‫الرئيسية‬ مقالات الحزن النبيل عادل عسوم
مقالات - أكتوبر 12, 2024

الحزن النبيل عادل عسوم

كلما تمر بي مثل هذه الروائع من أزاهير أغنياتنا أجدها تنتصر في نفسي ايجابا لجدلية الحل والحرمة لأمر الغناء والموسيقي، (من بعد أستصحاب لرأي أصيل في الفقه لحلّه)، والمرء أبن بيئته، والنفس دوما تقتات على المتاح من مذكيات العاطفة وبانيات الخيال، فإن جاءت الأديان تبث قيم السماء لترقى بالنفس من مهاد الحيوانية والسالب من المشاعر إلى ذرى كمال القيم وسوح الجمال والصلاح؛ فإن هذه البكائية لها اثرها على النفس وعلى العاطفة وعلى الخيال…

الصوت تصطرع في تموجاته آهات الحزن وشجن الفرح المخبوء في الحنايا وهو يتدفق شلالا رويا…

أما اللّحن وانسياب الموسيقى؛ ففيه وفيها ارتقاء وخفوت يفعل بالأحاسيس الأفاعيل، ينسرب الى الدواخل من خلال أدق المسامات ليتمشى في مفاصل نعّس…

إنها فاكهة رائحتها جميلة …

ولونها أخّاذ…

وطعمها حلو.

مصطفى،

يامن ولجتَ القلوبَ برفدك الجميل،

لعمري إن صوتك سيبقى ملأ السمع والوجدان الى أن يرث الله الأرض ومن عليها،

ما أصلو حال الدنيا تسرق منيه في لحظة عشم!

لأن سرقت الدنيا الأمنيات في لحظة عشم؛ فإن الحزن لامحالة -بل حريُّ به- أن ينصب فسطاطه في دواخلنا ابد الدهر من بعد رحيلك (وقد فعل)،

يامصطفى،

لعمري إن هذه الأغنية المَجيدة ستبقى شمسا تهبنا الدفئ …

والضوء …

والعزم.

نستصحب كل ذلك لنستقوي به ونخطو في ثبات على درب الحياة ماتتالت حبات مسبحة -سني العمر- في يد الزمان…

فما أوهن خطاوينا بلا وقود من حب،

فما من جسد الا مثخن بجُرح الأسى، والقلوب مافتئت تحتمل الحمل الثقيل من الألم،

وكم من أنفس تتلبس وشاحات الأسى،

لكن…

هناااااك في آخر المدى…

ينبري لنا صوتك الفخيم متمددا على خط الأفق كما قوس المطر بألوانه البهية،

ويتردد صداه بين الكواكب ليصل الى زحل،

ندمان أنااااااااااا

فإذا بعجلة الزمان تتمهل،

واذا بالطيور تشرع في رحلة الهجرة إلى أقاصي الأرض،

واذا بنا نستحيل أرواحا تهوِّم في الفضاءات العُلى،

وإذا بالأعين تتغشاها اضواء النهارات المطيرة…

واذا بالصدور تمتلئ بأنسام التسامح والرضى بالقدر،

وفجأة:

ينقطع مد الصوت السماوي الفخيم

ليعود نبض الحياة الى مفاصل الزمان،

فتعود أرواحنا إلى الأجساد لنمشي خطاوي ممكنة وبنقدر عليها وبنعرفا…

ماذا أقول في سمت الحزن المنداح والشجن المقيم في صوتك المتفرد يامصطفى؟!…

لعمري إن هذه أغنية تنبينا بأن الفارق بين نبيل الحزن وذروة الفرح لخيط رفييييييع…

ألسنا نبكي عندما يكون الفرح كبيرا؟!!!…

ألا يضحك المحزون عندما يفيض به الكيل وتوصد دونه أبواب الأمل؟!!!…

مصطفي يتجاوز بنا حد ذاك الخيط الرفيع بصوته وبوحه وأختياراته…

بالله عليكم إستمعوا له وهو يمد بصوته الشجي لفظة (الأسف الطويييل)!.

أنصتوا لصوته الفخيم وهو يهتف في أذن الزمن بلفظة (آخر المدااااااااااا)!.

ثم انتبهوا لاستكانة الصوت وهو يعود أدراجه الى بداية الطريق…

ومشيت معاك كل الخطاوى الممكنة

وبقدر عليها وبعرفها

أوفيت وما قصرت في حقك

ولا كان عرفة غيرك أصادفها

وقدر هواكي يجيبني ليك

جمع قلوبنا وولفها

وكتين بقيتي معاي في أعماقي

في أعماق مشاعري المرهفة

لا منك ابتدت الظروف

لا بيك انتهت الأماني المترفه..

ألم أقل لكم بأن الحزن النبيل يلج بنا الى سوح وفضاءات التفاؤل والفرح؟!…

انه يُنضِجُ العاطفة…

ويزيل ران النفس…

ويزيد القناعة بالقضاء والقدر…

ــــــــ

الحزن النبيل

صلاح حاج سعيد و مصطفى سيدأحمد.

وبقيت أغني عليك

غناوي الحسرة والأسف الطويل

وعشان أجيب ليك الفرح

رضيان مشيت للمستحيل

ومعاك لي آخر المدى

فتينى يا هجعة مواعيدي القبيل

بعتيني لي حضن الأسى

وسبتيني للحزن النبيل

ومشيت معاك كل الخطاوى الممكنة

وبقدر عليها وبعرفها

أوفيت وما قصرت في حقك

ولا كان عرفه غيرك أصادفها

وقدر هواك يجيبني ليك

جمع قلوبنا وولفها

وكتين بقيتي معاي في أعماقي

في أعماق مشاعري المرهفة

لا منك ابتدت الظروف

لا بيك انتهت الأماني المترفه

ندمان أنا

ابداً وحاتك

عمري ما شلت الندم

ما اصلو حال الدنيا

تسرق منيه في لحظة عشم

وأنا عندي ليك كان الفرح

رغم احتمالي أساك

يا جرح الألم

كان خوفي منك

جاي من لهفة خطاك

على المواعيد الوهم

اهو نحن في الأخر سوا

باعنا الهوى

ماشين على سكة عدم

adilassoom@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

حاج ماجد سوار  رمتني بدائها و انسلَّت !!

بعد إجتماعاته التي عقدها في عاصمة دولة العدوان (دويلة الشر المصطنعة) و تماهياً مع دورها (ا…