قبل المغيب عبدالملك النعيم احمد مفاوضات واشنطن والحوار مع أمريكا 27 أكتوبر 2025م

تجري هذه الايام مفاوضات وحوارات ولقاءات في واشنطن بأطراف متعددة فالحكومة السودانية حاضرة بوفد عسكري يقوده مدير الاستخبارات العسكرية ووفد مدني تقوده وزارة الخارجية بكامل طاقمها في أمريكا ويرأسه وزير الخارجية والتعاون الدولي السفير محي الدين سالم ولعل التنسيق الكامل بين الوفدين إن جاز لنا ان نفصل بينهما قائم دون شك طالما ان الهدف واحد وهو تحقيق السلام العادل المنصف للسودان لا الاستسلام أو التسليم بما ورد في الرباعية او حتي برغبة المجتمع الدولي او دولة الامارات المتآمرة علي السودان وشعبه…

الحوار الذي يجري الآن حوار مطلوب في كل الأحوال لتبيان وجهة نظر الحكومة وشعبها في ما يجري ورؤيته لكيفية تحقيق السلام دون الخضوع او الاستسلام لما جاء في بيان الرباعية الأخير…

أن تجد من يستمع لوجهة نظرك ويستمع لشروطك كاملة وهي شروط الشعب السوداني أكدها رئيس مجلس السيادة في كل لقاءاته وهي الاستجابة الكاملة لما يقوله من هم في الميدان وقدموا ارواحهم رخيصة من اجل الوطن…فالاستماع لرأي هؤلاء في محفل شبه دولي كما هو الحال في واشنطن يعتبر في حد ذاته نقلة نوعية لشكل وطبيعة التفاوض .. الحوار مع أمريكا يعني ايضا الإعتراف الصريح والواضح بحكومة السودان بكل قواه وبأن الجيش ليس احد اطراف الصراع كما تقول الرباعية وانما يمثل الشعب السوداني في حكومة معترف بها تدافع عن الوطن واستقلاله وسيادته برد تمرد غاشم ومرتزقة قادمين من شتي البقاع حتي من كولومبيا وطمع دولي واقليمي في ثروات السودان وموارده لا يخفي علي ذوي بصيرة…

بهذا الفهم والرؤية ما كنت اري ان هناك دافعا أو مبررا لاصدار مجلس السيادة بيانا ينفي فيه هذه المفاوضات التي لن تخف علي أحد…فالحكومة ومجلسها السيادي تتفاوض وفق اجندة وشروط ومبادئ كما أن التفاوض يجري مع الدولة التي تحرك الحرب ليس في السودان وحده وانما في كل دول العالم وما اعلان ايقافها للحرب بين ايران واسرائيل بعد ان تدخلت فعليا وضربت مناطق عسكرية داخل ايران الا دليلا علي تورطها في كل الحروب ومقدرتها علي ايقافها ايضا وما صمتها عما تقوم به مليشيات الدعم السريع المتمردة ودعم الامارات للحرب في السودان الا دليلا علي رضائها عما يجري لتحقيق اهداف ليس للامارات ولا الدعم السريع فيها مصلحة وانما تستخدمهم فقط كادوات… فحوار الفيل ومواجهته افضل من حوار ظله او الجري وراء الظل الذي يتابع صاحبه اينما كان…
حوار السودان مع امريكا في قضايا ثنائية او حتي في قضايا لأمريكا فيها النصيب الاكبر ليس بجديد فقد ظل الحوار مستمرا معها علي ايام حكم الانقاذ رغم العقوبات المفروضة فبالتالي إن حوار اليوم ثنائيا كان ام عبر وجود أطراف لها وجود وتأثير فيما يدور في السودان من حرب وانتهاكات وتعدي يجب ان يتواصل دون استسلام والشعب السوداني وحده هو صاحب الحق بالقبول او الرفض لمخرجات هذه المفاوضات والحوارات….
الحوارات الجانبية التي تتم الآن في واشنطن إن ارادت فعلا ان تحقق السلام في السودان والذي هو مطلب أساسي للجميع لأن الحرب مفروضة وليست رغبة وهي كره للجميع بما افرزته من دمار ونزوح ولجوء وتشرد وانتهاكات وجرائم واغتصاب لحرائر السودان…فالسلام المرجو يجب ان يتم عبر اخذ الشعب السوداني لحقه كاملا من كل من ارتكب هذه الجرائم وبالقانون والادلة والبراهين وليس باتهامات غير مؤسسة والسودان يملك من المؤسسات القضائية والقانونية والعدلية ما يسهله لتحقيق ذلك..صحيفة الاتهامات التي قدمها السودان ضد الامارات والمتمردين من الدعم السريع لكل المجالس العدلية في العالم وشكوي السودان ضد الامارات
.لهي أدلة كفيلة بان تجرم كل هذه الجهات التي مازالت تنتهك حقوق الشعب السوداني….
معايير تصنيف الدعم السريع كمنظمة ارهابية والامارات كدولة معتدية وفق المعايير الدولية كلها متوفرة الان وبين يدي هذه المؤسسات الدولية ان كانت منصفة فعلا…جرائم حرب..ابادة جماعية..اغتصاب..حقوق انسان.. تطهير عرقي..اغتيال مدنيين..فماذا تبقي اذن خاف حتي الان علي اجتماعات واشنطن؟؟؟ رغم كل تلك الحيثيات فواهم الذي يعول علي امريكا او المنظمات الدولية ان تقيم العدل او تحقق السلام ..فالشعب السوداني وحده بتماسك جبهته الداخلية والحوار الداخلي وإعلاء راية الوطن هو وحده القادر علي تحقيق السلام والامن والاستقرار….