نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب: قحت… كلما ضاقت الرؤية، ضاقت التسمية

منذ أن استيقظ السودان على صوت الحرب في ١٥ أبريل ٢٠٢٣م، دخلت قوى الحرية والتغيير قحت في حالة دوران سياسي يشبه رقصةمربكة في مسرح بلا جمهور. ففي الوقت الذي كانت تنتظرفيه انشقاقات داخل الجيش لتحقق انتصاراً سياسياً مجانياً، كان الإنشقاق حليفها هي ثم ظلت تنقسم إلى أن تقلّصت من كتلة إلى تسمية، ومن رؤية إلى شعارات، ومن مشروع إلى تجريب مكرر ومُمل.
إن تغيير الأسماء لا يُغيّر من الواقع اوالحقائق في شئ،تقدّم ظهرت فجأة، وكأن مجرد الاسم سيجعل الناس ينسون التراجع!صمود تبعتها لتوحي برباطة جأش بينما القواعد كانت تتساقط من تحتها.تأسيس بدا وكأنه مشروع نهضة، لكنه انطلق بلا أساس أصلاً.ثم انتهى الأمر بـ تجميد نشاط ياسرعرمان ،وكأنهم أوقفوا الحلقةالأخيرةمن مسلسل سياسي طويل لم يُرضِ أحداًوفي إنتظار بطل المسلسل في النهاية، تبدو قحت وكأنها تقود جمهورها من إعلان إلى آخر، بينما الميدان لا يسمع إلا صدى الخيبات.
هل الأزمة في الرؤية أم في المرايا؟.عندما تضيق الرؤية السياسية، تبدأ القيادات بتضييق المسميات، وكأن كل إخفاق يحتاج لإعادة تسمية. فبدلاًمن مواجهة العجز، تختار تجميله بعناوين جديدة، في مسلكٍ شبيه بمساحيق التجميل على وجه تعبهُ الصراع، وأنهكته القرارات المرتبكة.
الجمهور فقد الثقة مع كل بيانٍ لا يتبع بخطوة.القاعدة الشعبية التي خرجت في ثورة ديسمبرالمشؤم أصبحت اليوم تتساءل، هل ما زال أحد يتحدث باسمها؟.الشارع يفهم أكثر من النخب، ويعلم أن اللعب بالمسميات هو تغطية على فقدان البوصلة.
قحت، في بحثها عن التسمية المناسبة فقدت الفكرة الأصلية وكلما ضاقت الرؤية، ضاقت التسمية، وضاق الصبر الشعبي معها.وحين ينتهي العرض السياسي دون مضمون، يبقى الجمهور واقفاً علي رجليه في حائط المسرح يردد هل هذا كل ما عندكم؟. حفظ الله السودان وشعبه.
meehad74@gmail.com
ماذا يجري داخل حركة مناوي !! ابشر الماحي الصائم
اصبحت حركة تحرير السودان التي يتزعمها المارشال مني اركو مناوي، منذ انحيازها للصف الوطني بع…