يابلدي ياحبي عادل عسوم

لا أدري هل بسبب ارتباط أناشيدهما بذكريات الأمكنة وما انصرم من سني العمر؟ أم هو ابداع (مذهل) ميز كل أعمالهما الفنية؟!
والمعلوم أن السمع يعد أكثر الحواس أرتباطا بمستودع الذاكرة، والمرء دوما يكون أسير مايسمع من أصوات وموسقة في باكر حياته، وقد يصل الأمر إلى التأثير ايجابا وسلبا على ملكة التقييم والترجيح لديه، والناس بطبعهم أبناء بيئتهم وأسيرو سمعهم وبصرهم، والوجدان هو جماع المنداح من تداعيات الصور والأصوات والمواقف الحياتية؛
لكنني أيقنت بأن الأمر ابداعٌ وفوت ميز أناشيد هذا -الثنائي الوطني- (محمد حميدة ويوسف السماني)، لعمري إنه إبداع يفعل بالنفس الكثير،
كم اطرب لانشودتهما (الحب الكبير) والتي درج الناس على تسميتها (يابلدي ياحبي)، أطرب وترتاح نفسي لكلماتها ولحنها وأداءهما البديع وهما يبتدران كلماتها منشدان:
من تبيت بالعز متربي
بين ايديك يابلدي ياحبي.
وكم يتسارع نبضي عندما استمع ل(أمة الأمجاد)، وكم تتسامى روحي في الفضاءات عندما تطرق سمعي (باري الشمس ياغمامة)!
ياااااه
هذان المبدعان يسوقان الناس سوقا الى عوالم عجيبة وهما ينشدان:
داير اشوفك يابلادي
تبقي زي مايريد فؤادي
تبقي عالية ويرقى شعبي
تبقي سامية ويسمو دربي
داير اشوفك أرقى أمة
داير أحقق بيك مرادي
عالي دربك في جهودي
أرعى أرضك زي وجودي
وابني فوق صرحك مفاخر
وازرع الخير في البوادي
داير اشوفك باسمة دايما
ضاحك الحب في حدودي
للسلام تمتد ايدك
وتبقي جامعة وتبقي نادي.
وإذا بخيالي يأخذني إلى السودان…
خلال احدى اجازاتي؛ أنبأني ابن أختي بأن الولاية -في كسلا- رصدت أراضي للسكني لأهل كسلا ممن يتحقق فيهم شرطان:
1- أن يحمل شهادة ميلاد من كسلا.
2-أن يحمل -في جواز سفره- اقامة سارية المفعول في دولة من دول الاغتراب، فانطلقت مع الذاهبين إلى مبنى الأراضي في كسلا، وحصلت بحمد الله على قطعة أرض درجة أولى في مدينة التاكا الجديدة، وهذه الأرض كانت أول قطعة أرض أحصل عليها مباشرة من حكومة السودان في ثنايا خطة أسكانية.
تملكني احساسٌ عجيب عندما تسلمت العقد المبرم بيني وبين الحكومة، وثيقة تشهد فيها الحكومة السودانية بأنه تم تمليكي قطعة أرض على سبيل الحكر،
يا الله….
احساس جميل ياأحباب، فهذا العقد يقول بأنني لي نصيب في أرض هذا السودان، تماما مثل بعانخي وترهاقا واسماعيل الأزهري ومحمدأحمد المحجوب و…بروف الحبر يوسف نور الدايم رحمهم الله، ورحمة الله واسعة.
ذهبت مع المساح كي يسلمني قطعة الأرض، فشَدّ الرجل أوتاده على مستطيل من الأرض فسيح، وبعد فراغه طلب مني التوقيع على ورقة ففعلت،
وسلمني نسخة منها كي أضمها إلى الملف الذي أحمله معي، واستقل سيارته هو ورفيقه وذهب، ولعله ذهب ليفعل ذات الفعل لآخرين ينتظرونه في مكان ما بالجوار.
وقفت بعد ذهاب الرجل في وسط قطعة الأرض وانحنيت فتناولت بعض حصيات منها وشيئا من تراب،
نظرت إليها وقلت أخاطب نفسي:
ياترى من مشى على هذه المساحة من الأرض من قبل من أجدادي؟!
أيكون عثمان دقنة قد ضرب خيمته يوما عليها؟!
أم ريرا كانت خيمة أهلها منصوبة عليها؟!
أم لعل المحلق التقى عليها بتاجوج؟!
أقول:
ما أجمل ان يكون لنا وطن يا أحباب، لنجعله في حدقات العيون.
ولنغني مع الثنائي الوطني:
بابلدي، يابلدي ياحبي.
adilassoom@gmail.com
السودان يدين الهجوم على قطر
اصدرت وزارة الخارجية بيانا صحفيا ادانت فيه الهجوم على دولة قطر الشقبقة وفيما يلي نص البيان…