شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر من النقر إلى التقدم: مسارات الشباب الرقمية للتنمية المستدامة

Ghariba2013@gmail.com
في عالمنا المترابط اليوم، لم يعد الإنترنت مجرد وسيلة للتسلية أو التواصل الاجتماعي، بل أصبح منصة قوية للابتكار والتغيير. وفي هذا الإطار، يُعدّ يوم الشباب الدولي فرصة ثمينة لتسليط الضوء على الإمكانات الهائلة التي يمتلكها الشباب، خاصةً في استخدام الأدوات الرقمية لتحقيق التنمية المستدامة. إن شعار “من النقر إلى التقدم: مسارات الشباب الرقمية للتنمية المستدامة” ليس مجرد عنوان، بل هو دعوة إلى العمل لاستثمار الطاقات الشبابية في بناء مستقبل أفضل.
يمتلك الشباب السوداني قدرات كامنة هائلة، يمكن توجيهها بفعالية نحو تحقيق التنمية المستدامة. وقد أثبتوا قدرتهم على التكيف والمرونة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان. ومع تزايد استخدام التكنولوجيا، أصبح بإمكان الشباب السوداني أن يكونوا قادة التغيير في مجتمعاتهم.
تعدّ مرحلة التعافي وإعادة الإعمار في السودان تحديًا كبيرًا، وتتطلب تضافر الجهود من جميع فئات المجتمع. هنا يأتي دور الشباب السوداني المتواجد في داخل وخارج السودان، خاصة في المسارات الرقمية، حيث يمكنهم المساهمة في:
نشر الوعي والمعلومات: يمكن للشباب استخدام المنصات الرقمية لتوفير معلومات دقيقة حول إعادة الإعمار، والفرص المتاحة، والخدمات الإنسانية.
بناء القدرات: يمكن للشباب تنظيم ورش عمل افتراضية ودورات تدريبية عبر الإنترنت لتعليم مهارات جديدة مثل البرمجة، والتسويق الرقمي، وإدارة المشاريع، وهي مهارات أساسية لإعادة بناء الاقتصاد.
التوثيق والمراقبة: يمكن استخدام الأدوات الرقمية لتوثيق الأضرار، ومتابعة المشاريع الإنمائية، وضمان الشفافية والمساءلة.
الابتكار الاجتماعي: يمكن للشباب ابتكار تطبيقات ومواقع إلكترونية تساعد في حل المشاكل المحلية، مثل تطبيقات لإدارة النفايات، أو منصات لدعم المزارعين، أو برامج لإدارة المساعدات.
نتيجة للحرب، استقبلت مصر أعدادًا كبيرة من الشباب السوداني، مما أتاح لهم فرصة ثمينة لاكتساب المعرفة والخبرات. إن وجودهم في بلد مستقر يوفر لهم بيئة مثالية للتعلم والتطوير. لذا، من الضروري أن يركز الشباب السوداني المتواجد في مصر على استغلال المسارات الرقمية لتحقيق التنمية المستدامة في السودان.
يمكن لهؤلاء الشباب أن يشكلوا جسرًا حيويًا يربط بين السودان والمجتمع الدولي، من خلال:
اكتساب المهارات: يمكنهم الالتحاق بالدورات التدريبية المتاحة في مصر أو عبر الإنترنت في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات، وتحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، وهي مهارات مطلوبة في مرحلة إعادة الإعمار.
التواصل والتشبيك: يمكنهم بناء شبكات علاقات مع خبراء ومنظمات دولية، مما يتيح لهم الوصول إلى فرص تمويل ودعم لمشاريعهم.
بناء منصات افتراضية: يمكنهم إنشاء منصات افتراضية لتبادل الأفكار والخبرات بين الشباب السوداني في الداخل والخارج، وتنسيق الجهود المشتركة.
إن الاستثمار في القدرات الرقمية للشباب السوداني ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة حتمية لتحقيق التعافي وإعادة الإعمار بشكل مستدام. إنهم يمتلكون الشغف والطموح والمعرفة اللازمة لتشكيل مستقبل بلادهم.
تنـــويــه من اعلام مجلس السيادة
ينوه مجلس السيادة الانتقالي، بأن إصدار البيانات والقرارات من المجلس ، تتم عبر المنصات الإع…