السودان المبارك بقلم: محجوب أبوالقاسم
في كل مرة تتكالب فيها المصائب والاعداء على السودان وتحكم حلقات التآمر على شعبه الصابر تتجلى عدالة السماء لتنتصر للمظلومين وترد كيد الظالمين إلى نحورهم لقد مرت بلادنا بمنعطفات ومصائب موجعة لم تكن بفعل أقدار عابرة بل نتيجة مؤامرات محكمة خططت لها أيادي معلومة وتقدمتها سلطة أبوظبي بدعم مباشر من الولايات المتحدة وإسرائيل عبر بوابة المليشيا الإرهابية لآل دقلو التي زرعت الرعب في نفوس الآمنين وشردت الملايين وانتهكت الحرمات ونهبت مقدرات الشعب.
لكن وفي ظل هذا السواد أشرق نور الإرادة السودانية من جديد لقد أدهش السودانيون العالم بثباتهم الأسطوري وصبرهم النادر حينما اختاروا الاصطفاف حول جيشهم الوطني وقواتهم النظامية المساندة مؤمنين بأن لا خلاص للوطن إلا عبر وحدة الصف واستعادة الدولة من براثن التمرد والارتزاق.
من رحم المعاناة ولدت المقاومة الشعبية وتفجرت طاقات الاستنفار في المدن والقرى والأرياف في مشهد وطني قل نظيره. فقد قدم الشعب دروساً في الوطنية والبذل والتضحية واضعين السودان فوق الجراح ومقدمين مصلحة الوطن على كل اعتبار لم يستسلموا للألم ولم ينكسروا رغم النزوح والجراح بل كانوا السند والظهر لجيشهم فاستعادت البلاد جزءاً من كرامتها وسط نيران المؤامرة.
ومع ذلك لم تكتف سلطة أبوظبي بما اقترفته من جرم فما زالت تمول الفوضى وتغذي الحرب، وهذه المرة عبر فتح جبهات جديدة على حدود السودان مستعينة بميليشيات حفتر في المثلث الحدودي محاولة إشغال الجيش والقوات المساندة واستنزافه في أكثر من ميدان لكن إرادة الله ماضية وقد بدأ العد التنازلي لانكشاف ظهر المتآمرين، بعدما ارتج الداخل الإماراتي نفسه تحت وطأة تهديدات إيران وتوترات الخليج التي أرغمت أبوظبي على مراجعة أولوياتها وانكفائها على نفسها.
وهنا تلوح في الأفق فرصة نادرة للجيش لحسم التمرد في دارفور وكردفان وتطهير كل شبر من البلاد دنسته المليشيا الإرهابية وأعوانها، خاصة مع انشغال الداعمين الخارجيين بشؤونهم الداخلية. إنها لحظة فارقة تستوجب يقظة تامة، وإعادة ترتيب الأوراق الأمنية والعسكرية مع إحكام السيطرة على الحدود وتعزيز التحرك الميداني في كافة الجبهات.
وفي الجانب السياسي فإن الوقت قد حان لرئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس للتحرك الجاد نحو تشكيل حكومة انتقالية قوية، تستعيد مؤسسات الدولة وتبعث برسائل طمأنة للشعب والمجتمع الدولي فغياب الهياكل المدنية في ظل هذه الحرب لا يخدم إلا أجندات الفوضى ولا بد من التقدم في هذا المسار بأسرع ما يمكن.
إننا نعيش لحظة تاريخية ستكتب تفاصيلها بمداد من الصبر والدم والتضحيات.
السودان لا يزال بخير برجاله ونسائه وشبابه الذين ما توانوا عن نصرة وطنهم في أحلك الظروف، وسيبقى السودان مباركا رغم كل الأوجاع لأنه وطن المخلصين الذين كلما ضاقت بهم السبل فتح الله لهم أبواب نصره.
ولنا عودة
ابراهيم محمود: ما يجري في السودان تنفيذ لاستراتيجية غربية تهدف لتفتيت الدولة وإضعاف المجتمع
أكد رئيس حزب المؤتمر الوطني المكلف المهندس إبراهيم محمود حامد أن ما يشهده السودان من فوضى …