نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب: السوداني بين وجع الواقع وحلم الغد

في وطنٍ تتقاطع فيه الأحلام مع الأوجاع، يقف الإنسان السوداني كجبلٍ لا تهزه الرياح، يبتسم رغم الألم، ويعزف لحن الصبر رغم الحزن ، ويزرع الأمل في أرضٍ أنهكها الانتظار. هو ذلك الإنسان الذي يحمل على كتفيه عبء التاريخ، وعلى صدره خريطة وطنٍ يتنفس الصبر، وعلى جبينه ملامح الكرامة التي لا تنكسر.
الواقع لا يرحم، والأسئلة كثيرة، والهموم تتكاثر كأنها لا تعرف نهاية. من شحّ الخدمات إلى ضيق المعيشة، من انقطاع الكهرباء ، وإغلاق مستشفيات ومدارس وجامعات ومصانع وشركات
ومن النزاعات السياسية إلى غياب الاستقرار، كل شيء يدفع المواطن نحو حافة الإنهاك. ومع ذلك، لا يزال السوداني يحلم، لا يزال يردد حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي لا يزال يكتب على جدران قلبه أن الغد أجمل، وأن الوطن يستحق التضحية.
لكن إلى متى؟ إلى متى نظل نؤجل فرحنا حتى تتحسن الظروف؟ إلى متى نربط سعادتنا بما لا نملك؟ إلى متى نعيش وكأننا لن نموت أبدا، ثم نموت وكأننا لم نعش قط؟ الحكمة تقول إن الإنسان يضحي بصحته من أجل المال، ثم يضحي بالمال من أجل استعادة صحته، يعيش قلقاًعلى المستقبل فلا يستمتع بالحاضر، يركض خلف السراب وينسى أن الحياة لحظة تستحق أن تُعاش.
في هذا الزمن المزدحم بالتعقيد، تصبح البساطة مقاومة، أن تعيش يومك بامتنان، أن تفرح بالقليل، أن تضحك من قلبك، أن تقول الحمد لله رغم كل شيء، هذه ليست رفاهية، بل ضرورة. فالسوداني لا يحتاج إلى الكثير ليكون سعيداً، يكفيه أن يشعر بالأمان، أن يرى وطنه مستقراً، أن يحلم دون خوف، أن ينام دون قلق، أن يستيقظ على صوت الطمأنينة لا على ضجيج الأزمات.
اقرأ أليس الله بكافٍ عبده فتتبدد المخاوف، اقرأ ادعوني أستجب لكم فتتجدد الأحلام، اقرأ تاريخك لتدرك أنك من شعبٍ لا يعرف الانكسار، شعبٍ كتب اسمه في دفاتر الصمود، شعبٍ علّم العالم أن الكرامة لا تُشترى، وأن الأمل لا يُهزم.
السوداني اليوم لا يطلب المستحيل، فقط يريد أن يعيش، أن يفرح، أن يحقق حلماً بسيطاً في وطنٍ يستحق الحياة. فلتكن دعوتنا اليوم أن نعيش ببساطة، أن نحب بصدق، أن نتمسك بالأمل، لأننا إن فقدنا الأمل، فقدنا كل شيء.
السودان لا يموت، لأنه يحيا في قلوب شعبه، يحيابالقرآن في الحكايات، في دموع الأمهات، وفي ضحكات الأطفال. فلنحيا نحن، لا كأرقام في إحصائيات، بل كأرواحٍ تنبض بالحياة، كأحلامٍ لا تنكسر، كقناديلٍ تضيء عتمة الطريق.حفظ الله السودان وشعبه من كل فتنة ومن كل طامع في أرضه وكرامته.
تنـــويــه من اعلام مجلس السيادة
ينوه مجلس السيادة الانتقالي، بأن إصدار البيانات والقرارات من المجلس ، تتم عبر المنصات الإع…