ارتباطات آل دقلو الخارجية عبدالمنان ابكرعمر

منذ بروز محمد حمدان دقلو (حميدتي) إلى الساحة السودانية كقائد لقوات الدعم السريع برزت شبكة من العلاقات الخارجية المعقدة التي تربطه وشقيقه عبد الرحيم دقلو بعدد من الجهات الدولية والإقليمية. هذا التقرير الاستقصائي يسلط الضوء على تلك الشبكات والزيارات الرسمية والسرية والأدوار المشبوهة التي لعبتها تلك الاتصالات في الصراع السوداني خصوصاً في ما يتعلق بتهريب الموارد المعدنية والسيطرة على مفاصل اقتصادية وسياسية.
أولاً: زيارات عبد الرحيم دقلو إلى إسرائيل تشير تقارير إعلامية إلى أن عبد الرحيم دقلو نائب قائد مليشيا الدعم السريع زار إسرائيل أكثر من مرة بعضها تم بشكل رسمي ضمن ترتيبات معروفة والبعض الآخر تم بطرق سرية دون إعلان رسمي من الطرف السوداني. هذه اللقاءات بحسب مصادر دبلوماسية جرت بالتنسيق مع جهاز الموساد الإسرائيلي وشملت مناقشات تتعلق بالدعم الاستخباراتي وتبادل المعلومات الأمنية وتوفير معدات مراقبة وتقنيات.
ترتبط هذه الزيارات بمساعٍ من مليشيا الدعم السريع للحصول على شرعية دولية خارج إطار الحكومة المركزية في الخرطوم وتوظيف النفوذ الإسرائيلي للحصول على دعم غربي غير معلن.
ثانياً: تحركات حميدتي في أوروبا وأفريقيا قام حميدتي بعدة زيارات رسمية وغير رسمية إلى دول أوروبية وأفريقية وهي:
إيطاليا: في زيارة جرت في عام 2021 التقى حميدتي بشخصيات مالية ذات صلة بالمؤسسات المصرفية التي لها ارتباطات بشبكات تجارية في تجارة المعادن في العالم. وبحسب مصادر دبلوماسية فقد جرت لقاءات خارج البرنامج الرسمي في العاصمة روما مع ورجال أعمال وممثلين عن مؤسسات استثمارية خاصة .
ألمانيا: خلال مؤتمر ميونيخ للأمن سعى حميدتي إلى فتح قنوات اتصال مع مسؤولين أوروبيين بشكل غير معلن. التقارير تشير إلى عقد اجتماعات جانبية مع ممثلين لمراكز أبحاث وشركات تعمل في مجال أمن الطاقة والمعادن.
جنوب أفريقيا: زار حميدتي بريتوريا في محاولة لتعزيز الغطاء القانوني لحسابات مصرفية وشركات تعمل من خلال شركاء محليين. التقى بالرئيس رامافوزا وعقد لقاءات جانبية مع ممثلين لمجموعة “بالاديوم” الدولية للاستثمار في الموارد.
الجزائر وكينيا: جاءت زياراته لهذه الدول في سياق جهود دبلوماسية موازية حيث عقد لقاءات مغلقة مع وسطاء ماليين وشخصيات عسكرية سابقة تم الترتيب لها من خلال شركات علاقات عامة مقرها دبي وبيروت.
ثالثاً: تهريب الذهب والمعادن النادرة والغطاء الدولي وفقاً لتقارير منظمات دولية مثل Global Witness والجارديان فإن قوات الدعم السريع تدير شبكة متطورة من تهريب الذهب والمعادن عبر شركات وهمية مقرها في الإمارات وتركيا. من بين هذه الشركات:
شركة “الجنيد” المملوكة لعائلة دقلو.
شركة “Tradive General Trading” ومقرها دبي وتُدار من قبل شقيق حميدتي.
تُشير الوثائق إلى أن هذه الشركات تعمل على تهريب الذهب من مناطق النزاع (مثل جبل عامر ومناجم سنقو) إلى الإمارات حيث يتم إعادة تصديره بشهادات منشأ مزورة. ويتم ذلك عبر مطارات صحراوية خاصة مثل مطار “أم جرس” الذي مولته الإمارات على الحدود السودانية.
الرحلات تُرتب بشكل خاص عبر طائرات شحن مؤجرة تُدار من قبل شركات مرتبطة بجهات أمنية خاصة مقرها مالطا وقبرص. وتُختار أوقات الهبوط في ساعات الليل بعيداً عن رقابة الحكومة المركزية.
رابعاً: التوظيف السياسي للارتباطات الخارجية من خلال هذه الشبكة الدولية سعت عائلة دقلو إلى بناء سلطة موازية خارج بنية الدولة السودانية. اللقاءات مع إسرائيل والدعم الإماراتي والتنسيق مع شركات أمنية دولية وفرت لمليشيا الدعم السريع موارد مالية هائلة والسلاح ومكنتها من تجنيد المرتزقة.
الارتباطات الخارجية لعائلة دقلو تتجاوز كونها مجرد تحركات دبلوماسية لتصبح ركيزة أساسية في مشروع سياسي واقتصادي وعسكري هدفه السيطرة على مفاصل الدولة السودانية من خارجها. إن هذه العلاقات وما يرافقها من تهريب ونهب للموارد مثلت تحدياً حقيقياً لاستقرار السودان وأمنه القومي.
ينبغي على الجهات الحقوقية والدولية توسيع نطاق التحقيق في هذه الأنشطة ومحاسبة كل من يساهم في دعم مليشيا الدعم السريع عبر شبكات التهريب والتمويل غير المشروع.
بعد اتهامها بدعم متمردي إفريقيا الوسطى.. دعوات لتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية
اصدرت وزارة الخارجية بيانا دعت فيه لتنصيف الدعم السريع جماعة ارهابية وفيما يلي نص البيان &…