‫الرئيسية‬ مقالات الكلمة الآن للبندقية.. بقلم : محمد مامون يوسف بدر
مقالات - ‫‫‫‏‫8 ساعات مضت‬

الكلمة الآن للبندقية.. بقلم : محمد مامون يوسف بدر

الكلمة الآن للبندقية.. بقلم : محمد مامون يوسف بدر

لم تعد هناك مساحة للكلمات المعلبة ولا للخطابات المزيفة التي تُلقى فوق منابر الدبلوماسية الدولية وهي تنزف غدراً.
لقد جف حبر البيانات وانكشفت أقنعة المتربصين ولم يعد هناك سوى لغة واحدة يفهمها أعداء الحياة والكرامة..

 

لغة الرصاصة التي تصدق والبندقية التي لا تخون. الكلمة الآن هي البندقية والموقف هو الاستنفار العام فهذا هو نداء التاريخ وصرخة الأرض، وصوت الدم الذي يروي تراب الفاشر وكل شبر من أرض السودان الأبي.

 

إن الثقة التي يضعها الشعب السوداني في قوته المسلحة ليست ثقة عمياء، بل هي يقين نابع من وعي عميق. إنها ثقة أبناء في آبائهم وإخوتهم ثقة شعب يعرف أن جيشه هو سياج الوطن حين تتهاوى كل السياجات، وهو حصن الأمة حين تتكسر كل الحصون. هذه الثقة هي الوقود الذي يدفع الجندي في خنادق النار وهو الدافع الذي يجعل الأم تودع ابنها وهي واثقة أنه ذاهب لرفع راية “لا إله إلا الله” عالية خفاقة. إنها ليست ثقة في آلة حرب فحسب بل هي ثقة في رمزية هذا الجيش كجامع وطني وكحارس لأمن السودان واستقراره عبر تاريخه الطويل.

 

ولذلك فإن الشعار الذي يرفعه أبناء السودان هو شعار واضح لا لبس فيه ((لا تفاوض مع قتلة ولا دبلوماسية مع مرتزقة)).
كيف نتفاوض مع من يقتلون الأبرياء في فراش أمانهم؟ كيف نجلس على طاولة واحدة مع من حولوا المساجد والمنازل والأسواق إلى ساحات للمجزرة؟

 

إنها ليست قضية اختلاف في الرأي يمكن حسمها بالحوار، إنها قضية وجود إما أن نكون أو لا نكون. التفاوض مع المجرمين خيانة للدماء التي سالت وتبرئة للذمة وتشجيع لكل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن العزيز.
إن المجازر التي ترتكب في الفاشر وفي غيرها من مدن السودان ليست سوى فصل من فصول حرب مكشوفة على هوية هذا البلد وتطلعاته. إنهم يريدون إخافتنا لنهرب من مستقبلنا ويريدون تدميرنا لننسى أحلامنا. لكنهم يجهلون أن الشعب السوداني جبل من الصلب وأن جيشه هو ذراع ذلك الجبل القوي.
لقد أيقظت هذه العدوانية الغادرة روح الجهاد في نفوس كل سوداني وأعادت إحياء معنى “الاستنفار العام” في الضمير الجمعي للأمة.

 

فل نفتح المعسكرات ونعد انفسنا بان المعركة معركة كرامة وطن فليعلم الجميع أن السودان ليس أرضاً سهلة للنهب وشعبه ليس غنيمة للقتلة والمرتزقة. إن دماء الأبرياء في الفاشر لن تذهب هدراً وسيكون ثمنها غالياً. إن الجيش السوداني البطل مدعوماً بإرادة شعب واثق قادر على تحرير الأرض وتطهيرها من دنس كل معتد وغادر.
الكرامة أغلى من الحياة والوطن لا يقدر بثمن.
والكلمة الآن.. هي للبندقية.

‫شاهد أيضًا‬

الصندوق القومي للامدادات الطبية إعلان عن تمديد عطاء رقم 01/2025 لتوريد منتجات طبية )أدوية ومستهلكات طبية ليتم التقديم حتى يوم الخميس الموافق 20/11/2025