رجاءات صباحية د. رجاء محمد صالح احمد  عودة الحياة.. في رحاب جامعة أم درمان الإسلامية

١٣/١٠/٢٠٢٥م

صباحٌ جديد تشرق شمسه على قاعات العلم، وتتنفّس فيه ساحات الجامعة نسيم الحياة بعد طول غياب. عادت جامعة أم درمان الإسلامية تضج بالحركة، وتزدان بالمبتسمين من الطلاب والطالبات الذين جاؤوا من كل فجٍّ من أرض السودان، يحملون في قلوبهم أملاً كبيراً بأن يكون هذا العام الدراسي صفحة جديدة من النهوض والبناء.

في مجمع العرضة ومركز الطالبات بالثورة، تمازجت المشاعر بين فرح اللقاء وحنين العودة، بين ذكريات الحرب وواقع السلام المنتظر. وجوهٌ يافعة تفيض بالحيوية، وأمهات وآباء يرافقون أبناءهم بدموع الفخر، وجامعة عريقة تفتح ذراعيها لتحتضن من جديد أبناءها بعد رحلة صبرٍ وإعمار.

كان صباح التسجيل مشهداً للوطن في أجمل تجلياته.. وطنٌ جريح لكنه لا يموت، ووطنٌ أنهكته الحرب لكنه ينهض من بين الركام ليقول للعالم: ما زلنا هنا.. نتعلم ونبني ونحلم.

وفي كلمته، كان البروفيسور الفاتح الحبر عمر أحمد صوتَ المسؤول الذي يحمل همّ التعليم على كتفيه، فشكر من عملوا وسهروا في اللجنة العليا لإعادة إعمار الجامعة، وأكد أن الجامعة تراعي الظروف الصعبة للطلاب وأسرهم بتخفيض الرسوم وتيسير السداد، لتبقى رسالة العلم فوق كل اعتبار.

البروفيسور طارق حسن بن عوف، نائب المدير ورئيس القطاع الأكاديمي، فقد ارسل رسالة لأبناءه الطلاب بعبارةٍ تختصر المسيرة: مرحباً بكم في قلعة العلم، جامعة الأصالة والمعاصرة والتميّز. كلماتٌ تنبض بالثقة وتؤكد أن العام الجديد سيكون عام الجدّ والعطاء.

إن عودة الحياة إلى الجامعة ليست حدثاً إدارياً فحسب، بل هي عودة الروح للسودان كله.. فحين تُفتح قاعات الدرس من جديد، تُغلق أبواب الجهل والفرقة، وحين تعود المراجع إلى الرفوف والمناقشات إلى المدرجات، نكون قد خطونا أول الطريق نحو التعافي الحقيقي.

مركز الطالبات الذي ظل شامخاً شموخ اهل العلم والمعرفة يعزز صمته اليوم باستقبال الطالبات واسرهم للتسجيل لبداية عام دراسي جديد ملئ بالطموحات والطمأنينة التي وجدوها داخل المركز الذي تعرض للقذف من قبل المليشيا ولكنه ظل صامداً رغم التحديات وهاهو اليوم بكامل زينته وبهاءه وجماله باجتهاد البررفيسور محجوب عبدالله و الدكتورة ليلي علي التوم والدكتور مالك عبد الله فكانت بصماتهم واضحة في اعادة اعمار مركز الطالبات واعادته الي سابق عهده تمتزج فيه الخضرة والماء والوجه الحسن مع العلم والمعرفة لتعكس شعار الجامعة الاصالة والمعاصرة والتميز العلمي

سيظل الصباح صباحٌ من جامعة أم درمان الإسلامية يحمل في طياته بشارة الوطن: أن نور العلم لا ينطفئ، وأن الغد وإن تأخر، قادم بإذن الله..