حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام _فاشر السلطان ترجح كفة الأوطان في واشنطن

ذهب كثير من الإعلاميين والسياسيين والمحليين إلى تأويلات عديدة حول زيارة السيد/ محي الدين سالم /وزير الخارجية والوفد المرافق له إلى العاصمة الأمريكية واشنطن. فمنهم من ذكر أن الزيارة هي ترتيب أوراق لكلا الطرفين، ووضع لمسات ترتيبات السلام قبل الأخيرة أو قد تكون الأخيرة، بدأ بوقف إطلاق النار. واتفق الجميع على توجسهم من هذه الزيارة التي وصفها البعض بأنها تحمل جانبًا معلنًا وآخر خفي.
وفي حقيقة الأمر، هذا ديدن السياسة، لا شفافية فيها مطلقة، ولنقل: (اقضوا حوائجكم بالكتمان). ولكن خلاصة الأمر، حسب متابعات التحليق، فإن الزيارة ليست لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد باللجنة الرباعية. إنما هي خطوة نحو إكمال ما بدأه رئيس مجلس السيادة عند لقائه بالمبعوث الأمريكي السابق لامريكا بمدينة بورتسودان توم بيرييلو في 19/11/2024، والذي تلاھ لقاء آخر مع مسعد بولس في يوم الاثنين 13/8/2025 بجنيف في سويسرا.
وكلا اللقائين لم يتم طرح الرباعية فيهما كما ورد في التغطية الإعلامية لهما، وإنما كان الحديث عن وقف إطلاق النار كمرحلة أولى، وتليها دعم المناطق الأكثر تضررًا بالمساعدات الإنسانية، وعلى رأسها مدينة الفاشر. وهذا ما يفسر تصاعد وتيرة الصراع وسياسة التجويع التي تمارسها مليشيا الدعم السريع، وسعي الجيش إلى فك الحصار عن مواطني الفاشر دون تعريض حياة المواطنين للخطر. وهذا ما أخر دحر التمرد بالفاشر، علاوة على ذلك زيادة الدعم اللوجستي من الإمارات للمليشيا.
مما يظهر جليًا أن الإمارات ليست إلا أداة ضغط وزراع لغيرها تنفذ أجندة لا ناقة لها فيها ولا جمل. وزعم الكثيرون أن أطماع الإمارات في السودان هي الهدف الرئيس للتدخل في السودان، تلك خدعة انطلت على الجميع في الداخل والخارج. وهذا لا ينفي أن للإمارات ريع من ذلك التدخل مباشر وغير مباشر.
فعليً ذلك ، فإن وزير الخارجية ذهب إلى واشنطن وعينه على الأحداث التي تجري الآن بالفاشر، وعامل الزمن الذي يضغط على الجيش في تثبيت أقدامه في الفاشر، ليتسنى لوزير الخارجية عند عودته، وقد يسبقه الخبر باتفاق إطلاق النار برعاية أمريكية كمرحلة أولى كما ذكرنا. فأحداث الفاشر هي مربط الفرس ومصدر توقيت القرار.
فأما الرباعية فهي أيضًا تمثل العصا، أما الجزرة في يد الجيش الذي اجتاز الامتحان
. حفظ الله البلاد والعباد.
جيش واحد شعب واحد. ودمتم سالمين ولوطني سلام.
الأثنين /27/10/2025
حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام _فاشر السلطان ترجح كفة الأوطان في واشنطن
ذهب كثير من الإعلاميين والسياسيين والمحليين إلى تأويلات عديدة حول زيارة السيد/ محي الدين …




