‫الرئيسية‬ مقالات رجاءات صباحية  د. رجاء محمد صالح احمد  المرأة السودانية.. صمودٌ في وجه الحصار ونورٌ في زمن العتمة 
مقالات - ‫‫‫‏‫5 ساعات مضت‬

رجاءات صباحية  د. رجاء محمد صالح احمد  المرأة السودانية.. صمودٌ في وجه الحصار ونورٌ في زمن العتمة 

رجاءات صباحية   د. رجاء محمد صالح احمد   المرأة السودانية.. صمودٌ في وجه الحصار ونورٌ في زمن العتمة 

في قلب المعاناة، حيث تتعالى أصوات القصف وتُحاصر المدن وتُزهق الأرواح ظلماً، تبرز المرأة السودانية كجدارٍ من الصبر والعطاء، وكصوتٍ لا يلين في وجه الباطل. فما يحدث اليوم في الفاشر ليس مجرد حصارٍ عسكريٍّ، بل اختبارٌ لإنسانيتنا، ومعيارٌ لصمود النساء اللواتي كنّ ولا يزلن في الصفوف الأولى لمعركة الكرامة.

 

لقد شكّلت الشهيدة سهام حسن رمزاً خالداً لهذا الصمود، إذ لم تغادر مدينتها المحاصَرة، ولم تساوم على مبادئها. آثرت البقاء بين أهلها تُواسي الجرحى، وتُغيث المكلومين، وتشرف على التكايا في زمنٍ قلّ فيه الخبز، لكنها كانت تُطعم الأمل قبل الطعام. وحين اغتالتها المليشيا المتمرّدة بدمٍ بارد، ظنّت أنها أسكتت صوتاً من أصوات الحق، لكنها في الحقيقة أيقظت ضمير أمة.

 

المرأة في دارفور، وفي كل السودان، لم تكن يوماً على هامش المعركة. هي الأم التي تودّع أبناءها إلى الثغور، وهي الممرضة في الميدان، والمعلمة التي تزرع الأمل في عيون الأطفال رغم دويّ المدافع. وهي اليوم، في الفاشر وغيرها من المدن المحاصرة، تتحدى الخوف والجوع والعزلة لتقول للعالم: إننا باقون على العهد، لا نخضع، ولا نساوم.

 

غير أن ما تمارسه مليشيا آل دقلو الإرهابية من انتهاكاتٍ ممنهجة ضد النساء يُشكّل جريمةً نكراء في حق الإنسانية، إذ تتنوّع صور العنف ما بين القتل، والاغتصاب، والتهجير القسري، والتعذيب النفسي، واستهداف الأمهات والناشطات والكوادر العاملة في المجتمع المدني. تلك الجرائم لا يمكن السكوت عنها، ولا تسقط بالتقادم، وهي وصمة عارٍ على جبين كل من صمت أو تواطأ.

 

المرأة السودانية اليوم لا تطلب شفقة، بل تطلب عدلاً. تطلب أن تُسمَع شهادتها، وأن يُنصفها العالم الذي طالما تباهى بحقوق الإنسان بينما يغضّ الطرف عن معاناتها.

إنّ معركة الفاشر ليست معركة مدينة فحسب، بل معركة كرامةٍ لوطنٍ بأسره، تقف فيها النساء جنباً إلى جنب مع الرجال دفاعاً عن الأرض والعِرض والهوية.

 

في وجه هذا الحصار الجائر، تكتب النساء فصلاً جديداً من تاريخ السودان — فصلاً من الإيمان العميق بالله، والثقة بالنصر، والعزيمة التي لا تعرف الانكسار.

إن دماء الشهيدة سهام حسن، ودموع الأمهات في الفاشر، ستظلّ تنادي ضمير الأمة: ساندوا لجنة فك حصار الفاشر وكل المناطق المحاصرة بابنوسة الدلنج كادقلي ، وكونوا على قدر تضحيات النساء اللواتي صنعن مجد السودان بصبرهنّ وثباتهنّ.

 

سلامٌ على نساء السودان في معركة الكرامة،

سلامٌ على الشهيدة سهام حسن،

وسلامٌ على كل امرأةٍ تحمل في قلبها وطناً وفي عينيها أملاً لا ينطفئ.

‫شاهد أيضًا‬

شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر الشمالية.. بوابة السودان لإعادة الإعمار والشفافية

Ghariba2013@gmail.com   لا شك أن الحديث عن “إعادة إعمار السودان” يمثل بصي…