مدني أرض الجمال تتعافى وتعود إلى طلّتها البهية زين العابدين احمد عبدالرحمن

حين وطأت قدماي مدينة ود مدني بعد طول غياب فرضته نيران الحرب والشتات، شعرت كأنني أعود إلى حضن أمٍّ اشتقت إليها حد الوجع. لم تكن المدينة كما عهدتها، لكنها رغم ما مرت به، ما زالت تحفظ نبضها الحي، وتوشوش في أذني بلغة الجمال الصامت، أن كل شيء سيعود… تماماً كما كان.
مدني، تلك المدينة التي كانت وما تزال زاهية كأنها لوحة مرسومة بماء النيل، متعبة كأنها أمٌّ سهرت على كل الوطن، ومتماسكة كأنها لم تمرّ بعصف ولا ألم.
رأيت في عيون الناس طمأنينة خجولة، وفي ابتساماتهم رغبة قوية للحياة، كأنهم يقولون للعالم: “لسنا بخير تماماً، لكننا واقفون على أقدامنا من جديد”.
المقاهي تعود، بقوه الدكاكين انتفض عنها الغبار، الطرقات نظفيه بالكامل ، والعصافير تعود إلى أغصانها…
هذا ليس مجرد تعافٍ عمراني، بل نهوضٌ روحي عميق، تُعيد به مدني ترتيب نبضها وتُضمد به جراحها دون ضجيج.
زرت السوق الكبير والمركزي فكانهما يهمسان لي: “ما طُفئت النيران، إلا لتعود الحياة أكثر دفئاً”، رأيت التجار والباعه الفريشه مبتهجون ورايت مزارعين في أطرافها يعدّون الأرض في مزارع البحر من جديد، وتلاميذ المدارس يحملون دفاترهم بثقة… هذا وطن يُولد من رماده.
رأيت وبنظره سريعه في عيون من التقيت بهم أنهم عامزون
ان يجعلوها أجمل من ماكانت
مدني ليست مدينة فحسب، إنها وعدٌ دائم بأن السودان لا ينكسر، بل يعود، كل مرة، بأكثر مما كان عليه.
*عادت مدني وعادت الابتسامه الي شفاه الذين طالت عنهم الابتسامه
الهندي عزالدين التحية لجيشنا العظيم ومنظومة الصناعات الدفاعية
ودّعنا فجر أمس ، من محطة السد العالي في “أسوان” الجميلة الرائعة ، ركاب القطار …