‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: العدالة في خدمة الوطن: التوظيف على أساس الكفاءة لا الولاء
مقالات - ‫‫‫‏‫7 ساعات مضت‬

نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: العدالة في خدمة الوطن: التوظيف على أساس الكفاءة لا الولاء


في لحظة فارقة من تاريخ السودان، وبعد عقود من المحاصصة الحزبيةوالتمكين الوظيفي القائم على الانتماءات الضيقة، يبرز توجه جديد يحمل في روحه بُشرى بتحول نوعي في آليات العمل الحكومي. تصريحات الدكتور كامل إدريس بشأن فتح فرص التقديم الحر لجميع المواطنين على وظائف الوزارات وفق معاييرالجدارة والكفاءة والمعاينةليست مجردإعلان إداري، بل خطوة إصلاحية عميقة قد تؤسس لعهد جديد تسود فيه العدالة المهنية وتُستعاد فيه ثقة المواطن السوداني في دولته

 

فمنح كل سوداني فرصة عادلة للتقديم والتنافس على المناصب، بعيداً عن الولاء الحزبي أو القرب الاجتماعي، يعني ببساطة أن الكفاءة ستصبح لغة الدولة،والعلم هوجوازالعبورإلى المواقع القيادية وهذاليس بدعة كما يتصور البعض بل هوالطريق الطبيعي لبناء دولة حديثة تحترم طاقاتها البشرية، وتفتح نوافذ الأمل أمام الشباب المهمّش، والخبرات المُبعَدة بسبب الاصطفاف السياسي.

 

بل إن هذه الخطوة تُعد ترجمة عملية لشعار من الشعب وإلى الشعب، حيث تكون الوظيفة العامة تكليفاً لا تشريفاً، وفرصة لخدمة الوطن لا لاستثمار النفوذ. وعندما تُسند الوزارات لأصحاب الجدارات، لا التوازنات، تبدأ مسيرة بناء المؤسسات، ويتحول الأداء العام من الترضيات إلى الإنتاج.

 

ورغم التحديات البنيوية التي قد تعترض مثل هذا التحول، من مقاومة المحسوبية، إلى ضعف آليات الرقابة، إلا أن وجود إرادة سياسية مثل التي عبّر عنها د. إدريس يُعد فرصة نادرة لإحداث اختراق في جدار الفساد الطويل. فالسودان لا يفتقر إلى العقول ولا إلى الطاقات، بل إلى نظام يسمح لها بأن تُختبر وتُمنح ثقتها من الشعب لا من الأحزاب.

 

وعليه، فإن فتح باب التقديم الحر ،وتحكيم المعايير، وإرساء مبدأالتنافس الشريف ليس ترفاً إدارياً، بل ضرورة وطنية لصناعة مستقبل مختلف. فالدول لا تبنى بالشعارات، بل بالعدالة والشفافية والجدارة.علي الشعب السوداني الإلتفاف حول رئيس الوزراء ودعمه فالنكون معول بناء لامعول هدم.لا للتثبيط الهمم،فالنقول خيراً أول لنصمت.حفظ الله السودان وشعبه.

meehad74@gmail.com

‫شاهد أيضًا‬

نقطة ضوء النسيج الإجتماعي ومحاولة رتق الفتق بقلم/ صلاح دندراوي

نعم قد تكون الحرب التي فرضت على السودان مؤلمة وآثارها كارثية لا سيما وأن العدو تجرد عن الع…