‫الرئيسية‬ مقالات المحجة البيضاء د. طارق عبدالله التنمية وسط البارود
مقالات - ديسمبر 9, 2024

المحجة البيضاء د. طارق عبدالله التنمية وسط البارود

المحجة البيضاء  د. طارق عبدالله  التنمية وسط البارود

منذ انطلقت الرصاصة الاولى قبل 20 شهرا” لم يسمع الشعب باخبار سارة ووصل الشعب لمرحلة إن هلاك المتمردين هي اسعد الاخبار وكلما ذاد اعداد الهالكين اذادت الفرحة لانها تباشير العودة لحياتهم الطبيعية ووسط هذا الوضع المازوم نقلت وسائل الإعلام افتتاح نائب رئيس مجلس السيادة مدينة سكنية للطلاب بمدينة كريمة لقد كان الخبر مدهشا” فقد ظن الكثيرين إن هناك خطاء مطبعي وان الافتتاح لمصنع ذخيرة ومسيرات بحكم الحالة النفسية التي يعيشها المواطن السوداني وربط كل شئ بالحرب الا هذه المرة فقد كان الخبر صحيحا” وان نائب الرئيس سيفتتح مدينة سكنية للطالبات وقف على تشييدها الصندوق القومي لرعاية الطلاب كاول مشروع خدمي يتم افتتاحه خلال فترة الحرب ويمكن اعتباره صافرة البداية لمشروعات اخرى في الصناعة والتجارة والصحة والسياحة وان تمضي التنمية خطوة بخطوة مع (بل ) المتمردين

*اولا” لابد من الإشادة بدور الصندوق القومي لرعاية الطلاب بالخطوة التي قام بها والتي ستحل مشكلة اكثر من (800) طالبة جامعية وافدة للولاية الشمالية لتجد الاستقرار الذي يمكنها من التحصيل الاكاديمي ومواصلة دراستها خاصة” وان الصندوق لا يوفر السكن فحسب بل الرعاية الكاملة والاعانة للطلاب والطالبات وبالتالي فإن افتتاح مدينة الكرامة اشبه بـ(النسمة وسط البارود) تعين الحكومة في واجباتها بتقديم الخدمة للمواطنين و تعين الوزارة والطلاب وبالتالي لا يمكن النظر لذلك الانجاز بنظرة عادية لانه جاء في ظروف غير عادية و لذلك دلالاته عن العقلية التي تدير الصندوق وانها عقلية تمتلك قدرات وخبرات و قبلهما عزيمة لو لا انها تمتلك تلك الصفات لما فطنت لإقامة مثل هذا المشروع الذي يحتاج اموال طائلة في وقت تفقد فيه دعم الحكومة التي توجه صرفها على الحرب ودعم المؤسسات التي اغلقت الحرب بنود دعمها للمشروعات الخدمية ..فقد تذكرت مقولة للرئيس السابق عمر البشير عند افتتاح بعض منشاءات الصندوق القومي لرعاية الطلاب عندما تسأل ( انا ماعارف النقرابي بيلقى القروش دي من وين الا اذا عندوا…..وصمت) يبدوا إن القاصدوا الرئيس ليس عند النقرابي إنما موجود داخل ادارت واقسام الصندوق

*واحدة من افضل الإمكانيات التي يتمتع بها السودان هي إدارة التنمية في زمن الازمة ..الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية و ازرعها على حكومة الإنقاذ منذ مطلع التسعينات كانت ثمرته انتاج ثلاثة اجيال قادرة على الادارة وقت الازمة وفي كل المجالات وعبر اولئك حققت الحكومة الآلاف المشروعات بدءا” من انتاج البترول مرورا بتحسين البنية التحتية ..والصندوق القومي لرعاية الطلاب إحدى هذه المؤسسات فقد قدم الكثير من النجاحات لذلك ليس غريبا” إن يفتتح مدينة الكرامة ونتوقع غيرها من المشروعات وانا متاكد بان كل المؤسسات يمكن ان تتحرك وتعمل وتقدم الانجاز تلو الانجاز و إذا كانت هناك مؤسسة غير قادرة فإنه بفعل قوى الحرية والتغيير التي (فكفكت) إداراتها وفصلت الإداريين والفنيين وبعض المؤسسات فصلت (الفراشات) تحت لائحة إزالة التمكين بينما الهدف كان ايقاف التنمية وتدمير ما تم إنجازه من عمل و لنخطو خطوة الى الامام لابد من ابعاد السياسة عن مؤسسات الدولة والا تكون (محاصصات) قبلية او مناطقية وان تكون من الكفاءات القادرة على الإنجاز وقت الشدة والعدم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

السودان يدين الهجوم على قطر 

اصدرت وزارة الخارجية بيانا صحفيا ادانت فيه الهجوم على دولة قطر الشقبقة وفيما يلي نص البيان…