تعين دكتور كامل ادريس صدمة سياسية قطعت امال عودت القحاته الي الكراسي بقلم: زين العابدين أحمد(اب شنب)

في مشهد سياسي متقلب ومفتوح على كل الاحتمالات، جاء تعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء بمثابة الضربة المفاجئة التي أخرجت كثيرًا من اللاعبين السياسيين من حسابات المرحلة. فالرجل الذي يحمل سجلًا ناصعًا في العمل الدولي، وسيرة أكاديمية مشرفة، لا يُصنّف ضمن معسكرات الاصطفاف الحزبي التقليدي، ولا يُحسب على أحد سوى السودان.

تعيين أربك الحسابات

منذ بداية الحرب، ظل خطاب بعض مكونات قوى الحرية والتغيير يدور حول العودة إلى طاولة السلطة مجددًا عبر تسوية سياسية تعيد ترتيب المشهد بما يخدم توازنات المرحلة السابقة. لكن تعيين شخصية مستقلة مثل د. كامل إدريس، وبتوافق واضح من المؤسسة العسكرية، جاء كإشارة قاطعةلا عودة إلى الورار.

ما زاد من وقع الصدمة، هو توقيت القرار، حيث كانت بعض الأطراف تراهن على تدهور الوضع أو تفكك القرار الرسمي من أجل الدخول عبر “فراغ سياسي”، لكن تعيين رئيس وزراء في هذه المرحلة الحساسة، يعكس حرصًا على ملء الفراغ بقيادة وطنية رشيدة لا تنتمي لمعسكرات النزاع.

كامل إدريس… خارج معادلات الترضية

لعل أكثر ما يُميز هذا التعيين أنه ليس جزءًا من معادلات الترضية أو المحاصصة، فالدكتور إدريس شخصية لم تتلوث بالصفقات السياسية، ولم تدخل في تحالفات ضيقة. اختياره يمثل توجهًا نحو المهنية، والكفاءة، والرمزية الوطنية، وهو ما يخشاه خصومه السياسيون.

إن تعيين د. كامل إدريس رئيسًا للوزراء أعاد ترتيب الأوراق السياسية في السودان. قد يكون بمثابة “جلطة سياسية” لبعض التيارات، لكنه خطوة ضرورية لإنقاذ الوطن من دوامة التكرار والعودة إلى ما قبل الحرب. فالمرحلة القادمة تتطلب عقلاً وطنيًا مستقلاً لا يخضع للابتزاز أو التوجيه… وتلك هي الرسالة