

 

وهو ما يدلّ على تطور لافت في التعامل مع المعلومة، حيث بدأ الانتقال من مرحلة رصد التهديدات إلى مرحلة تعطيلها داخل العمق، بل وأحيانا داخل منظومات دول تموّل أو تدعم المتمردين، كما يظهر من وجود ٨ إماراتيين على متن الطائرة.

 

الإمارات تُصدم… وكولومبيا تُقر:

أمام هذه الضربة المحرجة، اختارت الإمارات الصمت، ومنعت الطيران المدني القادم من السودان، في تصرف فُسّر بأنه محاولة احتواء للارتباك لا للتصعيد.

في المقابل، أقرّ الرئيس الكولومبي بنفسه بوجود مواطنين كولومبيين على متن الطائرة، وأمر بفتح تحقيق رسمي، ما أضفى مصداقية على المعلومات المسربة حول العملية.

 

وبينما التزمت أبوظبي الغموض، انكشفت – مجبرة – بعض طبقات الدور الخفي الذي كانت تلعبه في الساحة السودانية، في إطار ما يُعتقد أنه محاولة لصناعة “حكومة موازية” موالية لقوات الدعم السريع، لكن يبدو أن الخطة تعطّلت على عتبة هذا الإنجاز الاستخباراتي السوداني.

 

من الدفاع إلى السيادة: مرحلة جديدة:

الرسالة الأهم في هذا التحول، أن السودان لم يعد في موقع رد الفعل، بل بدأ يُعيد رسم قواعد الاشتباك.

الضربة الأخيرة أعادت تعريف العلاقة بين السودان والجهات الإقليمية الداعمة للفوضى فيه، وأثبتت أن الساحة السودانية ليست مفتوحة على مصراعيها كما كانت تُقدّر بعض العواصم.

 

كما أنها تعكس ما يُعرف في أدبيات التحليل الاستخباراتي بـ “الهيمنة المرحلية”، أي أن تنتقل الدولة من موقع المتلقّي إلى موقع الفاعل، القادر على تشويش خرائط خصومه، وإعادة رسم المعادلة من الداخل.

 

توقيع في الظل:

الضربة، وإن نُفذت جوا، إلا أن التوقيع كان من خلف الستار:

 

●قدرة اختراق ناعم للدوائر المغلقة

●معلومات دقيقة في التوقيت والموقع والهدف.

●قراءة متقدمة للربط بين التحركات العسكرية والمشاريع السياسية.

 

وهي عناصر تؤكد أن السودان اليوم، وإن كان يخوض حربا مفتوحة، فإنه يمتلك في الخلف عقلا محكما، يقرأ، ويحسب، ثم يختار لحظة النزال حين تكون الطاولة كلها مرصودة.

 

أصل القضية،،،ما بعد الضربة… وما قبل القادم:

التحولات القادمة ستكون على الأرجح أكثر حذرا من قبل الأطراف المتدخلة في المشهد السوداني.

فالمعادلة تغيّرت، والطرف السوداني الذي اكتفى بالصمت طويلا، بات يقول فعله من الجو، ويسجله في دفتر “العمليات الخاصة” لا على لسان التصريحات.

 

وهذا هو التغيير الجوهري.

أ.ه

‫شاهد أيضًا‬

اوشيك تغادر القاهرة بعد نجاح مشاركتها في ملتقى السياحة العلاجية

اختتمت الامين العام لمجلس السياحة والاستثمار والبيئة بولاية البحر الأحمر، الوزيرة د. سامية…