‫الرئيسية‬ مقالات إلهام سالم منصور حديث الساعة حصار الفاشر… انتقام أم اصطدام؟
مقالات - ‫‫‫‏‫ساعتين مضت‬

إلهام سالم منصور حديث الساعة حصار الفاشر… انتقام أم اصطدام؟

ليست الفاشر اليوم مجرد مدينة، بل قلب نابض وسط ركام الحرب، يقف محاطاً باللهيب من كل جانب.

أصوات المدافع لا تفارق سماءها، والغبار الكثيف يختلط برائحة البارود، فيما العيون ترقب الأفق بانتظار فجر قد يأتي… أو لا يأتي.

 

منذ أسابيع، طوقت المليشيات المدينة كما يطوّق الذئب فريسته، تمنع عنها الغذاء والدواء والماء، وتقطع شرايين الحياة عنها. لكن، خلف جدران البيوت، تنبض قلوب لم تعرف الاستسلام يوماً، رجال ونساء وأطفال يقتسمون اللقمة والدمعة والأمل.

 

الانتقام… ذاكرة النار والدم

 

يقول البعض إن ما يحدث هو انتقام متأخر، عقاب لمدينة لم تركع، وسجلّت في دفاتر التاريخ أن الفاشر عصيّة على الانكسار. هذه المدينة كانت دوماً شوكة في حلق المتمردين، واليوم يحاولون كسر شوكتها، حتى لو كان الثمن أرواح الأبرياء.

 

الاصطدام… معركة الكرامة

 

ويرى آخرون أن الأمر أكبر من مجرد انتقام، إنه اصطدام حتمي بين مشروع الدولة الذي تمثله القوات المسلحة السودانية، وبين مشروع الفوضى الذي تحمله مليشيات بلا وطن ولا راية، تبحث عن السيطرة حتى لو احترقت البلاد.

 

كيكل… الرجل الذي لا يساوم

 

في وسط المعمعة، يسطع اسم كيكل كقائد يعرف أن الهزيمة ليست خياراً. بين خنادق القتال، وبين صرخات المقاتلين، يقود رجاله كمن يقود قصيدة وطنية تُكتب بالدم لا بالحبر. صوته في اللاسلكي ثابت، وكلماته وقود للمعركة: “هنا الفاشر… هنا السودان”.

 

المشهد الأخير… وإرادة البقاء

 

ربما سيكتب التاريخ يوماً أن الفاشر لم تُحاصر، بل هي التي حاصرت الخوف. وأن رجالها ونسائها، في وجه الجوع والعطش والموت، أرسلوا للعالم رسالة واضحة:

“لن نسقط… ولو بقي منا واحد حي”.

 

ويبقى السؤال معلقاً في سماء دارفور:

هل هو انتقام أسود، أم اصطدام لا رجعة فيه بين الحق والباطل؟

الجواب ستكتبه الفاشر… لا أحد غيرها.

‫شاهد أيضًا‬

تنـــويــه من اعلام مجلس السيادة 

ينوه مجلس السيادة الانتقالي، بأن إصدار البيانات والقرارات من المجلس ، تتم عبر المنصات الإع…