“فاشر السلطان” …قعلة الصمود الأسطوري تقرير : رحمة عبدالمنعم

الجيش يواصل تقدمه في المدينة والمليشيا تستهدف المدنيين بالقصف المدفعي

الفرقة السادسة تواصل تقدمها في الفاشر وتكبّد المليشيا خسائر فادحة

هلاك  45 من عناصر المليشيا وإصابة 10 آخرين..

مقتل اثنين من المدنيين وإصابة “3” اثر استهداف الجنجويد ل(ابوشوك ),

قوات العمل الخاص تستعيد مواقع استراتيجية وتقتل قائد الجنجويد

تدمير” 7″ مركبات قتالية للمليشيا.. وقطع الامداد  اللوجستي

أسرى من الجنجويد يكشفون عن مخططات لتعزيز صفوف (ال دقلو )

أعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للقوات المسلحة امس الاثنين، عن تحقيق تقدم ميداني جديد في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد عمليات نوعية نفذتها قوات العمل الخاص ضد مليشيا الدعم السريع، التي تواصل استهدافها للمدنيين بالقصف المدفعي، في تطور يُفاقم الوضع الإنساني بالمدينة.

عمليات نوعية
وأكدت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر ، في بيان صحفي امس الاثنين، أن قوات العمل الخاص تمكنت من تنفيذ عمليات ناجحة داخل الأحياء التي كانت تتسلل إليها عناصر مليشيا الدعم السريع في المدينة، حيث توغلت إلى منطقتي الكفاح و”مكركا”، ونجحت في استعادة مجمعات سكنية وتجارية كانت تحت سيطرة المليشيا، بالإضافة إلى فرض السيطرة على مساكن الشرطة، بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل قائد القوة المهاجمة من جانب الدعم السريع، وهو برتبة نقيب.
وأشارت الفرقة إلى أن العملية أدت إلى القضاء على 45 من عناصر المليشيا، وإصابة 10 آخرين، بينما استولت القوات على ثلاث مركبات قتالية ذات دفع رباعي، في وقت لاذت بقية العناصر بالفرار نحو مناطق متفرقة.
وفي إطار العمليات الجوية الداعمة، نفذت القوات الجوية ضربات دقيقة بطائرات مسيّرة استهدفت تحركات مليشيا الدعم السريع في الناحية الشمالية من المدينة، ما أدى إلى تدمير سبع مركبات قتالية كانت تحاول الانسحاب، إلى جانب تعطيل شاحنة محملة بالذخائر والإمدادات اللوجستية.

مخططات المليشيا
وأضاف بيان الفرقة السادسة مشاة أن القوات تمكنت من أسر اثنين من مقاتلي  مليشياالدعم السريع خلال العمليات، حيث كشفا عن مخططات المليشيا الرامية إلى إرسال تعزيزات جديدة لتعويض الخسائر الفادحة التي تكبدتها خلال الأسابيع الماضية، خاصة بعد تزايد الهجمات المضادة من قبل الجيش وقوات الكفاح المسلح المشتركة.
في المقابل، صعّدت مليشيا الدعم السريع من انتهاكاتها ضد المدنيين، حيث كثّفت قصفها المدفعي على الأحياء السكنية بمدينة الفاشر لليوم الثاني على التوالي، في هجمات أسفرت عن وقوع إصابات جديدة في صفوف المدنيين.
وأفادت مصادر محلية بأن المليشيا استخدمت مدافع ثقيلة من عيار 120 ملم إلى جانب أسلحة متوسطة، حيث سقطت القذائف في مناطق آهلة بالسكان، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية،ووفقاً لتنسيقية لجان مقاومة الفاشر، فإن مليشيا الدعم السريع واصلت استهدافها لمعسكر “أبو شوك” للنازحين، مما أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة، وكثفت المليشيا قصفها المدفعي على المعسكر مساء امس ، وسط تصاعد وتيرة الهجمات التي تستهدف المدنيين ،وأفادت غرفة طوارئ (ابوشوك )بأن المعسكر يتعرض في هذه اللحظات لقصف عنيف، مما يفاقم معاناة النازحين الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية حرجة.

استهداف المدنيين
من جانبه، أدان الناشط الحقوقي إبراهيم يوسف استمرار مليشيا الدعم السريع في استهداف المدنيين، واصفاً ذلك بأنه “جريمة حرب مكتملة الأركان” ،وقال في حديثه لـ (الكرامة) إن القصف العشوائي الذي تنفذه المليشيا على الأحياء السكنية في الفاشر هو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، ويهدف إلى بث الرعب وسط السكان ودفعهم للنزوح القسري”.
وأضاف يوسف أن التقارير الواردة من الفاشر تشير إلى سقوط أعداد متزايدة من الضحايا المدنيين، بينهم نساء وأطفال، نتيجة القصف المستمر”، محذراً من أن لمليشيا تتعمد استهداف مناطق مكتظة بالسكان لخلق حالة من الفوضى وإضعاف النسيج الاجتماعي في المدينة”.
وطالب يوسف المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتحرك العاجل “لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم، والضغط  على الجنجويد لوقف استهداف المدنيين الذين يدفعون ثمن هذه الحرب.

كارثة إنسانية
ويعيش سكان الفاشر أوضاعاً إنسانية مأساوية نتيجة تدهور الوضع الأمني وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بسبب الحصار الذي تفرضه المليشيا على الطرق المؤدية إلى المدينة، إضافة إلى تكرار عمليات القصف العشوائي.
وتشير تقديرات المنظمات الإنسانية إلى أن نحو نصف مليون شخص نزحوا من الفاشر خلال الأشهر الماضية إلى المناطق المجاورة، هرباً من القتال المتواصل والظروف المعيشية الصعبة، فيما يواجه من تبقى في المدينة أزمة حادة في الغذاء والدواء، وسط تراجع الخدمات الصحية بفعل الاستهداف المتكرر للمراكز الطبية.

حماية المواطنيين
من جهتها، أكدت الفرقة السادسة مشاة أن الوضع داخل الفاشر تحت السيطرة، وأن قوات الجيش وقوات الكفاح المسلح في حالة تأهب مستمر للتصدي لأي محاولات جديدة من قبل المليشيا لاستهداف المدينة أو المدنيين.
وشددت الفرقة على التزام القوات المسلحة بحماية المواطنين من اعتداءات المليشيا، ومواصلة العمليات العسكرية حتى القضاء على التهديد الذي تشكّله مليشيا الدعم السريع على أمن وسلامة السكان في الفاشر وبقية مدن دارفور.
ومع استمرار التصعيد العسكري، يبقى الوضع في الفاشر مفتوحاً على مزيد من التطورات، في ظل محاولات الجيش استعادة السيطرة الكاملة على المدينة، في وقت تمضي فيه مليشيا الدعم السريع في نهجها القائم على استهداف المدنيين وإثارة الفوضى، ما يفاقم معاناة المواطنين العالقين في دوامة الحرب.