حديث الساعة إلهام سالم منصور الفاشر تنادي… فهل من مجيب؟

ببالغ الأسى والحزن العميق، أكتب هذه الكلمات وقلبي يعتصر ألمًا لما تتعرض له مدينة الفاشر، درة دارفور وقلعة الصمود التي واجهت الموت والجوع والحصار بكل شموخ وإيمان بالله. الفاشر اليوم ليست مجرد مدينة تُقصف أو تُحاصر، بل هي رمزٌ للأمة السودانية كلها، تختصر في مأساتها قصة وطنٍ يتألم ويصبر، وينزف ولا يستسلم.
إن ما يحدث في الفاشر هو جريمة إنسانية بكل المقاييس، تستهدف الإنسان والأرض والتاريخ.
النساء يستغثن، والأطفال ينامون على أصوات الرصاص، والشيوخ لا يجدون الدواء ولا الماء، والمستشفيات تصرخ من العجز، بينما العالم يكتفي بالصمت والمشاهدة، وكأن حياة الإنسان في دارفور لا تعني أحدًا.
أين الضمير العالمي؟
أين المجتمع الدولي ومنظماته التي تملأ الدنيا شعاراتٍ عن الإنسانية؟
أين تلك الأصوات التي تتباكى على حقوق الإنسان في كل مكان إلا في السودان؟
بل أين المنظمات الإقليمية والدولية التي وعدت بحماية المدنيين؟
وهنا، نتوجه بالسؤال الأهم إلى الحكومة السودانية، وإلى قواتنا المسلحة الباسلة والقوات المساندة لها، حُماة الأرض والعرض، الذين ضحّوا وما زالوا يقدّمون الأرواح فداءً للوطن.
نحن نثق بقدرتهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم، ونعلم أنهم لا ينامون ووراءهم مدينة محاصرة أو مواطن يتألم.
ولذلك، نناشدهم اليوم أن يُسرعوا في فك الحصار عن الفاشر، وأن يجعلوا من معركتهم هناك عنوانًا جديدًا للنصر والكرامة.
فالفاشر اليوم تنادي الجيش السوداني وأبطال المساندة أن يكونوا كما عهدناهم، درع السودان الواقي وسنده الأمين.
إنها الفاشر، فاشر السلطان، مدينة العزّ التي صمدت حين انهارت مدن، وحافظت على كرامتها حين تخلى عنها الجميع.
تاريخها كتب بالبطولة والشهامة، واليوم تُكتب بدماء الأبرياء وبصبر الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن وما زلن يرفعن الأكف بالدعاء.
نحن اليوم، كإعلاميين وطنيين، لا يجوز لنا أن نقف موقف المتفرج. فالقلم أمانة، والصوت مسؤولية، والسكوت جريمة.
إن لم نكتب اليوم عن الفاشر، وإن لم نرفع صوتها في وجه العالم، فقد خسرنا شرف الكلمة.
ولهذا، أعلنها من هنا وباسم كل من يحمل في قلبه ذرة من وطنية وضمير:
حان الوقت لإطلاق نفرة دارفور الكبرى، التي تجمع الإعلاميين، والمثقفين، والناشطين، والوطنيين من كل أنحاء السودان، لنوصل صوت الفاشر، ونصرخ باسمها في وجه هذا الصمت الجائر.
نفرة دارفور الكبرى ليست مجرد مبادرة، بل نداء وطني يتجاوز الحواجز الجغرافية والقبلية والسياسية، نداء إنساني يحمل راية السودان الموحد، السودان الذي لا ينسى أبناءه، السودان الذي لا يساوم في كرامته.
نريد أن نُعيد للعالم صورة السودان الحقيقي: شعبٌ كريم، شجاع، متماسك رغم الجراح.
نريد أن نُعيد الثقة في الكلمة الحرة، وفي الإعلام الوطني الذي يقف مع الوطن لا عليه.
فلتكن هذه النفرة بدايةً لصوتٍ جديد، يعلو فوق ضجيج السياسة ويصرخ من أجل الإنسان.
يا أهل السودان في الداخل والخارج، يا أصحاب الضمائر الحية في العالم،
الفاشر تناديكم اليوم… فلا تتركوها وحدها.
انصروا المظلوم بالكلمة، بالصورة، بالموقف، بالدعم، بالدعاء، وبكل وسيلة متاحة.
من يملك قلمًا فليكتب، ومن يملك منبرًا فليصرخ، ومن يملك قلبًا فليتحرك.
إننا في مبادرة نفرة دارفور الكبرى، نمد أيدينا إلى كل الشرفاء، لنصنع من الألم أملًا، ومن المعاناة طريقًا نحو الوحدة والعدالة والسلام.
فالفاشر لا تريد الشفقة، بل تريد الحق والكرامة والحرية، وتريد منّا أن نكون صوتها ودرعها وسندها.
وختامًا، نقولها بصدقٍ ووجعٍ وإصرارٍ:
الفاشر تنادي… فهل من مجيب؟
إمارة عموم قبيلة الزيادية بالسودان تدين وتستنكر
أصدرت إمارة عموم قبيلة الزيادية بالسودان بيان استنكرت فيه ماقامت به المليشيا من استهداف آث…