‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب:حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣م.. بين الحقيقة والواقع المأمول
مقالات - مايو 15, 2025

نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب:حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣م.. بين الحقيقة والواقع المأمول

نقطة إرتكاز   د.جادالله فضل المولي   يكتب:حرب ١٥ أبريل ٢٠٢٣م.. بين الحقيقة والواقع المأمول

حرب١٥أبريل٢٠٢٣م زلزال سياسي غيّرمصيرالسودان لم تكن مجرد معركة عسكرية ، بل كانت نقطة تحول في تاريخ السودان. الأحداث التي تتابعت بسرعة غيّرت موازين القوى داخلياً وإقليمياً، وأعادت تشكيل صورة السودان عالمياً.هذه الحرب أسقطت مشاريع الاستعمارالجديد وأكدت أن السودان لا يمكن أن يكون رهينة للنفوذ الخارجي أو تابعاً لأجندات دولية.

 

السودان في قلب المعادلةما بعد الحرب يختلف عماً قبلهالم يعد يُنظر إليه كمجرد ساحة نفوذ، بل أصبح لاعباً يُعيدحسابات القوى الإقليمية والدولية.القوى الكبرى أصبحت أكثر حذراً في التعامل مع السودان، بعدما أظهرت الحرب أن للبلاد قدرة على تغيير المشهد السياسي. دويلة الإمارات كانت تُحاول فرض نفوذها عبر الدعم غير المباشر لمليشيات الدعم السريع وبعض القوى السياسية فقد وجدت نفسها أمام واقع جديد يُجبرها على إعادة حساباتها.السودان أمام فرصة تاريخية لإعادة ترتيب أوراقه سياسياً واقتصادياً، لكنه بحاجة إلى رؤية واضحة واستراتيجية ذكية.

 

السودان يجب أن يُعيد بناء هويته السياسية بعيداً عن التبعيةويجب أن تكون الأولوية هي السيادة الكاملة في اتخاذ القرار الداخلي والخارجي.كما يجب فرض سياسات تحد من النفوذ الأجنبي في الاقتصاد والسياسة، وتضمن استقلالية القرار الوطني.بعد إسقاط بعض المشاريع التي كانت تُهدداستقلال السودان، يجب استغلال الفرصة لإعادة بناء الدولة وفقاً لمصالح الشعب السوداني.السودان ليس سوقاً سياسياً يُباع ويُشترى، بل دولة تستحق أن تُدار بقرار وطني مستقل.

 

السودان أمام استحقاقات جديدة كيف يواجه التحديات؟. الحرب كشفت ضعف المؤسسات السودانية، لذا يجب العمل على إصلاح شامل في الإدارة والحكم. يجب تجاوز الخلافات القديمة التي كانت سبباً في إضعاف السودان، والتوجه نحو مشروع وطني يُوحد الجميع.يجب أن يتوقف السودان عن تصدير المواد الخام، ويركّز على بناء اقتصاد صناعي قوي يُحقق الاستقلال المالي.التحديات كبيرة، لكنها ليست مستحيلة، إذا تم التعامل مع الواقع بقرارات مدروسة تُحقّق نقلة نوعية للسودان.

 

يجب أن يكون السودان قوياً في تعامله مع القوى الدولية لا يجب أن يكون السودان طرفاً ضعيفاً في أي تفاوض دولي أو إقليمي وان يكون التعامل بنديّة.يجب أن يكون المبدأ الأساسي هو أن السودان لن يقبل بأي شروط تُفرض عليه، بل سيحدد مصيره بنفسه. أي تعاون مع دول أخرى يجب أن يكون مبنياً على مصالح متبادلة، وليس على الهيمنة والاستغلال.إذا تعامل السودان بنديّة مع الجميع، سيكون قادراً على فرض نفسه كقوة مستقلة ذات قرار سيادي حقيقي.

 

السودان أمام خيارين إما أن يستغل الفرصة لبناء مستقبل قوي ،أو أن يبقى رهيناً للصراعات والتدخلات الخارجية. أي طريق سيختار؟ الأيام القادمة ستكشف الحقيقة.حفظ الله السودان وشعبه.

meehad74@gmail.com

‫شاهد أيضًا‬

(مقال قديم) ترعتا سد مروي و(حتمية) التنفيذ.  عادل عسوم

كثيرا ما تفرض العديد من مشاريع البنى التحتية في العالم ذواتها على الناس وذلك لأسباب عديدة …