د. رجاء محمد صالح احمد تكتب يوم الاصطفاف الوطني… حين قال السودانيون كلمتهم: جيش واحد – شعب واحد

في مشهد وطني مهيب، تجسّد اليوم معنى الانتماء الحقيقي، وكتب السودانيون في الداخل والخارج فصلاً جديداً من فصول التلاحم الوطني، وهم يخرجون صفاً واحداً نصرةً لقواتهم المسلحة، وتجديداً للعهد بأن السودان لا يُحمل إلا على أكتاف أبنائه الشرفاء.
من شوارع المدن والقرى داخل الوطن، إلى ساحات العواصم العالمية حيث تقيم الجاليات السودانية، ارتفعت الأصوات بهتاف واحد ورسالة واحدة: الاصطفاف خلف القوات المسلحة دفاعاً عن الدولة، وحمايةً لوحدة التراب الوطني، وصوناً لكرامة السودان. لم تكن هذه الحشود فعالية عابرة، بل تعبيراً صادقاً عن وعي جمعي أدرك خطورة اللحظة، فاختار الوقوف في صف الوطن دون تردد.
لقد جاء يوم الاصطفاف الوطني ليؤكد أن القوات المسلحة ليست طرفاً في صراع، بل مؤسسة وطنية جامعة، تمثل صمام الأمان للدولة، وتحمل على عاتقها مسؤولية حماية الشعب من الفوضى والانقسام، في معركة فرضتها الظروف وتطلبت وحدة الموقف وصلابة الإرادة.
وفي الخارج، جسّد السودانيون صورة مشرّفة للجاليات الواعية بدورها الوطني، حيث تلاقت القلوب قبل الأجساد، وتوحّدت الهتافات رغم تباعد الجغرافيا، لتصل الرسالة واضحة للعالم: السودان شعب حيّ، لا يُختطف قراره، ولا تُفرض عليه الوصاية.
إن هذا اليوم سيظل علامة فارقة في الذاكرة الوطنية، لأنه أعاد التأكيد على معادلة راسخة لا تقبل المساومة:
جيش واحد… شعب واحد
معادلة تُسقط رهانات التفتيت، وتبعث الأمل في أن السودان، مهما اشتدت عليه المحن، سيبقى عصياً على الانكسار ما دام شعبه متماسكاً، وجيشه ثابتاً على العهد.
وفي ختام هذا اليوم الوطني المشهود، بعث السودانيون برسالة قوية مفادها أن طريق الخلاص يبدأ بالوحدة، وأن الاصطفاف خلف القوات المسلحة هو اصطفاف خلف الوطن ذاته، حتى يعبر السودان هذه المرحلة إلى برّ الأمن والاستقرار، بإرادة شعبه، وتضحيات جيشه.
محجوب أبوالقاسم يكتب الرسالة وصلت..حين يتكلم الشعب
لم يكن يوم أمس 13 ديسمبر 2025م يوما عابرا في تقويم الأحداث بل كان فاصلا بين مرحلتين وعنوان…





