‫الرئيسية‬ مقالات علي الملا عمرسيكا رسالة في بريد وزير الداخلية ومدير شرطة ولاية الخرطوم
مقالات - ‫‫‫‏‫أسبوع واحد مضت‬

علي الملا عمرسيكا رسالة في بريد وزير الداخلية ومدير شرطة ولاية الخرطوم

علي الملا  عمرسيكا  رسالة في بريد وزير الداخلية ومدير شرطة ولاية الخرطوم

“ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون”

ــ [سورة إبراهيم: 42]

في الوقت الذي ينتظر فيه المواطن أن يرى نتائج تحرير الخرطوم على أرض الواقع، وأن يقطف ثمار عودة النظام والأمن، لا تزال فوضى السلاح والتهديد والابتزاز تُلاحقه حتى في لحظات نزوحه الأخيرة، وهو يستجمع بقايا كرامته وأطفاله بحثًا عن مأوى آمن…

فهل نبالغ إن قلنا إن بعض المواطنين باتوا يشعرون أن لا فرق بين ما كان، وما هو كائن الآن؟

رسالتنا هذه موجهة أولًا إلى وزير الداخلية الفريق بابكر سمره، ثم إلى مدير شرطة ولاية الخرطوم، وكل من تقع على عاتقه مسؤولية أمن المواطن وسلامته.

بين العودة والخوف.. أين الأمن؟

في الأيام الماضية، تواصلت مع أحد المواطنين العائدين من جمهورية مصر العربية بعد أن فرّ بأسرته من جحيم الاعتداءات والنهب على يد قوات الجنجويد التي استباحت قريته وممتلكاته بالكامل.

عاد الرجل بصحبة أبنائه – ومعظمهم بنات – إلى الخرطوم، ظنًا منه أن العودة إلى الديار أرحم من الغربة، ولكن ما حدث بعد وصوله كان صادمًا.

وصل البص الذي يقلّهم إلى إحدى نقاط الوصول في “صابرين” بأمدرمان بعد حلول المساء، وطلب السائق من الركاب البقاء في البص حتى الصباح بسبب حظر التجوال الذي يبدأ في السادسة مساءً.

ورغم الاحتياطات، فوجئ الركاب بمجموعة مسلحة – تحمل الكلاشنيكوف تفتش في جيوبهم وهم نائمين علي الارض بالقرب من البص وتبدأ في تفتيشهم واحدًا تلو الآخر، وسط تهديد مباشر بعدم التحدث أو التحرك.

ولم يقتصر الأمر على من بداخل البص، بل قام المسلحون بتهديد المواطنين الذين كانوا ينامون على داخل البص، وبدأوا بتفتيش جيوبهم وأخذ ما بحوزتهم من أموال، في مشهد مهين يعكس غياب الدولة في لحظة كان المواطن فيها في أمسّ الحاجة إليها.

يروي لي المواطن أن أحد الشباب تحرك قليلًا، فهدده أحد أفراد المجموعة بالسلاح، ثم قاموا بأخذه معهم إلى جهة مجهولة، وسط صراخ أهله وذهول الركاب.

السؤال الذي يؤلمنا: من يحمينا الآن؟

كيف تطلب الجهات الرسمية من المواطنين العودة إلى منازلهم، بينما لا يزال السلاح غير المرخص ينتشر في الشوارع، والمجموعات المسلحة تمارس سلطتها في الليل؟

أين نقاط الشرطة في مثل هذه المناطق؟

أين هو التنسيق بين الأجهزة الأمنية لتأمين خطوط النقل والمداخل الحيوية للخرطوم؟

هل نحرر المدينة في النهار، لتُحتل من جديد في الليل؟

مطالبنا واضحة:

نطالب وزارة الداخلية وشرطة ولاية الخرطوم بتكثيف الوجود الأمني في نقاط الوصول، خاصة في “صابرين” و”قندهار” وغيرها من مناطق استقبال البصات.

نطالب بفرض حظر السلاح بيد المجموعات العشوائية، وتجريم حيازته خارج إطار القوات النظامية.

نطالب بخطة أمنية شاملة تضمن أن يشعر المواطن بالأمان لا بالخوف عند عودته إلى منزله.

فلنزرع الأمن… قبل أن نحصد اليأس

الأمن ليس شعارات تُرفع، بل أفعال تُمارس.

والمواطن لا يطلب المستحيل، بل يطلب حقه في الحياة الآمنة بعد معاناة لم يعد يحتملها.

نسأل الله أن يحفظ أهل السودان، وأن يرزق هذا البلد رجالًا على قدر المسؤولية.

‫شاهد أيضًا‬

الهندي عزالدين  التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية

ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …