‫الرئيسية‬ مقالات أصل_القضية من طرابلس إلى الخرطوم: إعلان اليقظة الإفريقية محمد أحمد أبوبكر باحث بمركز الخبراء العرب
مقالات - ‫‫‫‏‫يومين مضت‬

أصل_القضية من طرابلس إلى الخرطوم: إعلان اليقظة الإفريقية محمد أحمد أبوبكر باحث بمركز الخبراء العرب

أصل_القضية  من طرابلس إلى الخرطوم: إعلان اليقظة الإفريقية  محمد أحمد أبوبكر  باحث بمركز الخبراء العرب

حين تكتب الدول الهامش إلى المتن

ليست كل البيانات الرسمية تُدوَّن في كتب التاريخ، لكن بعضها يُدوِّن نفسه حين يصدر في التوقيت المفصلي، بالمحتوى الناضج، وبالنية السيادية المتجاوزة لحدود الجغرافيا.

هذا تمامًا ما فعله البيان الليبي الصادر مؤخرًا بشأن السودان. لم يكن بيانًا عاديًا. لم يكن دفاعًا عن جار، أو تماهٍ مع أزمة. بل كان إعلانًا جريئًا لليقظة الإفريقية من رحم الخراب العربي، ورسالة وعي استراتيجي تقول:

 

> “من الخرطوم تبدأ معركة استرداد السيادة، وطرابلس والجزائر والقاهرة وأسمرا لن تقف متفرجة.”

 

لقد تحدثت ليبيا بلغة الدولة، لا بلغة الضحية. بلغة الشراكة، لا الشفقة.

وتلك، في حد ذاتها، لحظة تستحق أن تُحفر في ذاكرة العلاقات الدولية الإفريقية.

 

🌍 من طرابلس تستفيق الذاكرة، ومن الخرطوم تُكتب الرؤية

البيان الليبي بشأن السودان لم يكن تحركًا عابرًا؛ بل يُقرأ كـ “نداء يقظة قاري”.

نداءٌ حمل بين كلماته رمزية الانعتاق من التبعية، وواقعية التأسيس لشراكة أمنية إفريقية لا تمر عبر العواصم الغربية، بل تتّخذ من إفريقيا منصتها ومن سيادتها بوصلتها.

لكن الأهم من البيان هو ما يمكن أن ينبثق منه:

* تحالف سيادي إفريقي جديد، ناضج، مستقل، متحرر من الأطر القديمة.

* تحالف يُجسّد فلسفة “الجسر والمورد” التي تؤمن بأن السيادة لا تُطلب… بل تُبنى. وأن المورد الحقيقي هو الإرادة الجماعية.

 

✳️ “نداء الكرامة”: الاسم الرسمي لتحالف الخرطوم للأمن السيادي الإفريقي

وفقًا لاستراتيجية الجسر والمورد، نقترح أن يحمل التحالف الجديد اسم:

 

> “نداء الكرامة”

(Coalition of Dignity for African Sovereignty – CODAS)

 

اسم يستلهم البيان الليبي، ويرسّخ الخرطوم كنقطة انطلاق، ويُخاطب الوجدان الإفريقي من بوابة الصمود لا الاستجداء.

 

🌐 الدول المؤسسة لتحالف “نداء الكرامة”

١. السودان (الخرطوم) – مركز الثقل والمبادرة، صاحب الرؤية والميدان.

 

٢. ليبيا (طرابلس) – صوت السيادة المستيقظة بعد الحرب.

 

٣. مصر (القاهرة) – محور التوازن ورصيد التاريخ.

 

٤. إريتريا (أسمرا) – حارس الصلابة الجيوسياسية.

 

٥. الجزائر (الجزائر العاصمة) – عمق المقاومة الإفريقية ومخزون السيادة التحررية.

 

> ✳️ مع فتح الباب لاحقًا لانضمام دول تلتزم بمبدأ السيادة الكاملة، مثل تشاد، مالي، رواندا، وجنوب إفريقيا، موريتانيا،….

 

🎯 أهداف التحالف كما تصوغها استراتيجية “الجسر والمورد”

١. إعادة تعريف الأمن الإفريقي: كأمن سيادي داخلي، لا كاستقرار تفرضه قواعد الخارج.

 

٢. تفكيك البُنى الخفية لتدويل الصراعات عبر آليات شراكة استخبارية–دبلوماسية تحمي السيادة.

 

٣. حماية الموارد الإفريقية من التدويل من خلال “ميثاق المورد السيادي الإفريقي”.

 

٤. تدشين شبكة تكامل سيادي تربط البحر الأحمر بالمغرب العربي والقرن الإفريقي بحوض النيل.

 

٥. تأسيس سردية جديدة للكرامة الإفريقية، تُروَّج للعالم من إفريقيا لا عبر وسطاء.

 

> 🛑 ذلك لأن أخطر ما يواجه القارة اليوم هو تدويل صراعاتها، عبر أدوات الإغاثة السياسية، والتمويل المشروط، والدبلوماسية الرمادية.

 

🧬 الجسر والمورد: من الفكرة إلى الفعل

تستند استراتيجية “الجسر والمورد” إلى ثلاث ركائز تؤهلها لقيادة هذا التحالف:

 

١. الجسر: مدّ الوصل بين الدول الإفريقية السيادية، بعيدًا عن منطق التبعية والأقلمة القسرية.

 

٢. المورد: فهم الموارد لا كأشياء تُنهب، بل كوسائل لتحرير القرار السياسي وبناء الذات المشتركة.

 

٣. الكرامة المؤسسية: أي أن تكون الدولة الإفريقية فاعلًا لا تابعًا، صانعًا لا عتبة عبور للمصالح الدولية.

 

🛡️ السودان: لماذا الخرطوم هي مركز التحالف؟

لأنها صاحبة السبق في تأسيس المنظومات الأمنية الإفريقية (من سيسا إلى الإيقاد).

ولأنها، رغم حرب الكسر والتجويع، ما تزال تُفكّر كدولة لا ككيان مفكك.

ولأنها اليوم تملك إرث الصمود، وعقلية البناء، وقدرة المبادرة… وكلها أدوات تجعل منها المنصة الطبيعية لـ”نداء الكرامة”.

 

> تمامًا كما انطلقت ثورات التحرر من الجزائر وأسمرا وهراري، فإن الخرطوم اليوم تُطلق ثورة السيادة الذكية في زمن السيادة المنتهكة.

 

🕊️ خطوات التأسيس العملي لتحالف “نداء الكرامة”

١. إعلان “ميثاق الخرطوم لنداء الكرامة”

وثيقة تأسيسية تُجمع فيها المبادئ والرؤية والأهداف والسياسات العامة، ويُفتح باب التوقيع الطوعي عليها، تمهيدًا لاعتمادها كإطار قانوني استرشادي داخل الاتحاد الإفريقي.

 

٢. دعوة لعقد القمة التأسيسية الأولى في الخرطوم

بمشاركة الدول الخمس، وخبراء مستقلين، ومنظمات إقليمية مراقبة.

 

٣. إطلاق “المركز الإفريقي للسيادة والتكامل”

مركز فكري استراتيجي يتولى صياغة السياسات، وتدريب الكوادر، ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات.

 

🌠 أصل القضية : حين تتحوّل الكرامة من شعار إلى منظومة

 

> لم يكن بيان طرابلس مجرد تضامن؛ بل كان صفارة بداية لتحول قاري كبير.

 

وإذا كانت الخرطوم هي ساحة الصمود، فإن الجزائر هي حارس الإرث التحرري، وطرابلس بوابة الاستفاقة، وأسمرا قاعدة السيادة، والقاهرة ضامن الجغرافيا السياسية.

 

“نداء الكرامة” ليس تحالفًا عاطفيًا، بل مشروع سيادي إفريقي جامع، تقوده عواصم ذات تجربة، وإرادة، وأمل.

وهنا، بالذات، يُصبح السودان مركزًا لا جسرًا فحسب… وموردًا لا ضحية.

‫شاهد أيضًا‬

مرتضى شطة يكتب حصار المليشيا وجوع الأبرياء

إن مشهد الأطفال الأيتام في فاشر السلطان وهم يتضورون جوعاً ؛مشهد لابد أن يهتز له قلب الإنسا…