‫الرئيسية‬ مقالات إتجاه البوصلة  بقلم /الجزولي هاشم “الأحزاب السودانية صانعة قطيعة الأجيال… عندما تتحول السياسة إلى سور يفصل المعرفة عن الوطن”  
مقالات - ‫‫‫‏‫8 ساعات مضت‬

إتجاه البوصلة  بقلم /الجزولي هاشم “الأحزاب السودانية صانعة قطيعة الأجيال… عندما تتحول السياسة إلى سور يفصل المعرفة عن الوطن”  

إتجاه البوصلة   بقلم /الجزولي هاشم  “الأحزاب السودانية صانعة قطيعة الأجيال… عندما تتحول السياسة إلى سور يفصل المعرفة عن الوطن”  

في عمق الأزمة السياسية والفكرية التي يعيشها السودان اليوم، تقف الأحزاب السياسية أمام مرآة التاريخ، لا لترى وجهها، بل لترى جُرحًا غائرًا شاركت بغفله أو وعيًا في صنعه: قطيعة الأجيال. هذه القطيعة لم تكن مجرد خلل في التواصل، بل كانت استراتيجية معيبة في البناء، تم تصميمها لتُغلق المذهب المعرفي، وتحتكر الإرث الفكري والثقافي داخل أسوار الولاء الحزبي الضيق.

أجيال كاملة من السودانيين نشأة لا تعرف شيئًا عن الانتاج الفكري للإمام الصادق المهدي، لأنها لم تكن أنصاريًة الانتماء او حزب أمة، واجيال آخري لم يُتاح لها الاطلاع على مدرسة الدكتور حسن الترابي الفكرية بدقة وتمعن، الاماهو مخططافات سماعية دسوسة الغرض من الخصوم ، لأنها لم تكن منتمية للتيار الإسلامي. وكم من السودانيين لا يعرفون شيئًا عن فكر محمد إبراهيم نقد، لأنهم ببساطة لم يكونوا شيوعيًين؟!

 وبعض الجماعات الإسلامية شغالة على الخلاف وتعرية الكل، وهي أكبر مصنع لإنتاج الكراهية…

هكذا تحولت الأحزاب إلى مصانع للتصنيف بدل أن تكون جسورًا للفكر،حتي انتاج المثقف السوداني عامة خضع للتنصيف وتبخيس الجهد. الأحزاب والجماعات ربت منسوبيهاعلي النقد القاتل لشخصية مخالف الرأي والفكرة، لانقد الفكرة،وفي هذا لعبت (غيرة المجايلة ) دور أكبر في تنمية الحقد والحسد.

لم تُنتج مؤسسات حزبية تنويرية، بل أركان نقاش مشحونة بسوء الظن، تنقل للأجيال منهجًا في “التشويه المتبادل”، لا في “النقد البنّاء”. وانعكس ذلك على شكل الحياة السياسية السودانية التي أصبحت قاحلة من ثقافة الحوار، فقيرة في بناء الثقة، وعاجزة عن إدارة تنوعها الخلاق.إن الثقافة الحزبية التي تُلقّن أبناءها سلبيات الآخر، دون تعريفهم بإيجابياته، تُنتج أجيالًا مأزومة، تُحسن الكراهية أكثر مما تُتقن الفهم. ولذا، ليس غريبًا أن يكون “الحوار” عسير الولادة في السودان، وأن تعجز الأحزاب عن بناء جسور للثقة، لأنها ببساطة لم تبنِ مناهج تواصل حقيقي مع المجتمع ولا داخله.

فهل تدرك الأحزاب أن أكبر جريمة ارتكبتها في حق الوطن هي صناعة القطيعة الفكرية والثقافية بين الأجيال؟ وهل آن لها أن تتوب، وتفتح خزائنها الفكرية للجميع، وتُخرج المعرفة من سجن الولاء؟

إن السودان بلد التنوع، بلد الطيبين، لا يستحق أن يُختطف فكره داخل أقفاص حزبية.

الحوار لا يكون ثقافة شعب، ما لم يُرفع الحصار عن الوعي أولًا.

وها قد حان وقت التحول… قبل أن تصير السياسة قطيعة نهائية مع المستقبل… إتجاه البوصلة إصلاح الضمير واستشعار المسؤولية لينصلح حال الوطن، وتبي ثقافة الحوار ثم الحوار بين مكونات المجتمع في كل القضايا، وإلا طاحونة الفشل في إدارة الوطن والحفاظ عليه ستزيد دورانا.

صعوبة الحوار ينطبق عليه المثل الشعبي المعروف (اتسويهو بإيدك يغلب اجاويوك).

‫شاهد أيضًا‬

إمارة عموم قبيلة الزيادية بالسودان تدين وتستنكر

أصدرت إمارة عموم قبيلة الزيادية بالسودان بيان استنكرت فيه ماقامت به المليشيا من استهداف آث…