‫الرئيسية‬ مقالات مصر .. رد الجميل صعب بقلم : علي يوسف تبيدي 
مقالات - ‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

مصر .. رد الجميل صعب بقلم : علي يوسف تبيدي 

ظلت مصر الداعم الأول للسودان على مر العصور ومنذ اشتعال الحرب الحالية كانت الملاذ الآمن الذي لجأ إليه الهاربين من الحرب ، وقد فتحت ارض الكنانة ذراعيها واستقبلت ملايين السودانيين ووفرت لهم الخدمات والدعم اللازم

، ولم تكتفي مصر بذلك فقد ظلت مساندة للدولة السودانية ومؤوسساتها الشرعية كما عملت على صياغة مبادرات وتدخلات عدة في سبيل اعادة الامن والاستقرار للسودان ، ولاتزال تبذل جهوداً كبيرة في ذلك بالتعاون مع مختلف الجهات الإقليمية والدولية الهادفة لحل الأزمة السودانية ، جهود مصر العظيمة تجاه السودان والسودانيين تحتاج لوقفات كثيرة لرد جزء يسير من الجميل ، وقد عبر كثير من السودانيين عن شكرهم وتقديرهم للشعب والحكومة المصرية خلال رحلة عودتهم للسودان في اعقاب الانتصارات التي حققها الجيش ، سيما مع التسهيلات التي قدمتها مصر للعودة الطوعية للسودان ، والشكر أيضا يمتد للسفارة السودانية بالقاهرة بقيادة السفير عمادالدين عدوي والذي يقود جهودا جليلة لخدمة السودانييين في مصر ، كما امتدح كثيرين على المستوى الرسمي والشعبي المساعي والاعمال الكبيرة للسفارة المصرية في بورتسودان بقيادة السفير هاني صلاح والتي تقدم خدمات عظيمة للسودانيين.

 

الحديث عن رد الجميل لجمهورية مصر ليس من باب الادعاء فهناك على الارض خطوات واعمال حقيقة تستحق ذلك فمؤخرا أعلنت السلطات المصرية عن تسهيلات غير مسبوقة لعودة اللاجئين والمقيمين السودانيين من مصر.

حيث تم الإعفاء من كل المساءلات القانونية والغرامات المترتبه على الإقامات السياحية وتجديدها عند الخروج الطوعي عبر المعابر البرية السودانية حتى نهايه العام 2025م.

 

يذكر بأن اعداد كبيرة من الأسر السودانية فروا إلى جمهورية مصر العربية جراء الحرب الدائرة في السودان ، حيث بلغ عددهم مئات الآلاف بجانب حوالي أربعة مليون متواجدين اصلا ، وجاء ذلك القرار بهدف تسهيل عودتهم الطوعية إلى السودان، دون أي مساءلات قانونية أو مالية.

ووفقاً لذلك فقد تقرر إعفاء السودانيين من كافة الغرامات المتعلقة بتجاوز الإقامات السياحية ، كما تم تسهيل إجراءات تجديد الإقامات بغرض الخروج الطوعي عبر المعابر البرية ، دون الحاجة لأي تسويات قانونية مع الجهات المختصة

ويأتي في إطار دعم الأشقاء السودانيين في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بلادهم.

كما يعكس القرار التزام الحكومة المصرية بالوقوف إلى جانب المواطنين السودانيين المقيمين في مصر ، سواء لاجئين أو عابرين أو مقيمين بصفة مؤقتة.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ستُسهم في تخفيف المعاناة والضغوط النفسية والاجتماعية عن عشرات الآلاف من السودانيين الذين لم يتمكنوا من ترتيب أوضاعهم القانونية بسبب تداعيات الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عام.

وتُعد مصر واحدة من أبرز الدول المستضيفة للسودانيين خلال الأزمة ، حيث لعبت دوراً محورياً في إيواء واستقبال الفارين من مناطق النزاع ، وتقديم التسهيلات والدعم الإنساني والطبي والتعليمي لهم في مختلف المحافظات.

 

وفي السياق فتحت جامعة عين شمس مستشفي الشهيد المهندس أحمد شوقي بحوار محطة مترو الدمرداش بالقاهرة ، يقدم خدماته للاجئين السودانيين مجاناً، وقال مسؤول بالمستشفى ان ذلك نظرا للظروف التي يعاني منها البعض من اللاجئين السودانيين فقد بدأ المستشفى في استقبال المرضى من هذه الفئة دون مقابل مادي وخاصة المسنين الذين بلغت اعمارهم فوق الستين ، ونوه إلى دخول طوارئ المستشفي بالمجان ، غير انها توجد بها رعاية حرجة ومركزة الي جانب وجود علاج اقتصادي وأن المستشفي يقدم أعلى مستوى من الخدمات الصحية.

 

 

وذلك بلاشك جزء يسير يضاف الى ما ظلك تقدمه مصر للشعب السوداني انطلاقا من الروابط المشتركة والمصير الواحد لشعبي وادي النيل ، ويرى مراقبين ان الدعم المصري تخطى ذلك سيما بعد الحديث عن الدخول في برامج ومشروعات اعادة تأهيل ما دمرته الحرب في مجال البنى التحتية ، مشيرين الى ان الدور المصري لن يقتصر في المرحلة المقبلة على إعمار السودان ، بل سيرتكز بالأساس على محاولة إيجاد تسوية شاملة للأزمة ، انطلاقاً من الرؤية التي قدمتها مصر في مؤتمر القوى الوطنية السودانية الذي استضافته القاهرة ، يوليومن العام الماضي ، والتي تشمل أربعة محاور أساسية هي الجانب السياسي ، والوضع الإنساني، والجانب الأمني ، وإعادة الإعمار ، مع تأكيد المبادئ الأساسية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان ، والحفاظ على وحدة البلاد والجيش السوداني، مشيراً إلى أن التحرك المصري تميز بالدعوة إلى حوار سوداني – سوداني من دون تدخل خارجي.

‫شاهد أيضًا‬

الإمارات هل تكون ميدان المواجهة المسلحة القادم في الصراع العربي الإسلامي الإسرائيلي؟. د الرشيد محمد إبراهيم  استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية. 

اوردت الصحافة الإسرائيلية وبثته هيئة البث الإسرائيلية كان وفق موقع i24 News في 1 أغسطس ٢٠٢…