‫الرئيسية‬ مقالات أصل_القضية في يوم السكان العالمي: هل ما زال للسودان شعب؟! محمد حمدأبوبكر-باحث بمركزالخبراءالعرب
مقالات - ‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

أصل_القضية في يوم السكان العالمي: هل ما زال للسودان شعب؟! محمد حمدأبوبكر-باحث بمركزالخبراءالعرب

 @Asll_Alqadiya

🔹 | شعبٌ يتآكل والعالم يحتفل:

في الحادي عشر من يوليو من كل عام، يحتفي العالم بـ”يوم السكان العالمي”، في خطاب يبدو إنسانيًا وجامعًا، عنوانه: الإنسان أولًا، والعدالة السكانية حقٌّ مشروع. لكن ماذا عن السودان؟

هل يملك أن يحتفل بهذا اليوم؟

هل ما زال يملك شعبًا؟

أم أن سكانه – الذين يمثلون العنصر الأول للدولة ومصدر سلطتها – صاروا مجرد أرقام تائهة في تقارير اللجوء، ونسب النزوح، وشاشات الغياب الجماعي؟

إن السودان، المنسي عمدًا، ليس مجرّد جغرافيا تُحاصرها الحرب، بل هو وطن تُحاصره إرادة دولية لإعادة تعريف إنسانه… خارج حدوده.

🔹 السكان في قلب الدولة… والمحرقة المفتوحة:

السكان ليسوا تفصيلًا إداريًا، بل هم جوهر الدولة وأساس السيادة.

الدولة بلا شعب فعليّ، ليست إلا هيكلًا مفرغًا قابلًا للتدوير والتوظيف.

وما يجري في السودان اليوم – من تدمير للمراكز السكانية، ونزوح قسري لملايين البشر، وغياب كلي للرعاية والخدمات – لا يُمكن تفسيره إلا بكونه تمزيقًا ديمغرافيًا متعمدًا.

تمزيق لا ينهي فقط الوجود السكاني، بل يُعيد تعريف معنى “السودان” ذاته:

هل هو وطن لمواطنيه؟

أم مخزن بشري يُستبدل ويُدار حسب الرغبات الدولية؟

🔹 المنح الدولارية للاجئين: عطاء أم إعادة تعريف للسوداني؟

في هذا السياق، أعلنت الولايات المتحدة مؤخرًا عن منح دولارية بملايين الدولارات مخصصة للاجئين السودانيين في ٧ من دول الجوار السوداني ، بلغت ٦٥ الف طن متري من القمح.

وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو في ظاهره تضامنًا إنسانيًا، إلا أن دلالاته السياسية والديمغرافية أكثر تعقيدًا وخطورة.

فبدل أن تُضخ هذه الموارد في الداخل السوداني – لبناء المدارس، والمراكز الصحية، وتوفير الغذاء، ودعم العودة الطوعية – تُنفق على تثبيت السودانيين خارج وطنهم، وتعزيز بُنية اللجوء كواقع دائم، لا حالة طارئة.

● هذه المنح لا تدعم الإنسان السوداني، بل تُعيد تعريفه كـ”لاجئ”، وتُطبع وجوده كـ”ضيف” في أراضي الغير.

● إنها هندسة ناعمة لتفكيك البنية السكانية السودانية، واستبدالها بنموذج “الدولة بلا ناس”، و”السكان بلا وطن”.

🔹 الجسر والمورد: الشعب أولًا… في الداخل لا الخارج

رؤية الجسر والمورد لا تنخدع بالشعارات ولا بالمساعدات المسمومة، بل تنظر للسكان كأعمدة لبقاء الدولة لا كأعباء بشرية متنقلة.

● فـ”الجسر” هنا، هو إعادة وصل السوداني بوطنه، وبنفسه، وبمجتمعه المحلي.

● و”المورد”، هو الاستثمار فيه داخل أرضه، لا خارجه؛ فهو ليس لاجئًا دائمًا، بل مواطنًا مؤسسًا لنهضة جديدة.

■ تدعو الرؤية إلى استعادة السيادة السكانية، بإعادة الإعمار البشري أولًا، وتقديم الإنسان كأصل استراتيجي قبل أي موارد أو مصالح.

فلا تنمية دون بشر، ولا سيادة دون مجتمع منتج، ولا دولة دون شعب يختار ويقرر ويصمد.

وهنا نُذكّر بأن أصل القضية كان سبّاقًا في طرح هذا المفهوم من خلال سلسلة “التكايا” التي بدأت بـ”تكية الفول المُصلّح”، ثم “تكية الأمل”، وصولًا إلى “تكية الوطن”، لتجعل من الإنسان مركزًا للإعمار، لا ضحية للتدوير أو التهجير.

ما زال الأمل معقودًا، ولن ينطفئ.

🔹 أصل القضية،،،

> “في يوم السكان العالمي… لسنا بحاجة إلى خطب. نحن بحاجة إلى أن يبقى لنا شعب.

شعبٌ يحيا، لا يُذبح.

يُحصى للحياة، لا يُعدُّ للموت.”

‫شاهد أيضًا‬

ماذا يجري داخل حركة مناوي !! ابشر الماحي الصائم

اصبحت حركة تحرير السودان التي يتزعمها المارشال مني اركو مناوي، منذ انحيازها للصف الوطني بع…