نقطة ارتكاز د. جادالله فضل المولي يكتب : السودان حرقةً وغرقةً

السودان يحترق ويغرق في آنٍ واحدٍ الحرقة بدأت منذ الخامس عشر من أبريل عام ألفين وثلاثة وعشرين وما زالت مستمرةً كأنها قدرٌ لا يُرد وكأنّ البلاد كُتب عليها أن تظل في دائرةً من اللهيب لا تنتهي.
المدن تحترق والقرى تُهجر والناس بين نزوحاً لا يعرف نهايةً وبين انتظاراً لا يحمل أملاً الحرقةليست فقط في النيران التي تلتهم البيوت بل في القلوب التي تذوب ألماً وفي الأرواح التي تُسحق تحت وطأة الحرب والخذلان.
وفي الجهة الأخرى من المصير يقف سد النهضة كغرقاً مؤجلٍ فإنّ عدم وجود اتفاقاً قانونياً مُلزماً يُنظّم عمليةالملء والتشغيل يُعرّض السودان لمخاطرٍ جسيمةٍ لا يمكن تجاهلهانقص المياه في مواسمٍ حرجةٍ وانهيارٌمفاجئٌ يُهدّد حياة الملايين في المناطق القريبة من النيل الأزرق، إضافةً إلى التأثيرات البيئية والاجتماعية التي لم تُدرس بعد بشكلٍ كافٍ وكأنّ الغرق قادمٌ بصمتٍ لا يُرى لكنه يُحس.
والأخطرمن ذلك أن الفتح المفاجأ لخزان سد النهضة دون تنسيقٍ أو توقيتٍ واضحٍ بالنسبة للسودان يُفاقم المخاطر ويُربك التوازن المائي ويُهدّد المناطق الموازية للنيل الأزرق بتأثيراتٍ مباشرةٍ قد تكون كارثيةً في حال حدوث خللٍ أو تدفقٍ غير محسوب.
السودان اليوم لا يواجه أزمةً واحدةًبل مصيرين متوازيين ناراً تشتعل في الداخل وماءً يتربص من الخارج ومابينهما شعبٌ يُقاوم ويصبر ويأمل أن تُفتح له نافذةً نحو النجاة.
السودان يحتاج إلى صوتاً عالياً وإلى موقفاً وطنياً جامعاً يُنقذه من الحريق ويُحصنه من الغرق.
meehad74@gmail.com
الهندي عزالدين التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية
ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …