إتجاه البوصلة. بقلم/الجزولي هاشم. “بين الغياب والتحريض… من يملأ فراغ التأثير في الساحة السودانية؟”
في خضمّ صخب الحرب وتداعياتها اليومية، يبدو أن بعض الفاعلين الأساسيين في الساحة السودانية، وعلى رأسهم قوي الكرامة ، منشغلون بالكامل بقضايا المعركة وملفات الميدان على الرغم من عظم أهميتها… ، دون أن يُقابل ذلك انخراط فعّال وممنهج في قضايا الحوارالشعبي الوطني الداخلي أو إدارة العلاقة مع المجتمع الدولي الإقليمي والذي يحتاج إلى الحضور الدائم المغذي للزاكرة.
هذا الغياب أو التراجع في الدور السياسي الخارجي وملف الحوار، يفتح الباب واسعًا أمام أطراف أخرى، مثل مجموعة حمدوك، التي لم تكتفِ بتقديم تصورات مختلفة، بل تسعى فعليًا لتحريض المجتمع الدولي ضد الدولة السودانية، عبر خطاب مظلوميات مضاد، وتصوير الحرب باعتبارها صراعًا بين “ديمقراطيين” و”انقلابيين”.
السؤال الجوهري: أين هو صوت النخب وقوي الإعلام بل أين الصوت الشعبي المؤثر في الضمير العالمي؟ أين هو الخطاب المتوازن الذي يشارك فية الجميع ويشرح للعالم حقيقة ما يجري؟
إن ترك الساحة الخارجية لمجموعات تدعي أنها تملك علاقات دولية ونفوذ إعلامي وفي الواقع هي عميلة، دون توازن في الطرح أو تقديم الرواية الأخرى، هو إضعاف لموقف الدولة_ والتي تحتاج لسند الصوت الشعبي الرافض لاستهداف كرامة وسيادة البلد_، وتفريط في معركة الوعي الدولي.
على قوى الكرامة والقوى المتحالفة معهم أن تعيد النظر في مواقفها، وأن توازن حالة الانشغال الميداني بتبني مسار متعدد لمحاصرة الناغمين على كبرياء الشعب السوداني،.
إذن على قوى الكرامة أن تقود ميدان الحوار السياسي الداخلي ايضا، وبناء الجبهة الداخلية، وخوض معركة الوعي في الخارج.
فمن يملأ الفراغ يصنع الرواية… ومن يصنع الرواية يوجه القرار، وأن توازن بين الجهد العسكري والانخراط السياسي.
أن تقود مسار الحوار الداخلي والخارجي لا تتركه للخصوم.
وأن تخوض معركة الإعلام والتأثير الدولي بخطاب عقلاني قوي، يُواجه خطاب التحريض ويشرح للعالم حقيقة المؤامرة.
فمن يملأ الفراغ يصنع الرواية… ومن يصنع الرواية يوجّه القرار.
