‫الرئيسية‬ مقالات لن اعيش في جلباب ابي د.محمد عبد الكريم الهد
مقالات - ‫‫‫‏‫أسبوع واحد مضت‬

لن اعيش في جلباب ابي د.محمد عبد الكريم الهد

لن اعيش في جلباب ابي  د.محمد عبد الكريم الهد

كان أبي عليه رحمة الله موظف حسابات بمجلس ريفي شمال القضارف، في كل خريف يأتي بجركانة زيت راجع من المجلس وكمية من باغات الروزانة الفارغة، يملؤها بالزيت الراجع ويغلقها ويخرم الغطاء، ويوزع لي ولأصدقائي كل واحد واحدة لنتحرك في الحي لرش المياه الراكدة بالزيت الراجع،

 

وتتكرر هذه العملية كلما تجددت الأمطار، لم يكن أبي عامل في الصحة ولا يتقاضي راتب او حافز تجاه هذه الأعمال، لكن كان المتعلمون يقومون بواجباتهم، كل يقوم بدوره في حماية المجتمع من الملاريا والأمراض التي تنقل بسبب المياه الراكدة.

 

 

هؤلاء آبائي فجئني بمثلهم اذا دعوتني ياداعي المجارير وكانت المجالس المحلية توفر وظائف موسمية لكمية من المرشدات، للتوعية الصحية للأسر داخل المنزل- تغطية ازيار المياه بقماش ورفع وعي الأمهات- وكذلك عمالة موسمية لعمليات الرش بالطلمبات من بيت لبيت للحيط والجدران.

 

هاتفني صديق من الذين عادوا إلى الخرطوم، قائلاً:” امك ما تجيبها الخرطوم الوضع الصحي خطير” كان قد اصابته الملاريا و ارهقته الحمى، وأصابت اخوه وأغلب من في الحي حمى الضنك ، قلت له المرض ما بقتل بقتل اليوم، تتذكر يا حبيب قبل اربع سنوات والبرك تملا جمبتي الطرق وقطع الأراضي الخالية وميدان الكورة الذي تلعبون به كرة القدم- تغير المناخ في الخرطوم،

 

كنت وأنا وزير ترجلت من الوزارة اشتري جالون زيت محروق من بتاعين تغير الزيت وارش الزيت في البرك حول المنزل واتجول حتى اصل ميدانكم ذاك ، وقلت ليك اعمل زيي وعلم اولاد حلتكم الكان بقفلوا لينا الشوارع ايام الثورة- جيب ليهم جالون زيت محروق خليهم يرشوا الزيت الراجع في البرك وتجمعات المياه- ذكرت لك بأنك تبقى ليهم قدوة علمهم ولم تبالي بقولي

 

الآن وزير الصحة ابان للناس بان الصحة مسؤولية الجميع لكل دوره ولابد من تكامل الادوار وتضافر الجهود، حرب الكرامة في كل الإتجاهات، يجب ان نلجأ إلى الممكن والمتاح من الإمكانات التي لدى الدولة والبدائل الأخرى المتاحة ونستنفر الشباب والكهول ونواجهه التحديات مجتمعين، حملة شاملة ايد تحمل السلاح وايد تبني وتعمر وتسدد وتقارب، انتهى زمن الدولة التي تعمل كل شيء، يجب علينا أن نغير ثقافتنا إلى ما كان عليه أباؤنا من ثقافة وما يعلمنا له ديننا من قيم، ونوطن انفسنا على ذلك.

لابد من تضافر الجهود لرفع الوعي الصحي لأفراد المجتمع، كانت مكافحة الباعوض في مدينة ود مدنى وولاية الجزيرة، مكلفة جدا لحكومة الولاية وهاجسها الأكبر توفير قروش المبيد- افتكر كان يسمى بالابيت، والله اعلم- اذكر وفرت الولاية المال – 7 مليار جنيه، كانت قروش عام 2005م – قامت حملة كبرى لمكافحة الباعوض بقيادة وزير الصحة د.الصادق الوكيل، اختفى الباعوض وعاد مرة اخرى خلال ايام، في مجلس الوزراء احد الوزراء من الإخوة الجنوبيين قال للوزير يا أخي ادوكم القروش ورشيتوا دواء بتاعكم ما عمل اي حاجة والله بجيب بف باف بالكرتونه ما عمل حاجة كلام وناموسية كمان، كلام دا كيف، علق وزير الصحة بأن الحملة مستمرة حول مدينة ود مدني وأن الباعوض ينتقل مع شعاع الضوء من منطقة لأخرى، وبإمكان البعوض السفر لمسافة 13 كيلو – يعني عادي ترش الخرطوم تجيكم من ام درمان او بحري السامراب – كما ان علبة الصلصة الصغيرة اذا ركض بها الماء لمدة اسبوع فان اليرقات التي بها يمكن ان يخرج منها مليون باعوضة او كما قال. اذن الواجب تكامل الجهود- الإتحادية والولائية والمواطنيين- في حملة صحية شاملة واتباع توجيهات وزير الصحة د. هيثم محمد ابراهيم ، رفع الله الوباء وانزل الشفاء.

 

‫شاهد أيضًا‬

الهندي عزالدين  التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية

ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …