أصل_القضية من سلسلة الجسر والمورد الدولة الوظيفية من الداخل: المورد بلا جسر (٢-٢) محمد أحمد أبوبكر – باحث بمركز الخبراء للدراسات

تناولنا في الجزء الأول كيف تم إضعاف المواطن السوداني، وكيف صار وعيه هدفًا للتصفية، وكيف نزح جزء منه هربًا من الحرب وأوهام الفوضى. شهد القارئ كيف صُفّت الأرض، وكيف توسّع الطابور الخامس، وجعل المواطن مجرد أداة في لعبة أكبر من قدراته، تاركًا المورد بلا حماية والدولة بلا سيادة.
في الجزء الثاني، نغوص في قلب المعركة: المورد الذي صار بلا جسر، والسيادة التي تُسلَب أمام أعيننا. السودان يفيض ذهبًا وبترولًا وأرضًا خصبة، لكنه يقدم الدرس الأوضح: كيف تُدار الثروات بلا وعي، وكيف تتحول الدولة من كيان سيادي إلى مجرد وظيفة لخدمة مصالح الآخرين.
■الذهب والبترول… ثروات تُدار بلا حماية
صوت المواطن:
“نسمع عن الذهب يوميا، لكن في قريتنا لا كهرباء، ولا ماء، ولا مدارس لاولادنا.”
الطابور الخامس:
●تصوير الموارد كملك حصري للحكومة لتفريغ المواطن من أي دور رقابي.
●تضخيم الصعوبات الاقتصادية لإسكات أي صوت شعبي يعترض على النهب.
الواقع:
●إنتاج الذهب السنوي: أكثر من ١٠٠ طن، لكن أقل من ٢٠% يصل للخزينة.
●البترول: أقل من ٦٠ ألف برميل يوميا وفق اتفاقيات مجحفة، بلا انعكاس على الخدمات.
🔸 الحل: إشراك المواطنين في هيئات رقابية مستقلة لمتابعة الإيرادات وضمان توجيهها لمشاريع تنموية محلية.
■الأرض الخصبة… من مورد سيادي إلى نهب متحضر
صوت المواطن:
“أرضنا بقت لغيرنا، و بقينا عمال في حواشاتنا.”
الطابور الخامس:
●تضخيم فكرة الاستثمار الخارجي أفضل من قدرات المواطن.
●استغلال البيروقراطية لحرمان المزارعين المحليين من حقوقهم.
الواقع:
الأراضي الصالحة للزراعة: أكثر من ٢٠٠ مليون فدان، لكن أقل من ٣٠% تُستغل لصالح المواطن.
🔸 الحل: تمكين الجمعيات الزراعية المحلية وربط الاستثمار الخارجي بنقل الخبرات للسودانيين.
■الاقتصاد والاتصالات… أدوات ضغط مستترة
صوت المواطن:
“كل يوم الدولار يطلع، كل يوم الأسعار تزيد، ونحن ما بنستفيد شيء.”
الطابور الخامس:
التحكم في السوق رقميًا لتعطيل قدرة المواطن على التخطيط المالي.
🔸 الحل: تعزيز البنية التحتية الرقمية الوطنية، منصة رسمية لمتابعة الأسعار، وحملات توعية تربط المواطن بالموارد والسيادة.
■المواطن المستهدف… النزوح والتطفيش النفسي
صوت المواطن:
“رجعت عشان ألقى بلدي، لكن الغربة جوه الخرطوم أصعب من الغربة بره.”
الطابور الخامس:
●تعقيد الحصول على الخدمات، تضخيم صعوبات العودة، وتشويه أي جهد شعبي لإعادة البناء.
🔸 الحل: برامج دعم العودة، تسهيلات سكنية وتعليمية، ومبادرات محلية لتعزيز شعور المواطن بالانتماء والسيادة.
البرلمان المؤقت – برلمان الجسر
قبل أن نناقش البرلمان، تذكّروا درس التاريخ: نقل العاصمة من الخرطوم إلى بورتسودان لم يكن ترفًا، بل ضرورة وطنية حتمتها الحاجة لحماية الدولة ومصالحها الاستراتيجية. القرار أعاد التوازن السياسي والاقتصادي، وحمى السودان من مخاطر كادت تودي به.
اليوم، الفرصة من ذهب لرئيس مجلس السيادة ، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن /عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان، ليخط اسمه من نور، وفاءا للمؤسسة العسكرية ولشرف الجندية وامتثالًا لما تمليه الحاجة السودانية الراهنة. فالعبرة ليست في النصوص الجامدة، بل في تحقيق ما تمليه الضرورة ومتطلبات المرحلة.
وظائف البرلمان المؤقت:
١. الرقابة والمساءلة: متابعة أداء الحكومة وإدارة الموارد بشفافية.
٢. تمكين المواطن: إشراكه في صنع القرار وحماية الموارد الوطنية من النهب والتبعية.
٣. التصديق على الاتفاقيات: أي اتفاقية استثمارية أو اقتصادية مؤثرة على الموارد الوطنية يجب أن تحظى بموافقة البرلمان المؤقت قبل التنفيذ.
٤. دعوة للتكاتف الوطني: خطوة عملية تجمع كل القوى الوطنية وتلقّم أعداء السودان.
السؤال المتوقع: الحرب لم تنته بعد
“لكن الحرب لم تنته بعد… دارفور لا تزال مشتعلة والفاشر يعاني، كيف يمكننا الحديث عن برلمان مؤقت في هذا التوقيت؟”
الجواب:
الدعوة لبرلمان الجسر ليست ترفًا، بل ضرورة وطنية في لحظة الأزمة. ضرورة فرضتها الحاجة كتلك التي فرضت تشكيل حكومة فكانت حكومة الأمل، نعم، دارفور والفاشر يواجهان أزمات مستمرة، لكن كل يوم بدون مرجعية وطنية حقيقية يزيد من تفريغ المواطن من دوره، ويترك الموارد بلا حماية والسيادة بلا سند.
●البرلمان المؤقت هو درع المواطن، مراقب للموارد ومستشار للقيادة.
●يضمن ألا تتحول الأزمة الحالية إلى فوضى دائمة، ويضع المواطن في قلب القرار، حتى وسط أصعب الظروف.
●كل لحظة تأخير = يوم يذهب المواطن بلا حماية، والموارد بلا حارس.
> البرلمان المؤقت هو بداية بناء سودان الجسر والمورد الحقيقي، حتى لو استمرت المواجهات في بعض المناطق.
استعادة الجسر… المواطن هو السيادة
تأكيدا لشعار : جيش واحد شعب واحد
●كل عودة لنازح = استعادة لفدان.
●كل مزارع مُمكَّن = حماية للغذاء.
●كل شاب في مشروع وطني = تحصين للوعي.
🔸 خارطة الطريق العملية:
١. برامج تمكين اقتصادي محلي (زراعة، مشاريع صغيرة، تعليم مهني).
٢. حملات توعية وطنية تربط المواطن بالموارد والسيادة.
٣. مشاركة المواطنين في البرلمان المؤقت لضمان سيادة القرار الوطني.
الاستنتاج النهائي:
> استعادة الجسر + برلمان الجسر = حماية المورد = حماية السيادة = بناء سودان الجسر والمورد
أصل القضية،،،
ارتفاع الدولار وما يترتب عليه ليس أزمة مالية فحسب، بل انعكاس لفقدان الجسر: المواطن.
السودان لن يُبنى بالتنظير والقرارات البيروقراطية، ولا بالوظيفة التي يرسمها الآخرون، بل بقرارات استثنائية يفرضها الشعور بالوطنية حتى يستعيد المواطن دوره كحامٍ للموارد.
البرلمان المؤقت هو خط الدفاع الأول ضد كل من أراد إضعاف السودان، ودعوة صادقة للتكاتف لبناء سودان الجسر والمورد الذي يصنع مستقبله بوعي شعبه.
بالواضح فتح الرحمن النحاس لن يصلح العطار ماأفسده الدهر.. صائدو التمرد أم صائدة البمبان..؟!! ماعاد بيننا مكان لزمن الموات..!!
عشرات المواقف خلال عدة تظاهرات رأينا فيها من يلتقطون قنابل الدخان (البمبان) ويردونها علي أ…