‫الرئيسية‬ مقالات رحمة عبد المنعم يكتب: سمية سيد.. (صوت الحقيقة)
مقالات - ‫‫‫‏‫5 ساعات مضت‬

رحمة عبد المنعم يكتب: سمية سيد.. (صوت الحقيقة)

رحمة عبد المنعم يكتب:     سمية سيد.. (صوت الحقيقة)

في هذا الزمن المُوشّى بالتحوّلات، حيث تتزاحم الأصوات وتتباين الرسائل، تخرج من بين الركام كلمةٌ موزونة، وفكرةٌ ناضجة، مبادرةٌ طيبة تحمل اسم (صوت الحقيقة)، أطلقتها الصحفية المهتمة بالشأن الاقتصادي سمية سيد من مقر سفارة السودان بالقاهرة، بحضور السفير عماد عدوي، ومشاركة عدد من رؤساء تحرير الصحف وصحفيين من مختلف المنصات، لتكون نقطة التقاء للإعلاميين السودانيين في مصر، وتؤسس لرؤية موحّدة في خدمة الوطن…

ليست هذه المبادرة مجرد اجتماع عابر، بل هي نداء خافت في شكله، عميق في مضمونه، ينشد ترتيب الصفوف وتوحيد الخطاب الإعلامي السوداني في الخارج، على أسس من المهنية والصدق والانحياز للوطن وحده…

وما كان لمثل هذا النداء أن يأتي إلا من قلمٍ خبر المهنة، وعقلٍ تمرّس في دروب الحقيقة، سمية سيد، بصفتها صاحبة زاوية “كلام صريح”، وقامة صحفية لها مكانتها، لم تكن يوماً بعيدة عن نبض الوطن ولا عن قضاياه المصيرية، فقد ظلت من خلال منصتها الإعلامية “أخبار السودان” تكتب وتتابع وتدعم وتُسند، دون ضجيج، ودون رغبة في التقدّم للواجهة،فإسهامها في معركة الكرامة لم يكن من باب الشعارات، بل من خلال العمل الجاد والدؤوب، والنَفَس الوطني الهادئ الذي يثبت عند المحن، ويُعلي المصلحة العامة على ما سواها..

لقد التقى الصحفيون في القاهرة، وكان الجامع بينهم حرصٌ على أن تتسع هذه المبادرة لتضم كل صاحب قلم نزيه، وكل من آمن بأن الإعلام لا يقف على الحياد حين يكون الوطن في امتحان ،وتوحيد الخطاب الإعلامي لم يعد ترفاً، بل صار ضرورة يقتضيها الظرف، ومطلباً يعلو فوق الخلافات، وهي رؤية بدت جلية في كلمات المشاركين الذين اقترحوا أن تُبنى هذه المبادرة على أُسس تنظيمية راسخة، بجسم تنسيقي يضمن الاستمرارية ويقودها نحو غاياتها النبيلة.

وفي هذا المقام، ينبغي أن تدرك الدولة، ممثلةً في مجلس السيادة ودولة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس، وكل الجهات الرسمية، أن مثل هذه المبادرات الوطنية الجادة أولى بالدعم من بعض المنصات الهزيلة، والمواقع المكرّسة للتكرار والضجيج، التي ما فتئت تتلقى الأموال بلا مردود حقيقي،فكم من مبادرة وُلدت عظيمة، وماتت في مهدها لأنها لم تجد من يتبناها، بينما تُغدق الموارد على مشاريع لم تُضف شيئاً للمشهد الوطني، لا فكراً ولا موقفاً.

إن الحضور الرفيع الذي حظيت به المبادرة، والإجماع الذي أحاط باسم سمية سيد، دليلٌ على أنها تمثّل نقطة التقاء نادرة، في زمن قلّ فيه الاتفاق، وكثرت فيه التباينات، فهي لا تنطلق من فراغ، بل من حاجة حقيقية لأن يكون للإعلام السوداني لسان واحد عندما يتحدث عن وطنٍ يئن، وشعبٍ ينتظر، وجيشٍ يخوض معركة الكرامة نيابةً عن أمة بأكملها..

اليوم، ومع انطلاقة “صوت الحقيقة”، نأمل أن تتعمق الفكرة وتتجذّر، وأن تتحول إلى منصة لكل من يؤمن بأن الكلمة الصادقة قد تكون أشد وقعاً من السلاح، وأن الوعي المشترك هو أول خطوط الدفاع عن الوطن،فليكن هذا الصوت العاقل منارةً نسترشد بها جميعاً، ولْتَكُن سمية سيد، كما عهدناها، ماضيةً في صمتها الهادئ، وصدقها العميق، وهي ترسم للإعلام السوداني وجهه الذي يليق به.

‫شاهد أيضًا‬

غرفة طوارئ امتحانات الشهادة الثانوية تعلن اكتمال الاستعدادات لعقد الامتحان الاحد المقبل

بورتسودان: 5minute-news اعلنت غرفة طوارئ ترتيبات امتحانات الشهادة الثانوية المؤجلة –…