‫الرئيسية‬ مقالات المستحيل …الممكن د.حافظ كوكو ابراهيم  النفاج الممكن…وسودان المستحيل 
مقالات - ‫‫‫‏‫4 ساعات مضت‬

المستحيل …الممكن د.حافظ كوكو ابراهيم  النفاج الممكن…وسودان المستحيل 

المستحيل …الممكن  د.حافظ كوكو ابراهيم   النفاج الممكن…وسودان المستحيل 

يتساءل كثير من متابعي ومستمعى برامج الإذاعة عن مقاصد وأهداف البرنامج الذى يستمعون إليه، ودائما ماتسمع عبارة( مافهمتا حاجة من البرنامج ده) ببساطة معد البرنامج يستهدف شريحة صانعة قرار واكيد هو بكون هو من جيل وبعض المستمعين من جيل آخر ، لذا يظهر أختلاف الإطار الدلالى والمعرفى وبين الجيلين، فلا يستطيع الكثيرون التعرف على مبتغاة ومقصده لانو بعباره بسيطة( الرسالة والكلام ماليك ياسيد ).

 

الإذاعة السودانية وكما العهد بها رائدة التعليم الثقافى والشعبى، قدمت حلقة تحفيزية تنموية تحريضية على الانتاج وربط الانتاج بالثقافة والسلوك ، تحقيقا لشعار الثقافة تقود المجتمع قدمها الأستاذ المبدع إبراهيم البزعى فى برنامجه الإذاعى الشهير ( النفاج) والكثير لا يفقهون لمعانى ودلالات هذا البرنامج الثقافى التراثي التعليمى، وباسلوب ونسه مباشر قدم الأستاذ عصف ذهنى أستدعى من خلاله صور ومشاهد وشواهد لمشروعات الانتاج الزراعى فى السودان قديما ( مشروع أقطان جبال النوبة) ودوره فى رفع الانتاج القومى وتشغيل الأيدى العامله فى محالج القطن فى مدن كادقلى وماجاورها من مناطق، تحدث عن (مشروع الجزيرة)

 

واستشهد بانشودة( فى الجزيرة نزرع قطنا نزرع نتيرب نحقق أملنا) واغنيات الراحل عثمان اليمنى ( يامزارع مننا ليك الف تحية…) مستشهدا بالعديد من الاهازيج والاغنيات فى التحفيز على العمل والإنتاج وربط أفراح واعراس الشعب السوداني باعياد الحصاد. وماللنفاير جمع ( نفير) من أثر شعبى كبير فى تحقيق الاكتفاء الذاتى وزيادة الإنتاج.

 

الأستاذ الملهم البزعى حلل الشخصية الثقافية السودانية وانتهى لحقيقة ربط الانتاج القومى بالسلوك الثقافى مستعينا بالمحفزات الثقافية ( الأغنيات والأناشيد) فى تحريك همم الجماهير وبث روح الحماس، مركزا على أن يكون تحقيق الانتاج السلعى والوفرة ثقافة مجتمعية قبل أن تكون سلع مستهلكة والسلام.

 

برنامج ( النفاج) تطرق لموضوع خطير تنفذه دول إستعمارية ضد دول فقيرة ضعيفة، بغرض نهب ثرواتها وتحطيم صورتها الثقافية، وهو أسلوب ( الغزو الثقافى) سيادة شعارات إستهلاكية والترويج لمنتجات غربية على حساب سلع وطنية.خلق مجتمعات إستهلاكية تتخذ البطالة والاتكال على الآخر أسلوب حياة وما ادل على ذلك كثرة( القهاوي وجنبات الشيشة واندية المشاهدة) عنوان بارز لمجتمع عاطل ومستلب ثقافيا.. حصيلته من البطالة تفشي جرائم الاغتصاب والسرقة وانتشار المخدرات وكثرة العنف.

 

المستعمر بذر بذور الإستغلال والتحكم فى الشعوب ورحل، خلفه من بنى جلدتنا ( وكلاء) يقمون بدوره نيابه عنه وهم ( صفوة ونخبة مؤدلجة ) ساهموا فى تفكيك واضعاف قومية هذا الشعب، وانتهاك مقدساته، والعبث بمقدراته سرقة ونهب وسلب وهذا ماحدث فى حرابة السودان الحالية حرب وجودية كادت تفضي بفنانه.

 

إنتباه مناهج التربية والتعليم ودوائر العلم والمعرفة لهذا الخطر والتنبيهة لخطورته أمر لا يكفى طالما وسائل المقاومة والمواجة (0) صفر ويرجع السبب بأن تيارات إختراقه للمجتمع تكون غير مرئية للعين، لكنها محسوسة تحس بها بعد فوات الأوان ( مويه من تحت التبن) تسرى وتجرى وتهدم لاحقا.

 

(نفاج) البزعى يتلاقى مع (سودان المستحيل) لمؤلفه الاستاذ محمد أبو الغيث الذى نبه فى كتابه لخطر الإستعمار، واهتمامه بالحضر على حساب الريف، وهحرة الايدى العاملة حيث تتركز الخدمات الأساسية، مؤكدا أن الدول الناهضة تعمل على تشغيل ٩٥% من سكانها فى مشاريع أنتاج قومية، تسهم فى تحقيق أكتفاء ذاتى عالى، وتصدير الفائض لدول الجوار.

 

أتفق البزعى( الإذاعى) مع الأستاذ محمد ابو الغيث(المعلم) على أن تكون أساس النهضة الاقتصادية والزيادة الإنتاجية ( ثقافة مجتمعية) وسياسة وتوجه دولة، تتكامل فيها وزارات إقتصادية زراعية ثروة حيوانية …الخ مع وزارة التربية والتعليم عبر سياسات استراتيجية وتوجهات قومية ومناهج تعلمية وإنتاج ( التعليم الاخضر) تلك الفكرة الرائدة التى طبقت فى سبعنيات القرن الماضي كان لها أثر كبير فى تحقيق عائد مادى قومى نفع البلاد والعباد. وتقوم الفكرة على تشغيل التلاميذ بالمناشط البيئية أثناء وقت الفراغ( الايجازات) وقد حققت هذه التجربة شعار ( فالنأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع) فعلى قيادة الدولة وصناع القرار الرجوع إلى تلك التجارب الوطنية ذات الأثر القومى التى تسهم فى تحقيق سيادة وكرامة السودان عبر الاكتفاء وبالانتاج لن نحتاج.

 

إعادة تطبيق تلك النماذج التنموية ستنهض بسودان مابعد الحرابة، وبناء هذا السودان يحتاج تخطيط إستراتيجى شامل يستوعب التاريخ والجغرافيا والبعد الثقافى والاجتماعي لشعوب السودان. وتلافى أخطاء المستعمر فى خلق الطبقات والتفرقة حسب المناطيقية..فالفرصة الآن مواتية لصناعة سودان قوى بايدى أبنائه الشرفاء ..ولا مكان لعملاء وصفوة خائنة للدين والوطن ان تحلم ببناء سوان المستحيل.

‫شاهد أيضًا‬

       5minute ينعي رئيس المفوضية القومية لحقوق الانسان الأسبق مولانا حرية اسماعيل

نعى أليم يقول الحق سبحانه وتعالى:(تبارك الذى بيده الملك وهو على كل شئ قدير*الذى خلق الموت …