رجاءات صباحية د. رجاء محمد صالح المرأة السودانية.. حجر الأساس في إعادة إعمار نسيج المجتمع بعد حرب الكرامة

مع بشارات النصر في حرب الكرامة التي خلفت وراءها جراحًا عميقة في جسد الوطن، يبرز دور المرأة السودانية كقوة صامتة، لكن فعّالة، في مهمة إعادة بناء ما تهدّم، ورأب ما تمزق من نسيج اجتماعي وإنساني.
المرأة السودانية، التي واجهت الحرب بفطرة الصبر والقدرة على التكيّف، خرجت من رحم المعاناة لا لتبحث عن النجاة فقط، بل لتحمل على عاتقها مشعل الإصلاح والإعمار في كل قرية وحي وسوق.
صوت للسلام.. ويد تبني
كانت النساء – خصوصًا في المناطق المتأثرة بالنزاع – أول من بادر بجهود الوساطة المجتمعية، والمشاركة في لجان الصلح والمصالحة. فقد استطعن بما يملكن من حكمة وتجارب أن يعيدن لغة الحوار بين مجتمعات تمزقها الفُرقة والاقتتال. في جلسات بسيطة داخل بيوت الطين أو تحت ظلال الأشجار، أعادت المرأة السودانية خلق مساحات للسلام، من القاع إلى القمة.
أدوار مزدوجة في قلب العاصفة
مع غياب الكثير من الرجال بسبب الحرب، أصبحت المرأة أماً وأباً، راعيةً وقائدة، ومعيلةً ومرشدة. لم تتوقف عند حدود البيت، بل خرجت إلى الأسواق، وأسست مشاريع صغيرة للخياطة والطعام والزراعة، لتُبقي عجلة الحياة تدور رغم الخراب.
في المخيمات، ودور الايواء نظمت دروسًا لأطفال لم يعرفوا مقاعد المدرسة، وافتتحت صفوفًا بديلة لتعليم البنات، رغم شُح الموارد. كانت تُطعم، وتُعلّم، وتُصالح، وتُعالج جراح النفس بكلمة طيبة ويد حانية.
إصلاح النسيج الاجتماعي.. من الداخل
تدرك المرأة السودانية جيدًا أن ما تمزق في الحرب لا يُصلح بالسلاح، بل بالحبّ، بالاستماع، وبالعمل الجماعي. في الأحياء، أسّست النساء مبادرات شعبية جمعت بين الجيران من قبائل وخلفيات مختلفة، ورعت حوارات مجتمعية أعادت الثقة بين الناس. كنّ الذاكرة الحية التي تذكّر بأن الوطن أكبر من النزاع، وأعمق من الصراع.
نحو مستقبل تصنعه النساء
ما بعد الحرب لا يمكن أن يُبنى بنفس أدوات الماضي. وإذا كانت المرأة هي من وقفت في خط النار دفاعًا عن الحياة، فإن من حقها وواجبها أن تكون في قلب عملية إعادة الإعمار والتخطيط للمستقبل.
منظمات المجتمع المدني، وصنّاع القرار، والمانحون المحليون والدوليون، يجب أن يدركوا أن تمكين المرأة السودانية اليوم ليس منّة، بل ضرورة لبناء وطن جديد، يقوم على العدالة والمساواة والتكافل.
المرأة السودانية لم تنتظر أن تُمنح دورها، بل خلقته بعرقها وصبرها وإرادتها. وإن كان من مستقبل لهذا الوطن الجريح، فإنها ستكون أول من يكتبه، وأصدق من يحرسه، وأحنّ من يعيد نبضه للحياة.
تحية اجلال وتقدير للمرأة السودانية في البوادي والحضر وفي كل رقعة من ارض بلادي الطاهرة
1/6/2025
في رحاب الوطن هل ظهور حميدتي يضيف شي للمشهد السوداني لا اعتقد فقد سبق السيف العزل فات الاوان فات فات كتب /اسامة مهدي عبد الله
المشهد الإقليمي والعالمي والمشهد في الشرق الأوسط يشهد الان مواجهات مسلحه وحرب بين اسرائيل …