حفتر يدخل على خط الحرب في السودان.. محاولة لتدويل الصراع وتشتيت جهود الجيش عبدالمنان ابكرعمر

تشهد الحرب في السودان تطورًا خطيرًا ينذر بتدويل الصراع وذلك بعد تدخل مباشر من قبل الجنرال الليبي خليفة حفتر حليف دولة الإمارات من خلال احتلاله للمثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا. يأتي هذا التدخل في توقيت بالغ الأهمية بعد أن أحرز الجيش السوداني تقدمًا ميدانيًا كبيرًا في ولايات كردفان مما يشير إلى أن الخطوة الليبية جاءت في إطار محاولة لتعطيل هذا التقدم وتشتيت قدرات الجيش قبل تحركه المرتقب نحو دارفور.
توقيت تدخل حفتر لا يبدو عفويًا بل يعكس تنسيقًا محكمًا ضمن استراتيجية إقليمية أوسع تقودها الإمارات التي تمثل الداعم الرئيسي لمليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). ويبدو أن الإمارات بعد فشل المليشيا في بسط سيطرتها على شرق ووسط السودان قد بدأت بتفعيل خطط بديلة عبر دول الجوار مستغلة نفوذها على حلفائها في المنطقة.
الجيش السوداني تعامل بحكمة مع هذا التطور واختار الانسحاب من المثلث الحدودي لتفادي فتح جبهة جديدة قد تستنزف موارده وتعيق تقدمه الأساسي نحو دارفور حيث تتمركز القوة الرئيسية للدعم السريع.
تدخل حفتر أيضًا يحمل رسالة أخرى وهي محاولة لجر مصر بشكل غير مباشر إلى الحرب خاصة أن مليشيا الدعم السريع لطالما اتهمت القاهرة بالانحياز إلى صف الجيش السوداني. وقد كرر قائد المليشيا حميدتي في خطاباته الأخيرة هذه الاتهامات في إطار سعيه لتحويل الحرب إلى صراع إقليمي مفتوح وتوسيع دائرة الاستقطاب السياسي والعسكري في المنطقة.
في تطور موازٍ بدأت مليشيا الدعم السريع بحملة اعتقالات واسعة في المناطق التي تسيطر عليها شملت عناصر في ما يُعرف بـ”الإدارة المدنية” إضافة إلى قيادات في أجهزة الأمن والاستخبارات التابعة لها. كما طالت الاعتقالات أفرادًا من قواعدها الاجتماعية ممن تُشتبه انتمائهم للنظام السابق أو تسريب معلومات للجيش السوداني.
يُعتقد أن هذه الحملة جاءت عقب الضربات الجوية الدقيقة التي نفذها سلاح الجو السوداني ما أثار الشكوك داخل صفوف المليشيا بوجود اختراقات أمنية وتسريبات داخلية.
من أبرز المؤشرات على تحولات محتملة في مواقف بعض دول الجوار الزيارات المفاجئة التي قام بها قادة المخابرات في كل من إثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى خلال الأيام الماضية. هذه التحركات قد تنذر بتبدل في التموضع الإقليمي إما لصالح أو ضد الدعم السريع خصوصًا في ظل تصاعد الضغط الدولي على داعمي المليشيا وفي مقدمتهم دولة الإمارات عقب العقوبات الأمريكية الأخيرة.
تدخل حفتر في الحرب السودانية يمثل تصعيدًا خطيرًا ومحاولة واضحة لتدويل الصراع عبر فتح جبهة حدودية جديدة. وهو تطور يؤكد صحة التحذيرات السابقة من أن الإمارات بعد إخفاق وكلائها في الداخل قد تلجأ إلى تحريك حلفائها الإقليميين لإرباك المشهد السوداني. غير أن تعامل الجيش السوداني مع هذه المناورة حتى الآن يعكس قدرًا كبيرًا من المرونة والانضباط الاستراتيجي عبر تجنب التصعيد المباشر والتركيز على المعركة الأساسية في دارفور.
في المقابل يعيش معسكر الدعم السريع حالة من الاضطراب الأمني والسياسي مع تزايد الشكوك والانقسامات الداخلية ما يشير إلى احتمالية انهيار المنظومة من الداخل إذا استمرت الهزائم الميدانية وتكثفت الضغوط الإقليمية والدولية.
١٢ يونيو ٢٠٢٥
السودان يدين الهجوم على قطر
اصدرت وزارة الخارجية بيانا صحفيا ادانت فيه الهجوم على دولة قطر الشقبقة وفيما يلي نص البيان…