‫الرئيسية‬ مقالات حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام _الخرطوم مابين التأسيس والتدليس( 3_3)
مقالات - ‫‫‫‏‫14 ساعة مضت‬

حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام _الخرطوم مابين التأسيس والتدليس( 3_3)

حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام _الخرطوم مابين التأسيس والتدليس( 3_3)

لقد طفنا في المقالين السابقين وحلقنا حول نشأة الخرطوم التي مازالت تحتاج الي إناطة اللثام فيھا عن كثير من الأكاذيب والشبھات التي نسجت حول نشأتها .

وھنا نود ان نشير إلي أن الصندوق الأسود حول تأريخ الخرطوم ھو تلك المدنية التي أيضا تم طمس ھويتھا وآثارھا عن جھل منا وعن عمد من المستعمر وھي مدينة سوبا. تلك التي عاشت كعاصمة لمملكة علوة لألف عام ونيف والتي عمد المستعمر التركي والأنجليزي علي تدميرھا وطمس ھويتھا عن قصد فعندما غزا أسماعيل باشا السودان وأتخذ الخرطوم مركزا لحكمھ وأسس فيھا ثكنات للجيش العثماني اصبحت الخرطوم معسكرا بدلا عن منارة للعلم وأرضا للزراعة وكان ذلك في العام (1821م) وخلف اسماعيل باشا عثمان باشا جركس (1824م ) الذي قام بجعلھا عاصمة للحكم العثماني وانشاء قصر الحاكم العام من مباني سوبا حيث قام بتخريبھا وھدم الدور والقصور والكنائيس وتم نقل الطوب الأحمر لبناء الثكنات والقصر وتحولت الخرطوم من مركز تجاري يرفد الوطن منارة علم ومساجد الي مركز اداري للمستعمر واثر ذلك التحول حدث تغير ديمغرافيا كبيرا في المدينة فتم تھجير السكان الاصليين من مناطقھم وتم جلب الموظفين والجنود من شتي الجنسيات من بقاع الارض من الأرمن والشركس والمصريين واليونانين والألبان والنمساوين جمعوا كل غجر أوروبا وآسيا الوسطي للسودان وأستمر ذلك الأثر طيلة مكوث المستعمر وزاد علي ذلك فرض الضرائب الباھظة . فلا غرو فمحمد علي باشا نفسھ لم يكن تركي وإنما مرتزق فھو إلباني أشتري من الأتراك أسمھم لحكم مصر والسودان فيما بعد فعرفت مصر بالخديوية (1841)وفترة الحكم في السودان( بالتركي المصري ) وإذا حللنا ھذا الاسم من خلال الواقع يتضح لنا ان الاتراك شركاء في الحكم في السودان ولكن أين موقع محمد علي ھنا إذا كانت مصر ھي شريك للأتراك في حكم السودان الإجابة بسيطة لا كما ظل يتباھي بھا المصريون أنھم حكموا السودان قد كانت مصر ھي ملك محمد علي باشا فحل أسم الدولة محل المالك والأدلة كثيرة علي ذلك فقد أنشأء محمد علي باشا نظاما للملك في مصر ولكنھ لم يفعل ذلك في السودان لا متحرجا ولكنھ كان بصدد توطيد الحكم بعد الضم ولكن الحكم التركي المصري او ذلك الحكم واجھ كثير من الصعوبات لأختلاف مصر عن السودان علي كافة الأصعدة من حيث الانثربولوجيا لكلا الشعبين في مصر والسودان وإن كان يبدو للوھلة الأولي ان ليس ھنالك خلاف .

ولكيلا نتشعب ونذھب بعيدا فقد قام كلا المستعمرين العثماني والانجليزي ووسيطھما المرتزق الذي ظھر في المشھد في الفترتين الاولي ( 1821م _1885م) والتي امتدت 64 عاما والثانية من (1898م الي 1956م) والتي امتدت ل 58عاما ومن جملة السنين التي جسم فيھا المستعمر البغيض التي ناھزت القرن ونيف 122عاما تخللتھما المھدية وكان عمرھا 17عاما يتضح لنا أن لا مستعمر يبني لك مدينة ولا يؤسس لك قانون فليس ھدف المستعمر غير الاستفادة من موارد البلاد وإن انشاء أي مشروعا او أسس مؤسسة إنما لتوطيد حكم وزيادة الغلة علي كافة الأصعدة والمستويات وكل المشاريع التي انشأھا المستعمر كانت معروفة الأھداف ومن ينظر للأمور بنظرة أخري أيا كانت فلسفتھا فھو إما ربيب المستعمر او مسلوب الفكر او لا يدرك كيف تنبي الأمم وكيف نملك القرار.

سادتي مائة وتسعة وثلاثون مضت من عمر الأمة وتم دفنھا تحت التراب فقط تراب سوبا الذي حمل عنوانين للخراب فھلا أعدنا قراءة التاريخ أما سنسير علي نھج المستعمر فمعظم دواوين الحكم في الخرطوم من وزارة المالية والقصر الجمھوري وغيرھا بناھا المستعمر وحتي القانون الذي يؤسس الشركات وضعھ المستعمر فعن أي استقلال تتحدثون وانتم تحكمون من داخل قصر الحاكم العام .

سادتي ھل لھذة الامة من مھلم يعيد صياغة الدولة وينفض عن جسدھا الكسل والغبار.

ومن لا يملك القرار لا يملك القوت في ھذا الزمان .

لانريد ان نعيش ونأكل كما تأكل الھوام بل نريد ان نعيش قوم كرام .

وعاش السودان حرا أبيا

جيش وشعب شعب وجيش حماة للأوطان .

ودمتم سالمين ولوطني سلام.

22/7/2025.

‫شاهد أيضًا‬

رئيس قطاع المرأة بالمؤتمر الوطني: للمرأة دور واسع في تعزيز الأمن القومي 

اكدت د.فاطمة الصديق رئيس قطاع المرأة بالمؤتمر الوطني أهمية رفع الحس الأمني على كل المستويا…