رؤي واصله عباس حكومة وحوار يستثنيان هولاء ؟
في السودان ذلك الوطن الجريح ، الوطن الذي تكالب عليه الاعداء في زمان عز فيه النصير ، إلا من به نخوة وقيم ، جُرح السودان ، وتشرد شعبه الطيب ، فهام في الطرقات يحمل أوجاعه وجراحاته ، ومورست في حقه كل شرائع الغاب ، وفي ذات الوقت سُدت فيه وجهه كل المنافذ القانونية ، وطويت صحائف الإتفاقيات والبنود الدولية ، التي تتحدث عن الإنتهاكات وحقوق الإنسان ، واخرست المنظمات الحقوقية والإنسانية أصواتها ، ولم يعربوا حتي عن قلقهم جراء مايحدث في السودان من قتل ، وسحل ، وإغتصاب ، ولكن في المقابل تبقي قواتنا المسلحة والقوات المشتركة والبراؤون والمستنفرين هم ضمادة الجرح ، وملجأ الفارين ، وسكينة الخائفين ، ولقمة الجائعين ، حيث كانوا المعين الذي لاينضب ، المعين الذي يفيض بسالة وجسارة ، حتي أصبحوا بطولة تسير بسيرتهم الركبان ، وسطروا في سٍفر الحياة قصص سيحكي التاريخ عن مآثرهم ، وصمودهم الذي حال دون ركوب *(أبناء أم قرون للبوكسي)* ، بل جعلوها تتجرع كؤوس الاحزان والفقد في أبناءها المأجورين القتلي .
ولهذا لم يكن السيد *رئيس مجلس الوزراء الجديد الدكتور كامل ادريس* بحاجة الي جولة إستطلاعية لكي يقرأ الواقع فواقعنا الحالي كتاب مفتوح يٌقرأ بكل اللغات واللهجات ، وملخصه لايتجاوز عبارة ( *كيف نبني مجدك يابلادي؟ )،* فالقصة التي يرويها المقيمون في العاصمة الاارية ، ليست هي التي سيرويها ( *المصنددين* ) في وجه الحرب ، أو الذين يعيشون تحت الحصار الجائر يتطلعون الي كسرة خبز ، اوجرعة ماء ، لهذا لم يكن هنالك مايستدعي الجولة الاستطلاعية للسيد رئيس مجلس الوزراء في شوارع بورتسودان ، فالحوجة الآنية هي الاستقرار والسلام والخدمات ، بعيدا عن أي محاصصات ، أو تقسيمات ، وتشكيل الحكومة عاجلاً ، حتي يٌسد باب التكهنات التي صاحبت العديد من أعمدة الرأي ، وتسيدت بعض الاقلام الاسافير وهي ترمي كل يوم بتكهنات وترشيحات للحكومة المقبلة ، وأصحاب المآرب الأخٌر الذين ينشدون مغنماً من هذا الترويج والتكهنات كدأبهم في كل تشكيلة لهم فيها مآرب أخري ، حتي طفت علي السطح ترشيحات لشخصيات ليس بها طول ولا قصر في الفهم والرأي ،، والوطن ليس من أولوياته ؟ فكيف لها أن يُفسح المجال إلا إذا كانت المطامع شخصية ؟ ، فهل سنجرب المجرب الفاشل ؟؟، لنعود الي عهد الوزارء الاشباح ، الذين كما يقول المثل *(دخلوا بحمد .. ومرقوا بخوجلي ) ،* ولم يحدث إستوزارهم أو إقالتهم فرقا في الحياة العامة لانهم لم يحققوا أي نتائج إيجابية .
ماخرج به السيد رئيس مجلس الوزراء وقوله بأنه سيعمل علي قيادة دفة حوار لايستثني أحد ، لم يكن حديثا تتهلل له الأسارير طرباً، أو يدعونا لنحتفي به ونبارك له اولي خطواته العملية في عهده الجديد ، بل ماسيفعله مدعاة للخوف والقلق من تكرار ذات السيناريوهات السابقة علي شاكلة *( حمدوك يسلموا الجابوك )!* ، ولكن يبقي السؤال هل يدرك الدكتور كامل إدريس قوله هذا ؟ فإن كان يٌدرك فثمة أسئلة تحتاج الي إجابات ؟ هل سيشمل الحوارمشعلي الحرب ؟ أمثال عرمان ، سلك ، حمدوك ؟ هل سيكون من بين المتحاورين حزب الأمة بقيادة آبناء المهدي وبناته اللائي سندنا المليشيا ، حيث كن يدافعن عن وجودها داخل منازل الابرياء ، هل سيكون بين المشاركين برمة ناصر الجنجويدي بإمتياز؟ ، أم سيكون بين المتحاورين الذين تولوا يوم الزحف من الاحزاب والجماعات وقد تواروا خلف جوازاتهم الاجنبية وهربوا ، تاركين الوطن يحترق ؟ ، أم سيكون من بين الاعضاء العائدين من بلاد اللجؤ وهم في قمة أناقتهم وعطرهم النفاذ ، حضروا ولم ير طرفهم الدمار والخراب والموت الزؤام يتسكع في الطرقات والأزقة هازئا بالارواح البريئة الملقاءة علي الارض ، جاؤا للتحاورمعك ولم تعرف آذانهم قصف المدافع ودوي القنابل ، ولاتفرق مسامعهم بين المضادات والتدوين، السيد الرئيس هل ستفتح العضوية للخونة والعملاء الذين باعو الوطن وقضيته في منابر نيروبي وكمبالا وأديس أبابا ؟ ، هل هولاء سيكونون أعضاء ؟ ، إذا علي ماذا تحاورهم سيد الرئيس مجلس الوزراء ، هل تبقت في وجوههم مزعة لحم ، أم ثمة بقايا وطنيه في أفئدتهم ؟ ، سيد الرئيس إن كنت ستقود حوارا ، فليكن حوار للمحاسبة والعقاب لايستثني أحدا ، وكُل يعاقب وفق جريرته ، عقاب لايستثني أحدا مهما يكون ، وإن كانت العقوبة تصل حد الإعدام ، وليس حوارا للإستوزار ، وتوزيع الغنائم والمناصب والمكاسب .
السيد/ رئيس مجلس الوزراء أوجاعنا من هذه الحرب عظيمة، ففيها فقدنا الكثير ، وجراحتنا لازالت تنزف ، ويكفينا عامين من الألم والتشرد والضياع ، ولهذا إن كانت هذه ملامح حكومتك ، فحتما ستبقي جراحنا نازفة حتي تغادر مقعدك . ونفوض أمرنا الي الله.
*رؤي أخيرة :*
وطنا البأسمك كتبنا ورطنا ..أحبك بتضحك .. وأحبك عبوس
الخرطوم تنهي الإجازة المفتوحة للمعلمين وتعلن مصفوفة العودة للعمل
أعلنت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم مصفوفة إجراءات عودة المعلمين والعاملين بالقطاع…