‫الرئيسية‬ مقالات (حكاوي) من كريمي والبركل. عادل عسوم الحكاية الحادية عشر.
مقالات - ديسمبر 1, 2024

(حكاوي) من كريمي والبركل. عادل عسوم الحكاية الحادية عشر.

(حكاوي) من كريمي والبركل.  عادل عسوم  الحكاية الحادية عشر.

21/11

عنوان الحكاية:

حُبٌّ يخشى النُّور

معلوم أن “حكاية” تُجمع جمع تكسير على “حَكايا”، وتُجمع جمع مؤنث سالم على “حكايات”، لكنني آثرت تسمية هذه السلسلة ب”حكاوي” ليتاسب الاسم مع اللهجة التي كتبتها بها وهي لهجة أهلي الشايقية.

وهذه الحكايات حقيقية،

وكلها مشاهد علقت بالذاكرة خلال الطفولة والصبا، وقد عمدت إلى تغيير بعض الأسماء وبعض التفاصيل بما يستلزمه النشر.

مسرح هذه الحكايات كريمة والبركل وماحولهما من القرى على امتداد منحنى النيل، والعنوان مقصود لذاته، لكون مفردة كريمي بإمالتها لها وحيها الذي لاتخطئه الأذهان.

إلى الحكاية:

حُبٌّ يخشى النُّور

عادل عسوم

التقاها بعد عشر سنوات، رأى امرأة تحمل رضيعا تقبل عليه فلم يصدق عينيه، ياترى هل هي؟ أم انها أخرى تشبهها؟!

فإذا بها تفاجئه:

-السلام عليكم استاذ أسامة

-عليكم السلام…

أنتي سلمى؟!

-أيوة أنا سلمى.

لكأنه في حلم!

قبل سنوات عشر كان طالبا جامعيا، وأعتاد المساعدة في تدريس الطلبة بمدارس المنطقة دون مقابل خلال أجازاته الدراسية، ابتدر ذلك بالمدراس المتوسطة، ثم انتقل إلى المدرسة الثانوية (العليا) للبنين لتدريس مادة الفيزياء والكيمياء بطلب من مديرها، كان محبا للتدريس وكان الطلبة يحسبون اسلوبه الجاذب في توصيل المادة…

في عصر يوم جمعة، زار بيتهم مدير مدرسة البنات الثانوية في المدينة المجاورة بمعية عم له:

-نريد عونك يا ابني اسامة لتدريس أخواتك مادة الفيزياء، فبدا له أن يعتذر لكونه لم يعتد على تدريس البنات، ولم يكن له وصل بعوالم النساء البتة، كان وحيد امه التي تزوجها والده بعد وفاة زوجه الاولى التي انجب منها ابنة وحيدة، وقد توفى الله والده باكرا…

وواصل المدير قوله:

-قصدناك بعد ماكلمونا الناس بي تميزك في دراستك وحسن تربيتك واستمساكك بأهداب دينك يا ابني، وعشمنا فيك كبير بأن تقوم بهذا الواجب الديني والوطني لخدمة اهلك، وانت المعهود عنك ذلك في مدارس المنطقة طوال الأعوام الماضية، ومدرسة البنات الثانوية محتاجة لي أستاذ فيزياء، وأنا مشيت امبارح لي مدير البنين وقال ماعندو مانع انك تمشي منو لأنو عارف حوجتنا الشديدة ليك، وطبعا انت عارف إنو العام الدراسي خلاص على وشك النهاية، واستاذ الفيزياء الوحيد العندنا فرغناهو للصف التالت، والمدرسة فيها تلاتة أنهر.

وقال عمه:

طبعا يا اسامة بت اختك سامية طالبة عندهم في الصف التاني فما تخذلهم، وافق اسامة، وما ان اشرقت شمس يوم السبت؛ انتقى من ملابسه أجملها، وحرص على سؤال اخته وابنتها عن تناسب القميص مع البنطلون وتناسق الألوان، وزاد من بخات العطر، ولمّع حذاءه، وقالت له والدته وهي تودعه ضاحكة، ان شاء الله ياأسامة ياولدي تعجبك واحدة منهن وتبقا ليك عروس، فضحكوا جميعا وانطلق مع بنت اخته إلى المدرسة،

وأدى حصة الفيزياء الأولى بنجاح وامتياز لطالبات الصف الثاني…

لكنه ظل طوال الحصة ينظر إلى الحائط الخلفي عندما يستدير ليشرح لهن ماكتبه على السبورة، اذ هو بذلك يهرب من نظرات بعض الطالبات الجريئات، وقد سمع احداهن تهمس للأخرى:

-حلاااتو، وكمان باين عليهوخام.

دهش لهذه الجرأة وقال يخاطب نفسه، معقول البنات جريئات للدرجة دي؟

وبقي يهرب بنظره إلى الحائط كلما استدار اليهن…

سلمى كانت تجلس في الصف الثاني،

مهذبة…

ومجتهدة…

وجميلة…

وهااادئة بالكاد تسمع صوتها عندما تجيب على الأسئلة، لكن شدّه حزن دفين يكسو وجهها المستدير كالقمر، رأى الحزن في عينيها الواسعتين، وإذا بآثار دموع في عينيها كل صباح!…

ماكان منه إلا أن سأل عنها زميلتها وابنة اخته فقالت:

-سلمى دي زولة غريبة، ومافي واحدة فينا بتعرف عنها حاجة، هي زولة طيبانة، لكن لمن لقيناها ماعاوزة تخش فينا خليناها علي راحتا.

سألها يوما فأطرقت ولم تجبه!

وشرع يسأل عنها هنا وهناك،

علم بأنها تقيم مع أخت لها على أطراف المدينة، وذهب يوما إلى حيث يعمل زوج أختها بائعا في أحد المحال التجارية، عرفه بنفسه وحاول جاهدا مصادقته لكن لم يجد منه رغبة…

أنتهى العام الدراسي، وكذلك أنتهت أجازته السنوية ليعود إلى جامعته خارج السودان، فإذا به ينشغل كثيرا بسلمى، يلوح له وجهها الملائكي على سقف الغرفة كلما أوى إلى فراشه، واذا بعينيها الحزينتين وبقايا الدموع يجعلان قلبه يخفق باضطراد…

شكلك يا اسامة وقعت وماسميت، قال ذلك وهو يشد إليه الغطاء لينام…

لم تكن الموبايلات قد ظهرت في ذلك الزمان، فأرسل إليها رسالة من خلال ابنة أخته بعد ان استحلفها في رسالة سبقت بأن تحفظ سره، وأوضح لسلمى حقيقة مشاعره، وكتب لها بأنه سيتخرج هذا العام ويعود إلى السودان ليخطبها، لكن لم يأتيه رد،

وانقضى العام الدراسي، وجاء الى أهله يحتقب حبا قضّ عليه مضجعه،

جاء معاهدا نفسه بأن تكون له سلمى زوجا…

في صباح اليوم التالي أنطلق إلى مدرستها وسلم على المدير الذي رحب به بحرارة، ثم اتجه إلى تالتة أحياء (ب) بعد الاستئذان من الوكيل يسبقه الشوق قبل العينين، والتقت عيناه بعيني سلمى فتملكته فرحة غامرة عندما أحس بفرحتها لرؤياه، وابتسمت له ابتسامة ترد الروح،

لكنها سرعان ما أطرقت لتنظر في كتاب بين يديها…

عندها خشي اسامة بأن تفضحه عيناه، فنظر إلى الطالبات وألقى عليهن التحية فرددنها بأحسن منها، ووقفن له اعزازا، ومافتئ الضجيج يعم الفصل بكلمات الترحيب تعبيرا لسعادتهن بقدومه وطالبنه بحصة فيزياء، فقال لهن:

-اللية جيتكم بس عشان أسلم عليكم.

فهتفن جميعا:

-يا استاذ اسامة والله كلنا عاوزنك تمسكنا فيزياء، ومن دربنا دا ماشين نكلم المدير والوكيل…

عند الانصراف التقى بسلمى وأخبرها برغبته في زيارتهم بمنزل أختها مساء، فترددت في البدئ ثم هزت راسها إيجابا…

وفي المساء، أخرج هدايا أتى بها لها ولأختها ويمم تجاه بيتهم في أطراف المدينة، يا الله، البيت أوضة جالوص محاطة بأعواد من الشجر وبعض البروش، وامامها تلاتة عناقريب وكنبة مهترئة ومقعدين حديديين، والمطبخ راكوبة بها بعض الأواني القليلة والقديمة…

استقبلته سلمى بكامل بهائها، وسعد حقا عندما لم يجد النظرة الحزينة في عينيها ففرح كثيرا لإحساسه بسعادتها بمجيئه، وعرفته على أختها قائلة:

-دا أستاذ أسامة ياسوسن.

فإذا بها تأتيهم من الراكوبة متثاقلة وتقول دون ان تمد له يمينها:

-أهلا بيك يااستاذ.

ثم اضافت:

-معليش، البيت ما قدر المقام يا أستاذ…

تفاجأ بجفاء ترحيبها ولم يدر كيف يجيب، لكن سلمى بذكائها المعهود قالت:

-سوسن دي يادوب جاية من برة، كان عندها شغل كتير اليوم كلو، فعمد إلى شئ من المرح ليغير أجواء اللقاء:

-يابختك الليلة يا أسامة، عملتوك استاذ…

فجاملته سلمى وهي تضحك قائلة:

-والله يا سوسن استاذ اسامة دا الليلة البنات من شدة مافرحانات بي جيتو قالن إلا يجمعن قروش ويشترن ليهو هدية، يجينا هسي يقول لينا انو ما أستاذ، وقال اسامة موجها كلامه إلى سوسن:

-وين زوجك يا اخت سوسن، لسة مارجع من الشغل؟

-أيوة لسة، بيتأخر لغاية الساعة عشرة، قالت ذلك ثم اتجهت إلى المطبخ لتأتي بصينية شاي بدا واضحا أن سلمى هي التي جهزته من قبل…

قدم لهما الهدايا فرفضتها سوسن، لكنها قبلتها بعد الحاح اسامة وقبول سلمى لهداياها،

واستاذنت سوسن ودخلت إلى الغرفة، فقال اسامة

-شوفي ياسلمى، انا بصراحة على الرغم من عدم ارتياحي لي مقابلة اختك دي؛ لكن اعرفي اني زول بحب دخول البيوت من أبوابا، فاسمحي لي بكرة ان شاء الله أجيب الوالدة ونجي نتعرف عليكم ونتكلم مع أختك دي وزوجها عشان أخطبك.

أطرقت سلمى مليا ثم قالت

-أولا أشكرك والله على مشاعرك الجميلة دي تجاهي يا أستاذ أسامة،

بس عليك الله أديني فرصة اتكلم مع سوسن وارد عليك.

-ياسلمى دي حياتك وحياتي ومافي زول مهما كان حيشاركنا فيها، ثم بصراحة الفقر ماهو عيب، ياما ناس اغنياء فجأة بيفقروا، وياما ناس بيفتحا ربنا عليهم، وتأكدي اني ما الزول البقيم الناس بي وضعها المادي، وبكرة لمن تقابلي امي حتتأكدي من كلامي دا.

-الموضوع والله ماكدا.

-طيب بصراحة هل في زول في حياتك، او في زول اختك عاوزاك ليهو؟

-مافي زول والله، لكن في تفاصيل كدة حأتكلم معاك فيها في وكت تاني ان شاء الله، بس ارجوك لمن سوسن تجينا راجعة ماتجيب ليها سيرة للموضوع دا،

أحس أسامة بانقباض لردها، لكنه بعد عودة سوسن أكمل الونسة ثم انصرف…

مضى اسبوع وهو يراها كل يوم في المدرسة ولا يجد منها سوى أبتسامتها الحزينة، واذا بالحزن يزداد في عينيها لتشيح بوجهها دون رغبة في الحديث معه، وفي نهاية الاسبوع جاءته بدفترها برفقة زميلاتها، فإذا برسالة في ثناياه!.

أخذها بلهفة ودسها في جيبه، ولم يستطع صبرا ففض غلافها وشرع يقرأها وهو عائد الى البيت:

أستاذي العزيز أسامة

يعلم الله كم حبيتك،

وعارفة وواثقة اني ما حألقى لي زوج زيك في الدنيا دي

وحقيقي بخت البتتزوجها.

انت إنسان نبيل وأصيل وحنين، وألف من تتمناك،

اما أنا فحلفتك بالله انك تنساني وتشوف ليك واحدة غيري.

محبتك سلمى

شلّت الدهشة تفكيره،

وهال عينيه الدمعُ فلم يعد يبصر شيئا…

ووصل إلى البيت فارتمى على فراشه، وفي المساء فكر في الذهاب إليها في بيت اختها لكنه تذكر طريقة استقبال اختها فعدل عن ذلك،

وفي صباح السبت تفاجأ بطلبها لملفها منذ مساء الخميس حيث اخبرت وكيل المدرسة بأن اسرتها ستنتقل إلى مدينة اخرى…

خرج مهرولا إلى حيث يعمل زوج أختها فأخبروه بتركه للعمل بحجة السفر، وإذا بجيران اختها يقولون له بأنهم غادروا المدينة!

ظل يبحث عنها في كل مدينة يتوقع وجودها فيها دون جدوى،

وانصرمت أشهر عديدة دون ان يظهر لسلمى أثر…

فقرر مغادرة السودان للعمل في أحدى دول الخليج، ونأى بنفسه تماما عن عوالم النساء، واحتار أهله في أمره وهم يرون عزوفه عن الزواج عاما وراء عام!

كان يمني نفسه برؤية سلمى مرة أخرى،

لكن تتالت السنوات كحبات مسبحة في يد شيخ وقور ولم تظهر سلمى،

وبعد مضي خمس أعوام ألحت عليه أمه بالزواج قائلة:

يا اسامة انت ولدي الوحيد، واختك من أبوك الحمدلله بي بيتها، وياولدي البت الإسمها سلمى دي بعد السنين دي مامعروفة حية واللا ماتت، وأنا الحياة من الموت لي مامعروفة، عاوزاك قبل أموت تجبر بي خاطري وتعرس، فرضخ لرغبتها وهو المعهود عنه بره بأمه، وتزوج ممن اختاروها له، وعاش معها لسنوات ولكن ينجبا.

انتبه لصوت سلمى وهي تردد:

-أستاذ أسامة، يا استاذ اسامة، انت ماسامعني؟!

ما كان منه إلا أن صاح قائلا:

-بالله ماحرام عليكي ياسلمى….

قالت له مقاطعة:

-بالله خلينا نقعد في الكراسي ديك ونتكلم بعيد من الناس،

فتنحيا جانبا، وجلست تهدهد رضيعها وتتحدث دامعة:

-أنا والله ما حصل نسيتك لحظة طول السنين الفاتو ديل يا أسامة، ولا حأنساك يوم وانا حية في الدنيا دي.

-طيب…

-معليش خليني بس أكمل ليك وبعدين قول الحتقولو،

بأختصار ومن الآخر كدة يا اسامة أنا (لقيطة)، يعني بت حرام،

والأخت الكنت قاعدة معاها دي صديقتي ومش اختي، وهي برضو (لقيطة)…

قررت أجي معاهم بلدكم دي ونبدا فيها كلنا حياة جديدة…

ولمن ظهرت أنت في حياتي والله العظيم فرحت كتيييير، وحسيت أنو ربنا رسلك لي عشان تنشلني من العذاب العايشاهو من يومي الوعيت في الدنيا،

لكن صاحبتي سوسن نصحتني ووقفت في طريقي،

أصلا هي كانت متزوجة واحد قبل زوجها الحالي ماكان ورتو انها لقيطة،

الراجل الأولاني داك أهلو عرفو فجأة وجو وروها الويل، وفي النهاية راجلا رماها في الشارع رمي الكلاب…

طبعا أنا كان ممكن أقول ليك أي كلام وأكسبك كزوج،

لكني عارفة طبايع أهلكم أنهم لازم يسألوا عن اصلي وفصلي، وبصراحة سوسن اقنعتني اني ما اكرر تجربتا،

عشان كدة سافرت معاهم للخرطوم، والحمدالله امتحنت ونجحت وبالمناسبة قريت في جامعة الخرطوم نفس التخصص بتاعك حبا فيك، وزوج سوسن برضو لقيط زينا،

وولدي دا زاتو ايوهو كان لقيط، وحلفت الليلة ارجع البلد دي بعد سمعت في الخرطوم صدفة بي الزواج دا وعرفت من واحدة من زميلاتي الزمان في الثانوي انك جيت إجازة بي أولادك، قلت فرصة اني اجي واقابلك واحكي ليك التفاصيل دي عشان ارتاح من قساوتي عليك بي سبب سوسن، وان شاء الله ناوية أبيت في السوق عشان أسافر في عربات الصباح الماشة الخرطوم، ووالله العظيم يا اسامة كنت عاوزة أواجهك قبل سفرنا الفجأة داك وأوريك وقلت اليحصل اليحصل، لكن سوسن وزوجها خوفوني واقنعوني، وطبعا الزمن داك كنت صغيرة.

وهسي حسيت اني ارتحت شوية بعد وريتك، والحمدلله لقيت لي فرصة اني اسافر انا وولدي لي مصر يااشتغلت فيها ولقيت لي فرصة اعمل عملية ليهو، أو كمان ربنا يكتب لينا مخارجة منها لي دولة تانية، وولدي يا أسامة مولود بي ضيق في الصمام، وأبوهو زاتو الله يرحمو مات بي سبب مشكلة في القلب…

ما كان من اسامة إلا ان شرع في ضحك هستيري فتملك سلمى الخوف من ان ينتبه لهما الناس، ونهضت لتبتعد، فأمسك اسامة بيدها قائلا:

أنا بضحك ياسلمى لاني جيت الاجازة دي عشان نتم الطلاق انا وزوجتي بالتراضي، والسبب انو التحليلات الطبية أثبتت انو العامل الرايزيسي في دمي مختلف عن العامل الرايزيسي في دمها، وفشلت كل العلاجات الاخدناها لي الموضوع دا، والاطباء اقنعونا باستحالة الانجاب من بعض،

وهي طلبت الطلاق واتطلقنا فعلا قبل أيام وكنت ناوي اسافر بعد بكرة…

تزوج اسامة من سلمى وأرسل لها ووالدته ليقيما معه في الدولة الخليجية، حيث يعمل، لكن توفي ابن سلمى بمجرد الوصول وقبل الشروع في العملية، لكن بحمد الله انجبت سلمى محمد اسامة وأبوبكر اسامة وسوسن أسامة، وعاشوا جميعا في سعادة وهناء.

إلى اللقاء ان شاء الله في الحكاية ال12. adilassoom@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

السودان يدين الهجوم على قطر 

اصدرت وزارة الخارجية بيانا صحفيا ادانت فيه الهجوم على دولة قطر الشقبقة وفيما يلي نص البيان…