رؤى د. الوليد أمين حسن الفكي رسالة الى قادة السودان..بالعلم نبني وبالوحدة نحيا

السادة الكرام، حكام السودان وشعبه الأبي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أما بعد، فإن رسالتي هذه تنبع من قلبٍ يخفق بحب هذا الوطن العظيم، وهمٍّ يُلحُّ على الفكر للارتقاء به إلى مصاف الأمم المتقدمة، التي جعلت من العلم والتكنولوجيا ركيزةً لأمنها القومي وسيادتها ورفاهية شعبها. إن السودان، بأرضه الخصبة وثرواته الطبيعية الوفيرة، وبشعبه الأبي المكافح الذي يمتلك تاريخاً عريقاً وإرثاً حضارياً عظيماً، يملك مقوّمات النهضة والريادة، لكنَّ المفتاح الحقيقي لتلك المقوّمات يكمن في عقل الإنسان السوداني، وفي استثماره الاستثمارَ الأمثل الذي يضمن له مستقبلاً زاهراً.
إن المنهج العلمي الذي أنادي به ليس ترفاً فكرياً، بل هو ضرورة حتمية وطنية، وخطّة استراتيجية يجب أن تُتبنى من قبل كل حاكم أو رئيس يتولى أمر هذه الأمة. إنه المنهج الذي يضع التعليم في قمة أولوياته، ليس كشعاراتٍ ترفع في المناسبات، بل كسياسةٍ عمليةٍ تُترجم إلى خططٍ تنفيذيةٍ وميزانياتٍ ضخمةٍ، وتشريعاتٍ داعمة. فالتعليم هو اللبنة الأولى لبناء الإنسان، وهو المحرك الأساسي لأي تقدمٍ أو تطوّر.
ولتحقيق هذه النهضة العلمية المنشودة، يجب أن نبدأ من القاعدة، من مرحلة التعليم الأساسي، حيث تُغرس بذور حب الاستطلاع والبحث والتفكير النقدي في عقول أبنائنا وبناتنا. يجب أن نخلق لهم بيئة تعليمية محفزة، مزودة بأحدث الوسائل التكنولوجية، وبمناهجَ متطورةٍ تحث على الإبداع والابتكار، لا على الحفظ والتلقين. كما أنه من الأهمية بمكان الاهتمام بالمعلم، ذلك الركن الأساسي في العملية التعليمية، برفع مكانته الاجتماعية، وتحسين أوضاعه المادية والمعنوية، وتأهيله continuously ليكون قادراً على إلهام الأجيال وتوجيههم.
ولا تقل أهمية عن ذلك، رعاية العلماء والباحثين والمخترعين، وتوفير كل ما يحتاجونه من دعم ماديٍ وفنيٍ ومعنويٍ لمواصلة بحوثهم وإنجازاتهم. فالمعرفة هي الثروة الحقيقية في عصرنا هذا، والبحوث العلمية هي التي تخلق القيمة المضافة وتضمن الريادة التنافسية. يجب أن تتحول جامعاتنا ومعاهدنا إلى مراكز إشعاعٍ بحثيٍ، تُحوّل المعرفة إلى منتجات وبراءات اختراع تخدم المجتمع وتدفع بعجلة الاقتصاد الوطني.
وفيParallel مع هذا البناء العلمي الشامخ، يجب أن نقوم بهدمٍ شاملٍ لكل الرواسب التي تقف عائقاً أمام وحدتنا الوطنية وقوتنا. إن العرقية والطائفية والعنصرية هي آفاتٌ مميتة، تفتت النسيج الاجتماعي، وتستنزف طاقات الأمة في صراعاتٍ جانبيةٍ عقيمة. إنها سرطان يجب استئصاله من جسد أمتنا.
ومن هنا فإن دعوتي هذه تؤكد على ضرورة توحيد البلاد تحت اسم “السودان” فقط، اسمنا المجيد الذي يجمعنا جميعاً تحت مظلته. يجب أن يُمنع منعاً باتاً، ويُحاسب عليه القانون حساباً عسيراً، أي حديثٍ أو خطابٍ أو تصريحٍ يذكر جهةً أو يفتعل انقساماً شمالياً أو جنوبياً، أو شرقياً أو غربياً، أو يتباهى بانتماءٍ قبليٍ أو عشائريٍ على حساب الانتماء الوطني الأكبر. يجب أن نتربى جميعاً، وأجيالنا القادمة، على أننا سودانيون، فحسب. هذا الانتماء هو هويتنا الجامعة، وهو الإطار الذي يجب أن يحتضن تنوعنا الجميل ليكون مصدر قوةٍ وغنى، لا سبب فرقةٍ ونزاع.
فليكن شعارنا: من المهد إلى اللحد، “التعلم لنهضة السودان”. لنجعل من جامعاتنا وساحات مدارسنا ومراكز أبحاثنا ساحاتنا الأولى للبطولة والإنجاز. لنجعل من العلماء والمفكرين والمخترعين نجومنا الذين يحتذى بهم، لا يطاردهم الفقر أو الإهمال، بل يكرمون ويُقدَّرون حق قدرهم.
إن الثورة العلمية التي ننشدها ليست خياراً، بل هي مصيرية. إنها الطريق الوحيد لضمان مكانةٍ محترمةٍ لأمتنا بين الأمم، ولتحقيق حياةٍ كريمةٍ وآمنةٍ لأبنائنا. إنها مسؤولية الحاكم والمحكوم، المسؤولية التي يجب أن نتحملها جميعاً بجدٍ وإصرار.
وختاماً، فإنني أتوجه بهذه الرسالة إلى كل أبٍ وأمٍ، إلى كل معلمٍ ومعلمةٍ، إلى كل طالبٍ وطالبةٍ، إلى كل policymaker وصانع قرار: لنعمل يداً واحدة، وقلباً واحداً، لنجعل من السودان نموذجاً يُحتذى به في المنطقة، قائماً على العلم والمعرفة، موحداً قوياً، ينبذ أسباب التفرقة، ويتمسك بأسباب القوة والعزة والمنعة.
والله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.
٢٢/٨/٢٠٢٥
بالواضح فتح الرحمن النحاس لن يصلح العطار ماأفسده الدهر.. صائدو التمرد أم صائدة البمبان..؟!! ماعاد بيننا مكان لزمن الموات..!!
عشرات المواقف خلال عدة تظاهرات رأينا فيها من يلتقطون قنابل الدخان (البمبان) ويردونها علي أ…