‫الرئيسية‬ تقارير عزت خيري… حين تحرض قحت اسرائيل علي الجيش السوداني تقرير :عثمان عبد الهادي
تقارير - ‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

عزت خيري… حين تحرض قحت اسرائيل علي الجيش السوداني تقرير :عثمان عبد الهادي

عزت خيري… حين تحرض قحت اسرائيل علي الجيش السوداني        تقرير :عثمان عبد الهادي

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا بعنوان (كيف يمكن للتطبيع أن يمنع السودان من أن يصبح غزة أخرى؟) بتاريخ 7-9-2025م اعده الكاتب السوداني عزت الشريف خيري عضو حزب المؤتمر السوداني والناطق الرسمي السابق لقوى الحرية والتغيير.

 

 

تطبيع فاشل

 

أبرز ما ورد في مقال خيري قال ان السودان يعد أحد أبرز الموقعين على اتفاق إبراهيم، لكن هذه الاتفاقيات دفعت السودان إلى الحرب لأنها منحت الجنرالات سلطة على حساب المدنيين، وقوضت التحول الديمقراطي ومنحت الإسلاميين المفسدين فرصة جديدة لاستغلالها. والتطبيع لا يمكن أن ينجح مع تمكين الجهات العسكرية المدعومة من القوى الأيديولوجية التي عرقلت التحول الديمقراطي. أي مسار جاد نحو السلام والتطبيع يجب أن لا يقبل بإعادة تدوير النظام القديم عبر جهات عسكرية أو مدنية.

 

تأليب على الاسلاميين

 

ويوصل عزت في مقاله :”منذ سقوط البشير في العام 2019، أعاد حزب المؤتمر الوطني الإسلامي بناء مؤسساته بهدوء وانخرط في الهياكل العسكرية للدولة، ومن ضمنها لواء البراء ابن مالك المتهم بارتكاب إعدامات ميدانية في الخرطوم، وتدعمه شخصيات بارزة مثل وزير الداخلية الأسبق أحمد هارون المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، ويدعم الان علنا انتقالا عسكريا مع الانتخابات كوسيلة لاستعادة السلطة. وتستغل الحركة الإسلامية التي استضافت أسامة بن لادن سابقا، تستغل الحرب لإعادة إحياء مستقبل السودان بالقوة أو بالانتخابات أو كليهما.

 

ساحة معركة

ويرى خيري في مقاله ان السودان الان ساحة معركة متنازع عليها بين من يؤمنون بالحكم المدني ومن يريدون إعادة فرض دولة دينية أمنية. وأي تطبيع إن منح لهم أن يبني جسورا بين بل سيبني مخابئ.

المدنيين السودانيين، على خلاف أيدولوجياتهم، لا يطالبون بالنظام القديم بل يريدون العدالة والاستقرار وإنهاء حكم القوة. إذا استخدم التطبيع مع إسرائيل بحكمة يمكن أن يخدم هذا الطموح ويمكن أن يكون رافعة استراتيجية لتمكين الفاعلين المدنيين المتشددين أيدولوجياً.

 

 

فكرة واحدة

 

مقال عزت خيري مقالا على موقع صحيفة هآرتس الإسرائيلية دار حول فكرة واحدة: أن “اتفاقيات أبراهام ممتازة لا عيب فيها”، ولكنها – في معنى حديثه – تحتاج فقط إلى إعادة تفصيل بحيث تكون قحت “ذراع المليشيا” هي الطرف فيها، لا حكومة السودان الحالية.

 

افتخار قحتاوي

خيري عرف نفسه في المقال بأنه من “المؤتمر السوداني” ويفتخر بأنه كان ناطقا باسم “قحت” لفترة، وينتقد أن يكون الجيش طرفا في معادلة التطبيع، لأنه متصل بجماعة آيدلوجية حسب إدعائه.

 

عداء للجيش

ويغلف خيري عداءه للجيش بزعم مواجهة الإسلاميين وهذا التغليف انكشف في مقاله السابق عندما كتب في وورلد بوليتكس ريفيو: “الجيش السوداني ليس الأمل الأفضل كما يصور نفسه”، ثم ساوى بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الجنجويد، في ترديد لنغمة ارجوازات قحت، وهي حيلة مشهورة تُسمى “توازن القبح”. فقد قال كادر المؤتمر السوداني:”لا القوات المسلحة السودانية ولا قوات الدعم السريع يستحقان شرعية ولا دعماً”.

هذه الحيلة فرع من مغالطة “التماثل الكاذب”، واحدة من بضع وثلاثين من المغالطات المعروفة في علم المناظرات. والمقارنة من أصلها باطلة: الجيش يُقارن بجيش، والمليشيا تُقارن بمليشيا. إذا كان الغرض دراسة الحالة السودانية نقارن مليشيا آل دقلو بمليشيا الحلو،

 

 

سؤال صعب

السؤال الصعب اليوم أمام أذرع المليشيا السياسية والسلطوية: هل سيتجرؤون على مناقشة النقد الإماراتي لاتفاقيات أبراهام بدلاً من التطبيل لها؟

أليس من المضحك أن تنتقد الإمارات استغلال إسرائيل للاتفاقيات بينما يدافع عنها المؤتمر السوداني، لتتحقق فيه عبارة “ملكي أكثر من الملك”

خاصة وان الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، قد قالت إن حكومة نتنياهو “أحرجت” القادة العرب الذين وقعوا الاتفاقيات، وإنه من المستبعد أن تقدم دول عربية أخرى على نفس الخطوة قريباً. كما أكدت الخارجية الإماراتية أن الاتفاقيات باتت مهددة بأخطاء إسرائيل. حتى الشيخة جواهر القاسمي ألمحت في تغريداتها إلى نعي الاتفاقيات.

 

 

الموقف الان

ويبقى السؤال الأهم: عرفنا موقف قحت فما هو موقف حكومة السودان؟

الإجابة أن الحكومة في عهد قحت ألغت في أبريل 2021 قانون مقاطعة إسرائيل الذي أجازه برلمان منتخب عام 1958، ورغم هذا الحكومة الحالية لم تغير شيئا ولم تتراجع. وقع السودان في يناير 2021 على “إعلان أبراهام” أما الاتفاقية التفصيلية تحتاج إلى صياغة ومصادقة البرلمان، ولكن حكومة السودان لم تتراجع عن التوقيع. وحتى ذلك الحين، فإن باب المحادثات المباشرة مفتوح لأن هذا ما تقتضيه الضرورة الأمنية، وهو ما يتيح للجيش والأجهزة الأمنية متابعة التفاوض حفاظاً على الأمن القومي،

 

مخالفات قانونية

عموما مقال خيري وبعد اساءته للقوات المسلحة السودانية وتأييده لمليشيا آل دقلو لا ينبغي أن يمر مرور الكرام علي الجهات المختصة فكاتب المقال سطر كلمات موغلة في العمالة والانتماء الصريح للمليشيا المتمردة مما يضعه تحت طائلة نص المواد (٢٦ -٥٢) من القانون الجنائي السوداني لسنة ١٩٩١ م تعديل ٢٠٢٠ م معاونة القوات المتمردة على إثارة الحرب ضد الدولة والمادة ٥١ ا من القانون الجنائي السوداني لسنة ١٩٩١م ، إثارة الحرب ضد الدولة. والمادة ٢٧ من قانون مكافحة جرائم المعلوماتية لسنة ٢٠١٨م

‫شاهد أيضًا‬

الهندي عزالدين  التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية

ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …